تنقل الأسر، بطبيعة الحال، الأعراف والقيم عبر الأجيال، من خلال تعليم النشء وتربيته عليها، الأمر الذي ينطبق كذلك على التثقيف المناسب، بشأن العمل المناخي، والحياة المستدامة.
وتحل اليوم الأربعاء 15 مايو، مناسبة اليوم الدولي للأسرة (العائلة)، التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة قبل ثلاثين عاماً، وبالتحديد يوم 15 مايو 1993، إذ أعلنت الأمم المتحدة اعتماد «اليوم الدولي للأسر»، بهدف إتاحة الفرصة لتعزيز الوعي بالمسائل المتعلقة بالأسر، وزيادة المعرفة بالعمليات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية المؤثرة فيها.
وفي ذات السياق، اعتمدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، البالغ عددها 193 دولة، بالإجماع عام 2015، أهداف التنمية المستدامة للأسر، وهي مجموعة من 17 هدفاً، تهدف إلى: القضاء على الفقر، والتمييز، وسوء المعاملة، والأسباب المؤدية إلى الوفاة، ومعالجة الدمار البيئي، والدخول في عصر التنمية للجميع، وتعتبر السياسات والبرامج المعنية بالأسرة أمراً حيوياً؛ لتحقيق هذه الأهداف.
واختارت الأمم المتحدة شعاراً؛ للاحتفاء بهذه المناسبة في عام 2024، هو «الأسر.. وتغير المناخ»، حيث يؤثر تغير المناخ بزيادة التلوث سلباً في صحة الأسر ورفاهها، فغالباً يُفاقم تغير المناخ الظواهر الجوية المتطرفة، مثل: الأعاصير والجفاف والفيضانات، التي تتسبب في النزوح القسري، وخسارة الأسر والأفراد لسبل العيش.
وتؤثر مثل هذه الأمور في الإنتاجية الزراعية، وتضعف مقدرة الحصول على المياه، ما يُفاقم الجوع والضعف. لذا، يتسبب تغير المناخ في اضطرابات اقتصادية، خاصة في الصناعات الحساسة، مثل: الزراعة، ومصايد الأسماك.
ومن دون العمل على حلول جذرية، تزيد كلفة وصعوبة التكيف مع آثار تغير المناخ، وتخفيف آثاره، زيادة مطردة.
وتشير منظمة الأمم المتحدة، في تقريرها السنوي، إلى أن تمكين الأسر بالتعليم، وتغيير العادات الاستهلاكية والتوعية والتثقيف، أمور مهمة جداً في العمل المناخي الهادف والفعال.
وللأسر المقدرة على نقل القيم عبر الأجيال، ويعتبر غرس العادات المستدامة، والوعي المناخي منذ سن مبكرة، أمراً مهماً بين أفرادها.
ويمكن أن يساعد دمج مبادئ الاقتصاد الدائري في التعليم خلال مرحلة الطفولة المبكرة، في بناء نموذج اقتصادي مستدام، يعتمد على تقليل النفايات، وتجديد الموارد الطبيعية، وللأسر، بوصفها مستهلكة وداعمة في نفس الوقت، القدرة على قيادة التحول إلى الاقتصاد الدائري.
والهدف من احتفالية «اليوم الدولي للأسرة» لهذا العام، إذكاء الوعي بكيفية تأثير تغير المناخ على الأسر، ودورها في العمل المناخي، حيث يمكن بالمبادرات الأسرية والمجتمعية تعزيز العمل المناخي بالتعليم، وتيسير الحصول على المعلومات، والتدريب، والمشاركة المجتمعية.