مع تقدم الإنسان في العمر، تصبح العناية بالصحة أكثر أهمية وضروريةً، وفي حين يتم تركيز الاهتمام والعناية بشكلٍ كبير على اللياقة البدنية والتغذية، إلا أن صحة العينين هي أحد جوانب الصحة التي غالباً ما يتم تجاهلها رغم أهميتها البالغة.
ومن المهم معرفة أن الرؤية يمكن أن تتدهور بشكل طبيعي مع التقدم في العمر، الأمر الذي قد يكون مزعجاً جداً، ولكن من خلال اتخاذ بعض الخطوات الاستباقية للتأكد من العناية بالعينين بأفضل ما يمكن، يمكن إبطاء العملية.
وهنا، نرصد لك تغييرات الرؤية الشائعة التي قد يصاب بها الفرد مع التقدم في السن، والظروف التي يجب أن يكون على دراية بها، والاستراتيجيات العملية التي يمكن تنفيذها الآن للحفاظ على صحة العينين المثالية.
أهمية صحة العين
تلعب الرؤية دوراً حاسماً في حياتنا اليومية، حيث تؤثر في كل شيء بدءاً من أنشطة العمل والترفيه وحتى التفاعلات الاجتماعية، ومع تقدمك في العمر، يزداد خطر الإصابة بأمراض العين المختلفة، ولهذا السبب تعد اختبارات العين المنتظمة أمراً بالغ الأهمية للكشف عن تغيرات ومشاكل الرؤية مبكراً، وهو ما يسمح بالتدخل والعلاج في الوقت المناسب، ومعالجة أي حالة قبل أن تتفاقم، وفي كثير من الحالات، التقليل من تأثيرها.
ومن المهم معرفة أن العديد من حالات العين، مثل الغلوكوما، والضمور البقعي، واعتلال الشبكية السكري، لا تظهر عليها أعراض في المراحل المبكرة، لذلك بدون الالتزام بجدول منتظم للاختبارات أي إجرائها كل ستة أشهر، فإنه يمكن تفويتها بسهولة حتى تصبح أكثراً وضوحاً وضرراً.
تغيرات ظروف الرؤية
أحد أكثر تغيرات الرؤية شيوعًا المرتبطة بالعمر هو طول النظر الشيخوخي، والذي يؤثر في الرؤية القريبة، مما يجعل من الصعب رؤية الأشياء عن قرب، وعادةً ما تصبح هذه الحالة ملحوظة في أوائل الأربعينيات وحتى منتصفها وقد تتطلب استخدام نظارات القراءة أو النظارات ثنائية البؤرة لتصحيحها.
وكذلك فإن إعتام عدسة العين هو حالة أخرى مرتبطة بالعمر، وتتميز بضبابية عدسة العين الطبيعية، وقد تشمل الأعراض رؤية ضبابية، وهج، وصعوبة الرؤية في الإضاءة المنخفضة، إلا أن الخبر السار هو أن هذه الحالة بالذات يمكن علاجها في كثير من الأحيان بعملية جراحية لإزالة العدسة الغائمة واستبدالها بزراعة عدسة صناعية وفي النهاية استعادة الرؤية.
وتشمل حالات العين الأخرى المرتبطة بالعمر، متلازمة العين الجافة، وانفصال الشبكية، والضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD)، وهو السبب الرئيسي لفقدان البصر لدى كبار السن.
ما يمكن القيام به لدعم صحة العينين
من المهم إجراء فحص منتظم لمراقبة البصر والكشف عن أي حالات تطورية، ولكنه ليس الطريقة الوحيدة للعناية بصحة العينين، وهناك الكثير من الأشياء الاستباقية التي يمكن القيام بها وهي كالآتي:
تناول نظام غذائي صحي
تناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات وأحماض أوميغا 3 الدهنية سيدعم صحة العينين ويقلل من مخاطر أمراض العين المرتبطة بالعمر، لذا يجب البحث عن الأطعمة ذات اللون البرتقالي مثل الجزر، الذي يحتوي على البيتا كاروتين، وكذلك الخضراوات الورقية الغنية باللوتين والزياكسانثين، التي تحمي البقعة، وهي جزء من العين مسؤول عن رؤية التفاصيل الدقيقة.
ارتداء النظارات أو العدسات
يتجنب العديد من الأشخاص ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة التي وصفت لهم، ولكن هذا هو أسوأ شيء يمكن القيام به لأنه في حال كان هناك إصابة بطول أو قصر النظر، فإن الاستمرار في إجهاد العينين قد يؤدي إلى تدهور الرؤية بشكل أكبر.
أخذ فترات راحة منتظمة أمام الشاشة
أخذ فترات راحة منتظمة أمام الشاشة أمر حيوي لمنع إجهاد العينين وإصابتهما بالجفاف وعدم وضوح الرؤية، لذا يجب أخذ إجازة لمدة خمس إلى عشر دقائق كل ساعة عن طريق المشي لمسافة قصيرة أو إعداد كوب من الشاي، في حال كان العمل يرتبط بشاشة الكومبيوتر. وكذلك الأمر بالنسبة للهاتف المحمول، لذا يجب وضعه جانباً بين الحين والآخر لمنح العينين الراحة اللازمة.