تَقُولُ سَلاَمَةُ: أَيْنَ الهُرُوبُ
إذَا فوْقَ ذِي الأَرْضِ قَامَتْ حُرُوبُ؟
وَكَانَ سُؤَالاً غَرِيباً رَهِيباً
وَمِنْ وَقْعِهِ تَسْتَجِيرُ القُلُوبُ
لِمَاذَا سَلاَمَةُ هَذَا السُّؤَالُ
أَحَلَّتْ عَلَيْكِ فَتَاتِي الخُطُوبُ؟
إِذَا الحَرْبُ قَامَتْ فَمَا مِنْ هُرُوبٍ
تُسَدُّ أَمَامَ الجَمِيعِ الدُّرُوبُ
فَلَمْ تَعُدِ الحَرْبُ سَيْفاً لِسَيْفٍ
وَلاَ فَارِساً في الصَّحَارَى يَجُوبُ
هِيَ المَوْتُ يَغْشَى الجَمِيعَ فَمَا مِنْ
نَجَاةٍ لِأَرْضٍ كَدَمْعٍ تَذُوبُ
تَقُولُ سَلاَمَةُ: إنَّ الحُرُوبَ
بَلاَءٌ شَقَاءٌ خَطَايَا ذُنُوبُ
وَهَلْ جَازَ قَتْلُ أخٍ لِأَخِيهِ
وَمَهْمَا تَكُنْ فِي أَخِيهِ العُيُوبُ؟
لِيَصْمِتْ دُعَاةُ الحُرُوبِ جَمِيعاً
فَبِالمَوْتِ والهَدْمِ ضَاقَتْ شُعُوبُ
فَقُلْتُ: ابْنَتِي قَدْ كَبُرْتِ وَهَذَا
كَلاَمٌ جَمِيلٌ وَإنِّي طَرُوبُ
وَعَالَمُنَا اليَوْمَ يَعْرِفُ هَذَا
وَيَعْرِفُ أنَّ الحُرُوبَ كُرُوبُ
وَلَيْسَ لَنَا غَيْرُ رَبٍّ رَحِيمٍ
إِلَيْهِ بِكُلِّ خُشُوعٍ نَؤُوبُ