معروف، طبياً، أن الاكتئاب حالة نفسية شائعة، تصيب النساء والرجال، لكنها تؤثر في النساء أكثر، ومن أعراضه: المزاج المكتئب، وفقدان القدرة على الاستمتاع والاهتمام بما يدور حول الشخص.
ويؤثر الاكتئاب بالضرورة في جميع نواحي الحياة، حيث تتغير تصرفات الشخص المكتئب مع محيطه العائلي والاجتماعي والعملي، ويصبح أكثر ميلاً للعزلة والابتعاد عن التجمعات، ويصاب المرء بالاكتئاب، عادة، لما يمر به من مشاكل أسرية أو عملية، أو جراء خسارة عاطفية أو مالية، أو بسبب سوء المعاملة.
ومن أبرز أعراض الاكتئاب الظاهرة: الصعوبة في التركيز، والشعور بالذنب، وتدني احترام الذات، وإظهار اليأس من المستقبل، وما يمكن أن يحدث فيه، والمرور باضطرابات النوم، والتعب الشديد، والشعور بالكسل والخمول وفقدان طاقة الجسم، وحدوث تقلبات واضحة في الوزن، وانعدام الشهية، وقد يصل الأمر إلى التفكير بالانتحار في حالات الاكتئاب المتقدمة.
وبحسب موقع «Organization Mondiale de la Sante»، الأميركي الطبي، المعني بالحالات النفسية، يرتبط الشعور بالاكتئاب بحدوث خلل في دماغ الإنسان، حيث تؤثر بعض الاختلالات في الناقلات العصبية إلى الدماغ، مثل: «الدوبامين»، و«النورإيبينفرين»، و«السيروتونين»، في حدوث الاكتئاب، إذ يؤدي نقص «السيروتونين» إلى تعديل النظام العاطفي، والتحكم في الجوع والعطش والنوم، فيما يؤدي نقص «النورادرينالين» إلى تقليل التفاعلات الجذرية واليقظة في الدماغ. أما نقص «الدوبامين»، فيؤثر في ردود الفعل العاطفية، ويبطئ العملية والدافع لتحقيق الهدف، ويقلل المتعة.
وحدد خبراء الصحة، في الموقع الطبي الأميركي، ثلاثة مسببات للاكتئاب، تعتبر الأخطر على النساء، هي:
«العوامل الوراثية»، و«العوامل النفسية»، و«العوامل الاجتماعية والبيئية»، فالاستعداد الوراثي لدى النساء يكمن في حالة تحفيز عالية، إذا ما كان أحد الوالدين قد أصيب بالاكتئاب في أيٍّ المراحل العمرية، بينما تؤثر الحالة النفسية للمرأة على تحديد مدى خطورة إصابتها بالاكتئاب، في حال شعورها بخسارة شيء عزيز عليها، كالخسارة العاطفية أو المالية أو الشعور بصدمة فقدان شخص مرتبطة به ارتباطاً وثيقاً (إنسان أو حيوان)، أو التعرض لصدمة تؤدي إلى الرهاب الاجتماعي من الناس، وقد يعد التوتر والقلق الزائدين، من أبرز العوامل الاجتماعية والبيئية، التي تؤدي إلى شعور النساء بالاكتئاب، مثل: فقدان القدرة على التحمل، أو الاستياء من الضغط في مكان العمل، أو الشعور بالوحدة، وعدم الاستقرار.
ويوصي الأطباء النفسيون بحصول المصابين بالاكتئاب على دعم عاطفي وطبي في آنٍ، للشفاء من المرض، حيث تهدف العلاجات المضادّة للاكتئاب إلى تصحيح الخلل الوظيفي لهذه الناقلات العصبية، حيث يعاني المكتئبون ضعف المناعة، ما يسهل إصابتهم بأمراض أخرى، قد تفاقم وضعهم الصحي، كما يركز الأطباء على ضرورة الدعم النفسي والعاطفي للمرضى من قبل المحيطين بهم، العائلة والأصدقاء، بالتوازي مع الأدوية المناسبة، التي تستهدف كل حالة على حدة، وصولاً إلى الشفاء التام.