قد يظن البعض أن الشخصية القوية تعني السيطرة على الآخرين، أو أن تكون الأعلى صوتاً في الغرفة، لكن الأمر ليس كذلك، فهو يتعلق بالتأثير، والمرونة، والقدرة على إحداث التغيير.
ووفقاً لعلم النفس، هناك سماتٌ تدل على الشخصية القوية، ومن منا لا يريد أن يعرف ما إذا كانت لديه تلك السمات، أو بعضها؟.. لذا، إذا كنتِ مهتمة، فتابعي القراءة.
الحزم في العمل:
ليس هناك من ينكر أن الحزم سمة أساسية للشخصية القوية. ففي عالم علم النفس، يتم تعريف الحزم على أنه القدرة على التعبير عن أفكار الفرد، وآرائه، ومشاعره بطريقة مباشرة ومحترمة، حتى لو كانت مخالفة للطبيعي.
بمعنى آخر، هو القدرة على الهيمنة على المحادثة، بحيث عندما تتحدثين، يستمع الناس.
وترتبط هذه السمة بالثقة بالنفس والفهم الواضح للذات، والقدرة على الثبات على موقفكِ مع احترام وجهات نظر الآخرين.
لذا، إذا وجدتِ نفسكِ لا تخشين التعبير عن أفكارك، حتى عندما تكون غير شعبية، أو فريدة من نوعها، فقد تكون لديكِ إحدى العلامات الرئيسية للشخصية القوية.
القدرة على التأثير في الآخرين:
أصحاب الشخصيات القوية لديهم موهبة التأثير في الآخرين، وحشد الناس خلف أفكارهم، إذ يمتلكون دائماً الحجة لإقناع الناس، وجعلهم يسيرون خلفهم. عالم النفس روبرت سيالديني قال ذات مرة: «من المرجح أن يقول الناس (نعم)؛ إذا أعطيتهم سبباً».
لذلك، إذا كان الناس يميلون إلى الاستماع لكِ عندما تتحدثين، وغالباً يتبعون قيادتك، فهذه علامة واضحة على وجود شخصية قوية لديكِ.
الصمود في مواجهة الشدائد:
لنكن صادقين هنا.. الحياة ليست دائماً نزهة في حديقة؛ فنحن جميعًا نواجه التحديات والنكسات والحزن. لكن الطريقة التي نستجيب بها لهذه الشدائد، هي التي تحدد شخصيتنا حقًا.
أولئك الذين يتمتعون بشخصيات قوية، لديهم قدرة فطرية على التعافي من الشدائد، إنهم لا يسمحون للفشل أو النكسات بتعريفهم. وبدلاً من ذلك، ينظرون إليها على أنها فرص للنمو والتعلم.
كما أنهم يرفضون الاستسلام والتراجع، ويتقبلون النضال، ويستخدمونه كوقودٍ لرحلتهم.
وفي حال وجدتِ القوة اللازمة للارتقاء فوق تحديات الحياة، والخروج أقوى على الجانب الآخر، فأنتِ تُظهرين علامة أكيدة على الشخصية القوية، إذ لا تقتصر المرونة على البقاء على قيد الحياة فحسب، وإنما أيضاً الازدهار رغم الشدائد.
فهم ممتاز للحدود:
الشخصية القوية لا تهتم بإرضاء الجميع، وبالتأكيد لا تسمح للآخرين بالسيطرة عليها، إنما يتعلق الأمر بفهم قيمة الشخص لنفسه، ووضع حدود واضحة لما يقبله، وما لا ولن يقبله.
وقد يعني هذا رفض العمل الإضافي، الذي لا يقع ضمن مسؤوليتك، أو إنهاء علاقة سامة، أو الانفصال عن الأشخاص الذين يستنزفون طاقتكِ باستمرار، أي احترام وقتك وطاقتك وصحتك العقلية، وإعطاء الأولوية لرفاهيتكِ وحماية سلامك.
وفي حال تمكنتِ من وضع حدود صحية والحفاظ عليها، فهذا مؤشرٌ واضح إلى شخصيتكِ القوية.