استعرض المخرج الإماراتي، محمد سعيد حارب، ضمن الفعاليات الموازية لـ«قمة الإعلام العربي»، التي تستضيفها إمارة دبي، تجربته الفريدة مع المسلسل الإماراتي ذائع الصيت «فريج»، الذي يعتبر من أبرز مسلسلات الكرتون الهادفة، في الخليج والعالم العربي.
جاءت مشاركة حارب، ضمن فعاليات «المنتدى الإعلامي للشباب»، حيث قدم رؤيته للمسلسل الذي عرض لأول مرة عام 2006، على قناتَيْ: «دبي»، و«سما دبي»، واستمر ستة مواسم متتالية، وصل من خلالها الإبداع الإماراتي الهادف إلى جميع الناس، حيث تميز المسلسل باللهجة الإماراتية المحببة، في محاكاة للواقع الحالي وبإيحاءات من الماضي بتفاصيله الدقيقة، ما جعله قبلة للتواقين، والباحثين عن المتعة البصرية والفائدة الحقيقية معاً.
وقال حارب: «إلى اليوم، أدرك أهمية تقديم أعمال هادفة وحقيقية للناس، لأنها تعيش معهم. فاليوم، أعود للحديث عن مسلسل (فريج) أمام المشاركين في المنتدى الإعلامي للشباب، بعد 18 عاماً من عرض الحلقة الأولى منه، حيث واكبنا يومها طموح الجمهور، ورغبته في رؤية عمل فني هادف، يعتمد على الابتكار في طرح الموضوعات، دون التخلي عن الهوية والثقافة الإماراتيتين الأصيلتين».
وأضاف حارب: «لابد أن يعي المخرج هدفه من العمل الفني، وألا ينساق وراء بعض الفئات الجماهيرية، فرغم أن مسلسل (فريج) تراثي، فقد دمج الأوركسترا والفكاهة والعديد من المشاعر الإنسانية، مع الحرص على تناول موضوعات لا تتطرق لها الأعمال الفنية العادية والتجارية. ومن الأمور، التي أسعدتني، وفريق عمل المسلسل، أن جمهورنا متنوع، من الأطفال إلى كبار السن، واستطعنا أن نرضي جميع الأذواق».
وفسر حارب نجاح المسلسل، وبقاءه في ذاكرة الناس إلى اليوم، بأن الصدق في تقديم العمل الفني سر النجاح الأول، مع السعي من قبل الفنان لتطوير أدواته، ومواكبة التطور السريع في مجال التكنولوجيا، والحفاظ في الوقت ذاته على الأصالة، وعدم الانجرار وراء الصرعات التي تملأ العالم، وتختفي بعد فترة وجيزة من ظهورها.
وبيّن حارب أنه، خلال الأجزاء التالية من المسلسل، كان مواكباً للنهضة الكبيرة التي تعيشها دولة الإمارات، في مختلف المجالات، حيث استطاع تقديم موضوعات لم يكن بإمكانه أن يقدمها من قبل، مثل: «طموح الإمارات والوصول إلى الفضاء، والذكاء الاصطناعي، ومشاكل وهموم وإنجازات أصحاب الهمم».
وأكد حارب اعتزازه بالجمهور، الذي آمن بموهبته ورؤيته وطريقته في معالجة القضايا والموضوعات، معتبراً أن ثقة الجمهور مسؤولية على الفنان التمسك بها، والإصرار على تقديم المفيد للناس.