عندما نذكر اسم الأميرة الراحلة ديانا، إلى جانب عبارة «فستان الانتقام»، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن، هو ذلك الفستان الأسود، الذي ارتدته في حفل عام 1994، بمعرض «سيربنتين» في لندن، والذي ظهرت به خلال الليلة التي أكد فيها زوجها السابق، الأمير تشارلز (الملك تشارلز حالياً)، علاقته مع كاميلا باركر بولز.

ورغم شهرة ذلك الفستان، فإنه لم يكن الانتقامي الوحيد، الذي ارتدته الأميرة الراحلة، إذ بعد تحررها من قيود القصر البريطاني، ارتدت الكثير من الفساتين، التي تمردت فيها على البروتوكول الملكي، ومارست حريتها في اختيار أزيائها بعد انفصالها، وتعتبر إطلالتها في حفل «ميت غالا»، عام 1996، مثالاً بارزاً على ذلك.

وكرّم حفل «ميت غالا»، عام 1996، مصمم الأزياء الراحل كريستيان ديور، وشوهدت نجمات وعارضات أزياء عديدات، وهنَّ يرتدين أزياءه الساحرة أثناء سيرهن على السجادة الحمراء. لكن الإطلالة التي لفتت الأنظار، وجذبت عدسات الكاميرات، بين ذلك الحشد رفيع المستوى، كانت إطلالة الأميرة ديانا، التي أثبتت أنها نجمة لا يخبو بريقها.

  • الأميرة ديانا مع محررة الأزياء ليز تيلبيريس

ودخلت أميرة ويلز الراحلة الحفل، إلى جانب صديقتها القديمة، محررة الأزياء ليز تيلبيريس، بهدوء، محاولةً تجنب الصحافيين وأسئلتهم، إلا أنه تم تداول صورها في فستانِ من الساتان، بشالات، ومزين بالدانتيل من توقيع المصمم البريطاني جون غاليانو، إذ كان ضمن المجموعة الافتتاحية، التي صممها لدار الأزياء الفاخرة «ديور».

ونسقت ديانا إطلالتها تلك مع حقيبة «ليدي ديور»، التي كانت تُعرف آنذاك باسم «Chouchou»، إلا أنه أعيدت تسميتها لتكريم الأميرة، وقلادةً من الياقوت واللؤلؤ، وقرطاً متدلياً مرصعاً بالياقوت والألماس، كانت قد ارتدتهما أثناء رقصتها الشهيرة مع الممثل الأميركي جون ترافولتا عام 1985، أي أنها قدمت بياناً جريئاً في عالم الموضة، وتركت بصمتها في عالم «ميت غالا».

  • الأميرة ديانا» مع جون ترافولتا

وتم وصف هذا المظهر بأنه «أكثر مظهر غير ملكي لها، حتى الآن»، وكانت الصور محور عناوين الصحف لأيام، لا سيما أن العائلة الملكية البريطانية تُعرف بالتزامها بالتقاليد، والقواعد، وعدم السماح لنسائها بارتداء أزياء كتلك التي ارتدتها ديانا بعد طلاقها من تشارلز.

وكما ذكرنا، سابقاً، اشتهرت العائلة الملكية البريطانية بقواعدها الصارمة، إلا أنها مع مرور الوقت اتجهت تلك القواعد لمواكبة الحداثة، لكن عندما يتعلق الأمر بالملابس، فقد فضلت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية خيارات الملابس المحافظة، إذ كان ولا يزال يتعين على نساء العائلة الملكية ارتداء التنانير، التي تصل إلى الركبة، واستخدام طلاء الأظافر ذي الألوان الطبيعية، وعدم إظهار أرجلهن.

وبالعودة إلى الأميرة ديانا، فقد أثارت الجدل كثيراً في حياتها الملكية. على سبيل المثال، عندما اختارت ارتداء فستانٍ طويل يصل إلى الأرض من دون كتفين؛ لحضور حفل عشاء رسمي بالبيت الأبيض عام 1985، وكذلك عندما كسرت البروتوكول بالركض «حافية القدمين»، أثناء مشاركتها في سباقٍ نظمته مدرسة الأمير هاري، إذ لا يمكن رؤية أفراد العائلة الملكية عادةً، وهم لا يرتدون أحذيتهم.