مريم قايد: «البقشه» تحمل قصص الآباء والأجداد

حبها العميق لتراثها وثقافتها وفخرها بهويتها الإماراتية، دفعا مريم قايد نحو ريادة الأعمال، وإنشاء مؤسسة «البقشه»، التي تحتفي بالحضارة والثقافة العربيتين، مستلهمةً الإبداع والجمال من التراث الإماراتي الأصيل، ‏وتقدم «البقشه» منتجات استثنائية، صنعت - بحب - على أيدي حرفيين إماراتيين؛ لتحكي قصص الآباء وال

حبها العميق لتراثها وثقافتها وفخرها بهويتها الإماراتية، دفعا مريم قايد نحو ريادة الأعمال، وإنشاء مؤسسة «البقشه»، التي تحتفي بالحضارة والثقافة العربيتين، مستلهمةً الإبداع والجمال من التراث الإماراتي الأصيل، ‏وتقدم «البقشه» منتجات استثنائية، صنعت - بحب - على أيدي حرفيين إماراتيين؛ لتحكي قصص الآباء والأجداد، مستندة في ذلك إلى خبراتها الوفيرة، التي اكتسبتها خلال عملها بالمجال الحكومي على مدار 13 عاماً.. «زهرة الخليج» التقت مريم قايد؛ للتعرف منها على فكرة «البقشه»، ومنتجاتها التي تحمل قصصاً وحكايات:

  • «البقشه» تحمل قصص الآباء والأجداد

حدثينا عن دراستكِ، ودخولك عالم ريادة الأعمال!

التحقت بكليات التقنية العليا، تخصص إدارة الموارد البشرية، وبعد تخرجي عملت في جهة حكومية بإدارة الموارد البشرية لمدة 13 عاماً. خلال هذه الفترة، نلت ترقيات استثنائية؛ نظير مساهماتي الملموسة، وعملي الدؤوب. بعد هذه الفترة، قررت الاستماع إلى شغفي، وتحقيق طموحي في عالم ريادة الأعمال، بفضل اهتمامي بالإرشاد السياحي، وحبي للقطاع السياحي الثقافي، ورغبتي في ترك أثر إيجابي فيه.

مواقف.. ومحطات

كيف جاءت فكرة «البقشه»؟

عندما دخلت عالم الإرشاد السياحي، كانت دائماً تلفت انتباهي الهدايا التذكارية المتاحة في الأسواق، ما دفعني إلى طرح أسئلة على زوار الدولة، عن اقتراحاتهم حول الهدايا التذكارية، التي يرغبون فيها، وتتناسب مع ما شاهدوه، وسمعوه عن حضارة الإمارات. بعدها، شعرت بمقدار النقص بالأسواق المعنية، فلم يكن الكثير من الهدايا المتوفرة يعبر عن تفرد بلادي، فقررت معالجة هذه الفجوة، وتأسيس «البقشه»، وخضت الكثير من التحديات خلال رحلتي الطويلة، التي تخللها الكثير من المواقف والمحطات، التي تمكنت من تجاوزها؛ بفضل دعم مؤسسة محمد بن راشد لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

ما السبب وراء اختيارك لاسم «البقشه»؟

هي كلمة من الموروث العربي، وتعني قطعة من القماش، تستخدم لحفظ أو نقل الملابس، والهدايا، والحلي، وحتى الطعام، عبر ربط زواياها أو أطرافها الأربعة معاً. اخترنا هذا الاسم؛ لأنه يعبر عن الموروث المحلي، ويعكس سعينا إلى الحفاظ على التراث واستدامته، كما أن «البقشه» تحمل في طياتها عنصر المفاجأة، حيث إن الشيء المخفي يثير الفضول.

  • استلهام الإبداع والجمال من التراث الإماراتي

ما أهدافكم من إطلاق «البقشه»؟

«البقشه» مؤسسة مجتمعية، تحتفي بالثقافة العربية، من خلال استلهام الإبداع والجمال من التراث الإماراتي، ‏وتجسيده في منتجات استثنائية، تُصنع محلياً بحب، بالتعاون مع حرفيين إماراتيين؛ لنحكي معها حكايات الآباء والأجداد، ونجعل من خلالها التراث ملموساً، كما نقدم تجارب ثرية، وورشاً تعليمية لجميع الأعمار، وفئات المجتمع، تمكنهم من صنع منتجات تراثية من روح ثقافتنا العربية الإماراتية.

في ما يخص الأسعار.. هل هي مرتفعة أم في متناول الجميع؟

نستخدم خامات مستدامة وهي مكلفة، وهذا تحدٍّ أدركناه منذ بداية المشروع، ومع ذلك سعينا إلى التغلب عليه، من خلال الإبداع، والتجديد، والخروج عن المألوف. كان هدفنا - منذ البداية - أن تكون أسعارنا في متناول الجميع.

مصدر إلهام

تعاونكم مع الحرفيين.. ماذا يمثل من قيمة في مشروعكم؟

‏الحرفيون هم أساس مشروع «البقشه»، وهم مصدر الإلهام والخبرة. حالياً، الحرفيون هم غالباً من فئة كبار المواطنين. ومن منطلق التكافل الاجتماعي وتحقيق الاستدامة، نسعى إلى بناء جيل جديد من الحرفيين الشباب، عبر تقديم ورش عمل جماعية، تستقطب فئة الشباب ممن لديهم الرغبة والموهبة؛ لتعلم الحرفة من حماة التراث، فالحرف الإماراتية تحمل العديد من القيم، التي يجب الحفاظ عليها، ونقلها عبر الأجيال.

كيف ترون الإقبال على اقتناء منتجاتكم؟

 تحظى «البقشه» باستحسان العملاء من مختلف الأعمار، مواطنين ومقيمين وزواراً، وكذلك من المؤسسات الحكومية والخاصة، نظراً لما تتميز به منتجاتنا من جودة وأصالة وإبداع، فضلاً عن كونها متاحة لكل من يقدّر الثقافة. ويقوم عملنا على محورَيْن: الأول: صناعة وبيع الهدايا التذكارية، التي تعبر عن ثقافة دولة الإمارات. والثاني: تنظيم وتقديم تجارب ثقافية إلى أفراد المجتمع، والمؤسسات أيضاً. فنحن نقدم منتجات، مثل البرقع، ونوفر أيضاً تجربة البرقع الخاص بكِ.

  • مريم قايد: «البقشه» تحمل قصص الآباء والأجداد

«يحمل كل منتج قصة وحكاية».. كيف تترجمون شعاركم هذا على أرض الواقع؟

‎ نعم، الحكاية هي أساس كل منتج لدينا، فمنتجاتنا تحمل قصص وحكايات الآباء والأجداد، وهذا أساس وجودنا كمؤسسة. على سبيل المثال، البرقع يعد أحد منتجاتنا الأكثر مبيعاً، حيث نروي من خلاله قصة المرأة، وعلاقتها مع البرقع، والمشاعر التي تنتابها عند ارتدائه، ودلالته لها كامرأة عربية. 

ماذا عن طموحاتك؟

دخلت هذا المجال، انطلاقاً من حبي لرواية قصص الإنسان الإماراتي والخليجي والعربي. وأدرك أن التراث حلقة وصل بين الماضي والمستقبل. وحالياً، نقوم بصناعة هدايا من الإمارات، وتقديم فرصة تجربة الحرف الإماراتية الأصيلة، بشكل يناسب الذوق المعاصر. لكن طموحي هو أن تصل قصص حضارتنا العربية، وقيمها، إلى الجمهور العالمي.