لا شيء يضاهي الوصول إلى حالةٍ من الشعور بالرضا عن النفس، إذ يصل المرء بعدها إلى الراحة التي يريدها ويتمناها. ومن أجل الوصول لها، يجب أن تعرفي أن الأمر يتعلق بالاختيارات، والتخلي عن العادات التي تسحبكِ إلى الأسفل، وتُلقي بظلالها على قيمتكِ الذاتية.
لذا، إذا لم تكوني تشعرين بالرضا عن نفسكِ، فقد يكون الوقت قد حان لتقولي: «وداعاً لبعض العادات الروتينية»، التي تخفي إمكاناتكِ الحقيقية، حيث يعد التخلص منها خطوة إيجابية نحو حب الذات، وقبولها.
هنا، نرصد بعضها، لتشعري بالرضا عن نفسكِ.
المقارنة المستمرة:
مقارنة حياتكِ بحياة الآخرين، أصبحت عادةً شائعة جداً في عالمنا، الذي تحركه وسائل التواصل الاجتماعي، وهي عادة سامة يمكن أن تضر بشدة احترامكِ لذاتكِ وسعادتكِ، فعندما تقارنين حياتكِ باستمرار مع الآخرين، فإنكِ تعرضين نفسكِ لخيبة الأمل، والشك في نفسكِ.
وتذكري أن رحلة الجميع مختلفة، فما تشاهدينه عبر الإنترنت في كثير من الأحيان لا يعكس الواقع الكامل لحياة شخص ما، فلماذا تبنين قيمتكِ على مثل هذه التصورات؟!
وبناءً على ذلك، حان الوقت للتوقف عن المقارنة، وبدء تبني رحلتكِ الخاصة، والاحتفال بإنجازاتكِ، مهما كانت صغيرة، حيث إن لديكِ طريقكِ الخاص، الذي يجب أن تتبعيه.
الحديث السلبي مع النفس:
في أي وقتٍ ارتكبت فيه خطأ، أو واجهتِ انتكاسةً، فإنكِ توبخين نفسكِ بالأفكار السلبية، مثل: «أنا فاشلة جداً»، و«لا أستطيع فعل أي شيء بشكل صحيح»، و«لماذا لا أستطيع أن أكون أفضل؟».
ومن المهم أن تدركي أن الكلمات التي نقولها لأنفسنا مهمة، إذ إنها تشكل تصوراتنا، وتؤثر في عواطفنا، ونظراً لذلك، في كل مرة تجدين نفسكِ تفكرين فيها بشكلٍ سلبي، توقفي واستبدلي هذه الفكرة بتأكيدٍ إيجابي، وقولي لنفسكِ: «أنا أتعلم»، و«أنا أبذل قصارى جهدي»، و«أستطيع أن أتحسن»، ما يزيد تحسن تقديركِ لذاتكِ، وتحسن مزاجكِ، وشعورك بالرضا عن نفسكِ مرة أخرى.
عدم الاهتمام بالنفس:
الرعاية الذاتية ليست مجرد كلمة عصرية رنانة، إنها عنصر حيوي للصحة العقلية واحترام الذات. ولسوء الحظ، غالباً ننساها في زحام حياتنا.
ويمكن أن تكون الرعاية الذاتية بسيطة، مثل: تخصيص بضع دقائق كل يوم للاسترخاء أو التأمل، أو القيام بشيء تستمتعين به، ويتعلق الأمر بوضع الحدود، وتحديد الأولويات لرفاهيتك.
وعندما تهملين الرعاية الذاتية، فإنكِ ترسلين لنفسكِ رسالة لا واعية، مفادها أنكِ لا تستحقين الوقت والجهد، ولكن عندما تجعلينها أولوية، يمكن أن تعززي بشكلٍ كبير مشاعركِ بقيمة الذات.
الإرهاق:
العمل الجاد أمر مثير للإعجاب، لكن عندما يؤدي إلى الإفراط في العمل، فقد يصبح ضاراً باحترامكِ لذاتكِ، وصحتكِ العقلية، فعندما ترهقين نفسك، فإنكِ لا تمنحينها فرصة للتجديد، وإعادة الشحن، وهذا يمكن أن يؤدي في كثير من الأحيان إلى الشعور بالتوتر، وانخفاض القيمة الذاتية.
وتذكري أنه لا بأس بأخذ فترات راحة، ولا بأس بأن تقولي: (لا) في بعض الأحيان، إذ إن السعي لتحقيق التوازن ليس علامة ضعف، بل هو عمل من أعمال احترام الذات.
لذا، إذا كنتِ معتادةً الإفراط في العمل، فإنه الوقت المناسب للتخلي عن ذلك، ووضع حدود عمل صحية، وأخذ وقتٍ للراحة والاسترخاء.
تجنب التجارب الجديدة:
إن التمسك بما هو مألوف ومريح يُشعركِ بالأمان، لكنه قد يمنعكِ أيضاً من النمو، والشعور بالرضا عن نفسكِ.
ورغم أن تجربة أشياء جديدة قد تكون مخيفة، فإنها تفتح لكِ إمكانياتِ جديدة، وتساعدكِ على معرفة المزيد عن نفسكِ، وتعزز ثقتكِ بها.
ومن خلال تجنب التجارب الجديدة، فإنكِ تضيعين فرصاً اكتشاف اهتمامات جديدة، والتعرف على أشخاص جدد، وإنشاء ذكريات رائعة.