تزيّن رموز «ديور» (Dior) الأيقونيّة، التي تُشكّل مصادر وحي غير محدودة، قطع المجوهرات التي تبتكرها فيكتوار دو كاستيلان منذ سنة 1999. وهذا العام، تُخلّد المديرة الفنيّة ذلك التراث الغني بمجموعة غير مسبوقة تحمل اسم «ديوراما أند ديوريغامي» (Diorama & Diorigami)؛ وهي فترة فاصلة مرهفة بين الأمس واليوم، ومزيج بين الرقي والطابع الحسيّ.
لافتتاح هذه الرحلة المدهشة، يأتي «ديوراما» (Diorama)، الفصل الأوّل من المجموعة، لاستنساخ «توال دو جوي» (Toile de Jouy) الرمزي.
ويُشكّل هذا النمط الحالم تعبيراً عن فن العيش الفرنسي، ورمزاً للقرن الثامن عشر، وقد كان عاملاً رئيسيًّا في نجاح كريستيان ديور المبهر. وعندما تمّ تجهيز متجره الأصلي «كوليفيشيه» (Colifichets)، كانت الجدران، والمناضد، وحتى المظلة السقفيّة، مزيّنة بهذا القماش الزخرفي الاستثنائي.
إنّ هذه التصاميم الجديدة، تُعيد تفسير هذا الكون المُصوّر الرائع، مثل لوحات جدارية صغيرة مذهلة، مُعزّزة بتوليفات من الألوان والأحجام، وتدعو إلى نزهة هادئة عبر حديقة «ميلي لا فوريه» (Milly-la-Forêt). وتكشف الابتكارات عن ديكور ساحر، تتداخل فيه النباتات والحيوانات الشاعريّة: يقفز أرنب ذهبي بين الأجمة المرصّعة بالألماس المتلألئ، في حين ترفرف بومتان، وسط أغصان مُزيّنة بالياقوت المتوهج، وتجتمع البجعات المهيبة في قلب بركة، تحدّها حبيبات الصفير الزرقاء.
كما يظهر في هذه الطبيعة ذات الأسلوب الراقي «كوتور» ثعلب، وسنجاب، وغزال، تتميّز جميعها بترصيع من العقيق الأخضر الحاد والنابض. ولاستكمال هذا العمل المسرحيّ الرائع، تمتزج أوراق الشجر المصنوعة من الذهب الأصفر والزهري مع الشجيرات الفخمة، وأحواض الأزهار المُرصّعة بالمجوهرات الشبيهة بالبتلات المرهفة.
أما المفاجآت الأخيرة، التي تُبشّر بالقِصّة الأخرى «ديوريغامي» (Diorigami)، فتشتمل على: قلادة، وخاتم، وأقراط أذن أنيقة، وتُجسّد بدورها المساحات الخضراء المزدهرة؛ لتعزيز هذه التشكيلة الفخمة.
إنّ قطع المجوهرات، هذه، تُشكّل ثمرة المهارة الحرفية الممتازة، وتعكس براعة المشاغل الاستثنائيّة، وقد صُنعت باستخدام التقنية القديمة؛ النقش أو نحت الأحجار الكريمة. وباتّباع حركات مُحدّدة، ينحت الحرفيّون العناصر، ويُثبّتونها واحداً تلو آخر، ما يُحيي العديد من المناظر الطبيعية الآسرة، التي تُشكّل جنة حقيقيّة.
كما يُبرز طلاء البرنيق المُميّز لدى «مجوهرات ديور» (Dior Joaillerie) الفروق الدقيقة في هذه اللوحات الساحرة، ويكشف عن درجات لونيّة نابضة، مثل الأخضر الداكن للزمرد، المتناغم مع الألوان الخضراء الناعمة للعقيق الأخضر.
إنّها تحيّة تعدّديّة لسحر الدقة التي لا مثيل لها، وروعة عالم النباتات العزيز على قلب «ديور» (Dior).