تهتم دولة الإمارات العربية المتحدة بتقاليدها، وتراثها الذي يعبّر عن أصالة الدولة وتاريخها الكبير، وتحرص على نقله إلى الأجيال الجديدة، ليطلعوا على مقدار الجهد والعمل، الذي بذله الرعيل الأول في بناء الدولة، وصَوْنها.

ولا تعد إشادة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالجهود المبذولة؛ للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي وصونه وتسجيله غريباً، فدولة الإمارات تسعى إلى إبراز حضورها الثقافي، وتقاليدها المستمدة من أصالة سكانها، وتعريف العالم بما تحتويه من كنوز، وآثار تشير بما لا يدعو للشك إلى أصالتها، وقيمها العالمية النبيلة.

  • ماذا قالت «اليونسكو» عن دَوْر الإمارات في حفظ التراث غير المادي؟

ومن هذا الجانب، جاء تنظيم دولة الإمارات، من خلال وفدها الدائم في «اليونسكو»، لمعرض خاص تحت عنوان: «رحلة التراث الثقافي غير المادي لدولة الإمارات العربية المتحدة» هادفاً إلى التعريف بجهود الدولة في صونه، وتوعية المجتمع الدولي بأهميته، وهو الأمر الذي حظي بتقدير وإعجاب دول العالم، وممثليها في «اليونسكو»، بحسب ما أشارت إلى ذلك وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

وتعد خطوة تنظيم المعرض سباقة وضرورية؛ لتسليط الضوء على التراث الثقافي الغني والمتنوع للإمارات، وتعزيز الوعي بأهميته وقيمته، لا سيما في مجالات الثقافة والتراث، وفرصة لتبادل المعرفة والخبرات بين الدول والمنظمات الدولية في مجال حفظ التراث الثقافي غير المادي، وتعزيز التعاون الدولي في هذا الصدد؛ ما دفع رئيسة المؤتمر العام لـ«اليونسكو»، سيمونا ميرلا ميكوليسكو، إلى تأكيد أهمية التعريف بالتراث غير المادي في دولة الإمارات والعناية به وصونه، فقالت: «نعتبر الإمارات شريكاً استراتيجياً لنا في مجال حفظ التراث، وتأتي هذه الخطوات في سياق الجهود العالمية المبذولة للحفاظ على التراث الثقافي والتعريف بأهميته، كجزء لا يتجزأ من تاريخ الإنسانية وتراثها المشترك». كما أعربت ميكوليسكو عن تقديرها للجهود التي تقوم بها دولة الإمارات في مجال حفظ التراث الثقافي غير المادي، مشيدة بالروح الرائدة التي تُظهرها الإمارات في هذا المجال.

فيما أكدت رئيسة المجلس التنفيذي - «اليونسكو»، فيرا لاكوويلا، اهتمام المنظمة بالتراث الثقافي غير المادي، الذي تزخر به مناطق الإمارات، التي تبذل جهوداً كبيرة للحفاظ على تراثها الثقافي غير المادي، وتهتم بإدراجه وتسجيله عالمياً، حيث سجلت 15 عنصراً منه على قائمة «اليونسكو»، وتضع خططاً مستقبلية لتسجيل المزيد من العناصر، خاصة أن مناطق الإمارات تحظى بثراء تراثي واسع.

ويحمل التراث الثقافي غير المادي قيمة ثقافية عميقة، ويمثل كنزاً إنسانياً للأمة، وتتمثل أهمية جهود الدولة في الحفاظ عليه كموروث تاريخي وثقافي محلي، كونه يشكل جزءاً لا يتجزأ من هوية المجتمع الإماراتي، ومدى ديمومته.