منحت «جائزة خليفة التربوية»، في دورتها السابعة عشرة، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات) «جائزة الشخصية التربوية الاعتبارية»؛ تقديراً لدورها وإسهاماتها في النهوض بالعملية التعليمية، ودعم التميز في الميدان التربوي، محلياً وعربياً ودولياً.
وتعليقاً على نيلها الجائزة، التي تسلط الضوء على الإسهامات الكبيرة التي يقدمها العاملون في الحقل التربوي في الدول العربية، خدمة للتعليم وتنشئة الأجيال الجديدة، أكدت سموها أن دولة الإمارات كرست مواردها وجهودها؛ لبناء منظومة تنموية، أساسها العلم والمعرفة، وغايتها الريادة في صنع مستقبل يليق بطموحاتها، واتخذت وسيلتها في ذلك الاستثمار في غايتها الأسمى وهي بناء الإنسان، وإمداده بكل مقومات التميز، والسعي إلى تعزيز قواعد تنمية شاملة، تدعمها إنجازات نوعية في شتى المجالات.
وأضافت سموها أن التعليم كان، وسيظل، في مقدمة القطاعات التي توليها دولة الإمارات كل الدعم والرعاية، وبينت سموها: «إذا أردنا أن نحافظ على مكانة دولتنا، ضمن مصاف الدول الراقية، التي تسعى إلى بناء حضارات تتمتع بالريادة والازدهار والاستدامة، فإنه يتوجب علينا أن نشدد على دور الأسرة في استكمال مساعي الدولة في إعداد أبناء الوطن.. فالأسرة هي الأساس والنواة؛ للحفاظ على منجزات وطننا واستمراريتها، الأمر الذي يتحقق بتعزيز التلاحم والتماسك الأسري لبناء أجيال واعدة، تتحمل مسؤولياتها تجاه المجتمع والوطن، معتزين بهويتهم الوطنية، متمسكين بالقيم والمبادئ والأخلاق النبيلة، ومن هذا المنطلق تولي دولة الإمارات العربية المتحدة كل الحرص والاهتمام للأسرة، وتحرص بشكل دائم على توفير جميع المقومات، التي تسهم في توفير الاستقرار والسعادة للأسر، وبما يسهم في زيادة الترابط والمحبة بين أفراد العائلة».
ونوهت سموها بالدور الجليل للأمهات في تربية وتعليم الأبناء، قائلة: «للأم البصمة الكبرى في إعداد الطفل للاندماج في المجتمع، وهي حجر الزاوية الأساسي، الذي ينهض بجميع مقومات التربية والتنشئة، التي تنمي شخصية الأبناء، ولا شك في أنه بقدر وعي الأم ونضجها وأمانتها في تعاملها مع أبنائها، ينشأ الأبناء بشخصية سوية، فالرعاية الجيدة والتربية السليمة تصنعان الابن الصالح المنسجم مع ذاته ومحيطه، القادر على قيادة مسيرة تنمية الوطن، والحفاظ على إرث الآباء والأجداد».
كما شددت سموها على أهمية وجود الأب في حياة الأبناء، فقالت: «الأب في حياة الأطفال يعني الحماية والرعاية، والقدوة والسلطة والتكامل الأسري، فهو أول من يزرع بذور الأخلاق الطيبة في نفوس أطفال، وهو تلك اليد التي تدفع للتقدم، وتحمي من العثرات، لذلك يبقى الأب الراعي الأساسي للأسرة، ويصعب أن تتوازن من دون وجوده المؤثر أسس التربية السليمة».