تتقصد منظمة الصحة العالمية من الاحتفاء بـ«اليوم العالمي لصحة الجهاز الهضمي»، الذي يوافق اليوم الأربعاء 29 مايو، العمل من أجل التصدي لمشكلة السمنة، بما يسهم في تحقيق عالم مستدام، ينعم فيه الناس بالصحة والعافية.
ويشير تقرير للمنظمة العالمية إلى زيادة النسبة المئوية للأطفال (من عمر 5 إلى 19 عاماً)، ممن يعانون فرط الوزن أو السمنة، إلى أربعة أضعاف، حيث وصلت إلى 18% في السنوات الأخيرة، ويتسبب فرط الوزن في وفاة ما يقدر بأربعة ملايين شخص سنوياً حول العالم.
وفي مسعى إلى تحسين صحة الجهاز الهضمي، تؤكد أخصائية الجهاز الهضمي في مستشفى «كليفلاند كلينك»، الدكتورة كريستين لي، أن ممارسة التمارين الرياضية إحدى أكثر الطرق فاعلية في تعزيز صحة الأمعاء، وتؤدي بدورها إلى تحسين الهضم والمناعة، ما يساعد في الوقاية من العديد من المشاكل الصحية تالياً، مثل: أمراض القلب، والمناعة الذاتية.
وتبين الدكتورة كريستين أن الحالة المثالية لصحة الجسم تشير إلى ضرورة قيام الفرد بممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة، على الأقل، لمدة خمسة أيام على الأقل أسبوعياً.
وتنصح أخصائية الجهاز الهضمي باتباع مجموعة أساليب رياضية، لتحسين صحة الجهاز الهضمي، باعتبار أن ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة تساعد الجهاز الهضمي على العمل بأفضل صورة ممكنة، كون الجهاز الهضمي مبطناً بالعضلات، لذلك فإن تحريك الجسم يعد مفيداً؛ لتحسين قوة العضلات بما فيها الأمعاء.
وأثناء ممارسة التمارين الرياضية، يضخ القلب الدم بسرعة وقوة أكبر، ما يؤدي إلى تحسين عمل الدورة الدموية، من خلال تدفق الدم إلى العضلات، ومن ضمنها عضلات الأمعاء، وعندما يحصل الجهاز الهضمي على تروية وتدفق دم أفضل، فإنه يصبح أكثر قوة وصحة، ما يوفر بيئة أفضل، تتيح المحافظة على التوازن الصحيح للبكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي.
وتوضح الدكتورة كريستين أن ممارسة التمارين الرياضية تؤدي إلى المحافظة على مستويات استقلاب صحية، وتحويل السعرات الحرارية إلى طاقة. لكن في حال تباطؤ عمليات الاستقلاب، تتباطأ معها حركة الأمعاء، الأمر الذي قد يؤدي إلى مشاكل هضمية مثل: الغازات، والانتفاخ، وآلام البطن، وعسر الهضم، وفرط نمو البكتيريا السيئة، وانتقال البكتيريا وهو مرور البكتيريا من الجهاز الهضمي إلى الأنسجة، أو الأعضاء الأخرى، والتهاب السبلة الشحمية، وداء الرتج، والتهاب الرتج، وتضخم القولون، والهبوط، والفتق، والبواسير.. على سبيل المثال، وليس الحصر.
وتؤدي، كذلك، ممارسة التمارين الرياضية إلى تقوية العضلات، التي تساعد على تقلصات الأمعاء المعروفة طبياً باسم "التمعّج" (التقلص الاستداري)، وجعلها أكثر قوة وفاعلية، فكلما أصبحت عضلات الأمعاء أكثر قوة، كلما ازدادت قدرتها وكفاءتها على طرح الفضلات من الجسم.