في كل يوم تواجهين تحدياتٍ مختلفة، صغيرة أو كبيرة، وسواءً كنتِ تقدّمين عرضاً تقديمياً في العمل، أو تريدين مقابلة أشخاص لا تعرفينهم، فمن الطبيعي أن تشعري بالتوتر، وأن تتساءلي عما إذا كنتِ قد أنجزتِ عملكِ على أتم وجه.
وفي حين أن بعض الناس واثقون بأنفسهم بطبيعتهم، إلا أنه ليس من السهل دائمًا تعزيز هذه السمة الشخصية. ومع ذلك، يمكن تشبيه الثقة بالعضلة، أي كلما استخدمتها أكثر، كلما أصبحت أقوى.
هنا، نرصد حيلاً نفسية صغيرة، تساعدكِ على الوصول إلى الثقة في أي موقف.
توقفي قبل التحدث:
امنحي نفسكِ بعض الوقت؛ لتجميع أفكارك قبل الرد على أي سؤال، حيث إن قضاء ثانيتين إلى ثلاث ثوانٍ من الصمت، يتيح لكِ تجميع نفسكِ، ويمنحكِ أيضاً جواً من الثقة.
ومن خلال الانتظار للتحدث، فإنكِ تجعلين الشخص الذي تتحدثين معه يدرك أن ما تريدين قوله له قيمة، ويستحق الاستماع إليه بعناية. وقد يكون من المحرج عدم الرد فوراً، لكن أخذ هذه الاستراحة يساعدك على استرجاع تركيزك، ويجهزك لتكوني هادئة في المواقف شديدة التوتر، مثل: العروض التقديمية أو الاجتماعات. ولا تنسي أن تتدربي على أخذ نفسٍ عميق، ثم إطلاقه قبل أن تتحدثي.
استخدمي لغة الجسد:
إذا عقدتِ ذراعيكِ، أو حدبتِ كتفيكِ، أو نظرتِ إلى الأرض عندما تتحدثين، فإنكِ تضفين شعوراً بعدم الأمان، ما يجعل الناس أقل عرضة؛ لأخذ ما تقولينه على محمل الجد.
وبدلاً من ذلك، استخدمي لغة جسدكِ؛ لتسمحي للجميع بمعرفة مدى نجاحكِ. قفي بشكلٍ مستقيم، وأنزلي كتفيكِ، وتواصلي بالعين، وابتسمي، وصافحي بقوة عندما تقابلين شخصاً ما.
وقد لا تشعرين بالارتياح التام عند القيام بهذه التغييرات في لغة الجسد. لكن مع مرور الوقت، تكتسبين الثقة بنفسكِ بشكل طبيعي، ما سيجعلكِ تشعرين بالثقة.
وتذكري أن هناك حقيقة في مقولة: «تظاهر بالأمر؛ حتى تتمكن من تحقيقه»، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإيمان بنفسكِ.
ابقي مهتمةً:
هناك خط رفيع بين الثقة والغطرسة، وإحدى الطرق للتأكد من أنكِ تقفين على الجانب الصحيح من هذا الانقسام، هي أن تظلي مهتمةً بالأشخاص من حولكِ، وأن تستثمري في مجتمعكِ.
كما يمكنكِ معرفة المزيد عن شخص ما، من خلال الاستماع إلى ما يقوله؛ لذا استمعي أكثر مما تتحدثين، واطرحي أسئلةً مدروسة وبديهية، تحافظ على استمرار المحادثة، ولا تخافي من التعمق في مواضيع أكثر تعقيداً.
تعلمي شيئاً جديداً كل يوم:
أن تكوني واثقة؛ فإن ذلك يتطلب أن تكوني منفتحة، وأن تبحثي عما لا تعرفينه، لذا كوني حادةً من خلال تخصيص القليل من الوقت كل يوم؛ لتتعلمي شيئاً خارج نطاق معرفتك.
خصصي وقتاً للقراءة، حتى لو كان نصف ساعة فقط، وشاهدي بودكاست جديداً، أو قابلي شخصاً تحبينه، حيث إن التعاطف مع الآخرين يقطع شوطاً طويلاً أيضاً.
ممارسة الامتنان:
ذكّري نفسكِ بمدى جدارتكِ، من خلال تدوين ما يعجبكِ في نفسكِ، والمكاسب التي حققتها.
وفي لحظات انخفاض احترام الذات، انظري إلى قائمتكِ، وتذكري كم أنتِ رائعة، ووثقي الأشياء التي قمتِ بها، والتي تفتخرين بها، وكذلك التحديات التي تغلبتِ عليها.