يمكن لكلمة «آسفة» أن تفعل الكثير، من تضميد الجراح إلى إعادة بناء العلاقات، وحتى التعبير عن التعاطف، لكنها مثل أي كلمةٍ أخرى، هناك وقتٌ ومكان مناسبان لها.
مررنا جميعاً بمواقف، قلنا فيها: «آسف» أو «آسفة»، عندما لم يكن ذلك ضرورياً، وربما قلناها للحفاظ على السلام، ما يجعل هذه الكلمة الصغيرة تفقد معناها؛ إذا استخدمناها بحرية كبيرة، وفي غير موقعها.
وهناك مواقف لا يجب عليكِ أبداً أن تعتذري وتقولي فيها: «أنا متأسفة»؛ لأنه في بعض الأحيان لا تكونين مدينةً لأي شخص بالاعتذار، وهنا نرصد لكِ أبرزها:
عند التعبير عن مشاعركِ الحقيقية:
العواطف جزء أساسي من تجربتنا الإنسانية، إذ إنها تشكل تفاعلاتنا. ولكن، كم مرة اعتذرنا بكلمة «آسف» عند التعبير عن شعور حقيقي؟
ربما شعرتِ بالذنب بسبب غضبكِ أو حزنكِ، أو ربما اعتذرتِ عن إظهار حماسكِ لشيء لا يقدره الآخرون.
لكن في الواقع، هذه مشاعركِ الحقيقية، ولكِ كل الحق في التعبير عنها، وعندما تقولين: «آسفة»؛ للتعبير عن تلك المشاعر، فإنكِ تعتذرين بشكلٍ أساسي عن كونكِ على طبيعتكِ، وهذا شيء لا يجب أن تشعري أبداً بالحاجة إلى الاعتذار عنه.
عندما لا تكونين على خطأ:
قد تبدو هذه نصيحة أساسية، لكنكِ ستتفاجئين بعدد المرات التي نعتذر فيها عن أشياء ليست خطأنا. على سبيل المثال، نعتذر على التأخر، لكن يمكن أن يكون ذلك بسبب حركة المرور، أو خطأ أحد الزملاء في العمل، أو حتى الطقس، أي أنها تُقال لتخفيف المواقف المحرجة، أو للتعبير عن التعاطف. ولكن قول: «آسف»، عندما لا تكونين مخطئة قد يكون مضللاً، ويمكن أن يقلل أيضاً من ثقتكِ بنفسكِ بمرور الوقت.
وفي حين أنه من المهم، دائماً، إظهار التعاطف والتفهم، إلا أن هناك طرقاً أخرى للتعبير عن ذلك دون تحمل عبء شيء خارج عن إرادتك.
عند وضع الحدود:
الحدود ضرورية للحفاظ على علاقات صحية، إذ إنها تضمن تلبية احتياجاتكِ والشعور بالأمان والاحترام، لكن كم مرة وجدتِ نفسكِ تقولين: «آسفة»، عند وضع الحدود؟.. تذكري أن الاعتذار عن وضع الحدود يشبه الاعتذار عن الاعتناء بنفسكِ، وهذا شيء لا يجب أن تشعري بالأسف عليه أبداً.
عند اتخاذ الخيارات الشخصية:
كل يوم، نتخذ عدداً لا يحصى من القرارات التي تشكل حياتنا، بدءاً مما نأكله على الإفطار، وحتى المسارات المهنية التي نتبعها. لكن في بعض الأحيان، قد لا تتماشى قراراتنا مع توقعات الآخرين، وهنا يأتي دور «الأسف» غير الضروري. وسواء كنتِ تختارين البقاء يوم العطلة وحدكِ، بدلاً من الخروج مع الأصدقاء، أو اختيار مهنة لا توافق عليها عائلتك، فإن اختياراتكِ هي مجرد اختيارات شخصية، وتجعلكِ سعيدة ومرتاحة.
عندما تحتاجين إلى وقت بمفردكِ:
إن قضاء الوقت بمفردكِ ضروري للتأمل الذاتي والإبداع والتجديد. ومع ذلك، كم مرة وجدتِ نفسكِ تعتذرين لحاجتكِ إلى تمضية بعض الوقت وحدك. وهذا الوقت ضروري لك؛ لإعادة شحن طاقتكِ، ولست مرغمة على الإطلاق لتبرير ذلك، أو الاعتذار عنه. تذكري أن قضاء وقتٍ بمفردكِ لا يعني أنك أنانية، وإنما بكل بساطة أنت تحترمين احتياجاتكِ ورفاهيتكِ، وتسعين إلى تلبيتها.
لذا، في المرة المقبلة التي تشعرين فيها بالحاجة إلى التراجع، وإعادة شحن طاقتكِ، افعلي ذلك دون اعتذار.