أحدثت ناعومي كامبل، الاسم الأشهر في عالم الموضة، موجات كبيرة في هذه الصناعة بجمالها المذهل، ومسيرتها الشرسة على المدرج، ولم يقتصر الأمر على أنها نحتت مكانة لنفسها في عالم الموضة فحسب، بل قدمت أيضاً مساهمات كبيرة في العديد من القضايا الخيرية، ما عزز مكانتها رمزاً عالمياً.
وبمناسبة عيد ميلاد ناعومي كامبل الـ54، سوف نرصد مشوارها الطويل في عالم الموضة والأزياء، وطفولتها المبكرة، وبدايتها المهنية.
الحياة المبكرة والبدايات المهنية لناعومي كامبل:
ولدت ناعومي كامبل في 22 مايو 1970، في ستريثام جنوب لندن بالمملكة المتحدة، وترعرعت على يد والدتها الراقصة فاليري موريس، فتعرضت لفنون الأداء منذ صغرها، ولا شك في أن تأثير والدتها لَعِب دوراً كبيراً في تشكيل مستقبلها، لاسيما أن والدها هجر والدتها عندما كانت حاملاً بها في الشهر الرابع، ما ترك أثراً كثيراً في شخصيتها، في ما بعد.
في سن العاشرة، تم قبولها بأكاديمية إيطاليا كونتي للفنون المسرحية المرموقة Italia Conti Academy، حيث درست الباليه، وهو التخصص الذي عزز جمالها لاحقًا على مدارج عروض الأزياء، وبدأت رحلة كامبل في عالم الموضة، عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها.
أدى لقاء غير متوقع أثناء التسوق في «كوفنت غاردن» إلى اكتشافها من قِبَل رئيس وكالة عرض الأزياء، كان هذا بمثابة بداية مسيرة مهنية رائعة، جعلتها من أشهر الوجوه في صناعة عرض الأزياء.
الصعود إلى الشهرة:
انطلقت مسيرة ناعومي كامبل المهنية بسرعة، بحلول عام 1986 عندما كانت في الـ26 من عمرها. فظهرت لأول مرة علنًا على غلاف مجلة «Elle» الشهيرة، وكان هذا علامة فارقة في مسيرتها المهنية، حيث عرضتها على جمهور عالمي، ومهدت الطريق لنجاحها في المستقبل.
وفي أغسطس 1988، دخلت التاريخ عندما أصبحت أول عارضة أزياء سمراء اللون، تظهر على غلاف مجلة «فوغ» الفرنسية، محطمة بذلك الحواجز العنصرية في صناعة الأزياء، وكان هذا إنجازاً بالغ الأهمية ليس لكامبل فحسب، بل أيضاً لعارضات الأزياء صاحبات البشرة السمراء في جميع أنحاء العالم، حيث تحدت المعايير، والقوالب النمطية التقليدية في صناعة الأزياء.
كانت كامبل جزءاً من «الست الكبار»، مجموعة عارضات الأزياء اللواتي هيمنّ على صناعة الأزياء في الثمانينيات والتسعينيات، جنباً إلى جنب مع: سيندي كروفورد، وليندا إيفانجيليستا، وكريستي تورلينغتون، وكيت موس، وكلوديا شيفر؛ فتعززت مكانتهن عندما ظهرن معاً على غلاف عدد يناير 1990 من مجلة «فوغ» البريطانية، وفي هذه اللحظة التي أصبحت فيها أيقونية في صناعة الأزياء.
وخلال منتصف التسعينيات، وسّعت نجمة الموضة البريطانية مسيرتها المهنية، بخوضها غمار التمثيل والغناء، وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها في هذه المجالات، فإن شجاعتها وتصميمها على استكشاف طرق جديدة أظهرا تنوعها كفنانة. والآن، بعد مرور أكثر من 35 عاماً في عالم الموضة والأزياء، لا تزال ناعومي كامبل واحدة من أهم العارضات في المحافل الدولية، حتى تخطت عمر الخمسين، لكنها تشارك في غالبية العروض والحملات الإعلانية لعلامات الأزياء الراقية.
أعمال خيرية على خريطة ناعومي كامبل:
خلال مسيرتها المهنية، لم تحقق كامبل نجاحاً شخصياً فحسب، بل استخدمت أيضاً نفوذها؛ للمساهمة في العديد من القضايا الخيرية، فمن مناصرة التنوع في صناعة الأزياء إلى دعم جهود المساعدة في أفريقيا، يمتد تأثير كامبل إلى ما هو أبعد من المدرج، ما يجعلها أيقونة عالمية حقيقية.
وكانت كامبل بدأت أعمالها الخيرية مع الزعيم الراحل نيلسون مانديلا عام 1993، وكان يطلق عليها لقب «الحفيدة الجديرة بالفخر». ففي عام 2018، ألقت خطاباً مؤثراً، خلال الاحتفالية التي أقيمت في نيويورك بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده، وفعلت الشيء نفسه في جنازة زوجته السابقة ويني مانديلا، واصفة إياها بـ«المرأة القوية، التي تحملت كثيراً من المصاعب».
وفي عام 2013، أطلقت حملة «السعي للتنوع»، التي تتصدى لأوجه العنصرية المختلفة في عالم صناعة الأزياء، وتعمل على رفع الغبن عن المصممين الأفارقة، وكانت من أشد المتحمسين لإقامة أسبوع الموضة في المدينة النيجيرية «لاغوس»، ودعمته بكل قوة.
الحياة العاطفية لناعومي كامبل:
رغم النجاحات المُذهلة التي حققتها أول عارضة أزياء سمراء في العالم بمجالها، فإن حظها في الحب والزواج كان تعيساً للغاية، إذ أعلنت خطبتها عام 1993 إلى عازف قيثارة (U2) آدم كلايتون، لكنها انفصلت عنه بعد عامين.
وفي عام 1998، ارتبطت بالنجم ليوناردو دي كابريو، إلا أن علاقتهما انتهت بالفشل أيضاً عام 2003، وبعد ذلك تعددت علاقاتها، إذ ارتبطت برئيس سباقات «الفورمولا 1» فلافيو برياتور، ورجل الأعمال الروسي فلاديسلاف دورونين، وروبرت دي نيرو، وحسن جميل، وآشر، وليام باين، وسكيبتا، وجميع قصص حبها لم تتوج بالزواج.
ومن المعروف أن ناعومي كامبل لديها 12 ابناً بالتبني، من بينهم ابن كويكو مانديلا، حفيد نلسون مانديلا، لكن في عام 2021 أعلنت عن مفاجأة لمتابعيها، وهي إنجابها أول أطفالها في عمر الـ50، ما أثار الكثير من التكهنات حول كيفية حدوث ذلك، لكن كشف أحد أصدقائها المقربين أنها لجأت إلى استعارة رحم بديل، مع التلميح لوجود شريك حياة لها في الفترة الأخيرة.
وفي العام الماضي، عادت نجمة الموضة البريطانية؛ لتعلن عن إنجابها طفلها الثاني في عمر الـ53، إذ نشرت صوراً لها مع رضيع، عبر حسابها على موقع «إنستغرام»، وعلقت: «لم يفت الأوان على أن أصبح أماً»، وهو الخبر الذي أصاب محبيها ومتابعيها بصدمة جديدة، خاصة مع ظهورها قبل أسابيع قليلة من إعلان الإنجاب، على مدرج مايكل كورس في نيويورك، دون ظهور حملها.
إنجازات ناعومي كامبل:
1. كسرت ناعومي كامبل الحواجز في صناعة الأزياء؛ عندما أصبحت واحدة من أولى العارضات السوداوات اللاتي ظهرن على غلاف مجلة «فوغ» الفرنسية عام 1988، فمهدت الطريق للتنوع والتمثيل في عالم الموضة.
2. ظهرت على غلاف عدد سبتمبر من مجلة «American Vogue» في 1989، وهي طبعة مرموقة، إلى جانب عارضات أزياء أخريات، ما عزز مكانتها في هذه الصناعة.
3. تم الاعتراف بمواهبها ومساهمتها في صناعة الأزياء خلال حفل توزيع جوائز الأزياء البريطانية في 2001؛ عندما حصلت على شرف «عارضة العام».
4. بالإضافة إلى عملها عارضة أزياء، دخلت ناعومي كامبل صناعة العطور؛ فأصدرت خط العطور الخاص بها، ومن العطور التي تضمنها هذا الخط، مثل: «نعومي كامبل»، و«Sunset»، و«Paradise Passion»، ما يدل على روحها الريادية المتنوعة.
5. ظهرت كامبل لأول مرة في التمثيل عام 1991، في فيلم «Cool as Ice»، حيث عرضت مواهبها خارج المدرج، وأثبتت تنوعها كفنانة.
6. في عام 2005، أسست جمعية «Fashion for Relief» الخيرية، التي تنظم عروض الأزياء لجمع الأموال للإغاثة في حالات الكوارث، وهذا يدل على التزامها بالعمل الخيري، واستخدام نفوذها في عالم الموضة؛ لإحداث تأثير إيجابي.
7. نشرت ناعومي مذكراتها عام 2019؛ لتمنح المعجبين نظرة رائعة عن حياتها وتجاربها في صناعة الأزياء.
8. في عام 2019، تم الاعتراف بتأثيرها ومساهمتها في صناعة الأزياء بشكل أكبر؛ عندما حصلت على «جائزة أيقونة الموضة» في حفل توزيع جوائز الأزياء البريطانية.
9. أصبحت ناعومي كامبل أول عارضة أزياء سوداء تظهر على غلاف مجلة «TIME»، وهو إنجاز رائد آخر في حياتها المهنية.
10. تم اختيارها كواحدة من أفضل ثلاث عارضات أزياء في العالم خلال الثمانينيات والتسعينيات، إلى جانب: سيندي كروفورد، وليندا إيفانجيليستا، ما سلط الضوء على تأثيرها الدائم، ووجودها في صناعة الأزياء.