تؤثر الصحة النفسية في طريقة التفكير واتخاذ القرارات والتصرفات، وكذلك في تعامل الشخص مع نفسه ومع محيطه، على صعيد العائلة والعمل. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، هناك شخص من بين كل أربعة أشخاص في العالم، يتأثر بمشكلة نفسية ما، في مرحلة من الحياة، مثل: الاكتئاب، أو القلق، أو الاضطراب ثنائي القطب، أو الفصام.
وبهدف توعية الناس من آثار الصحة النفسية، بدأت منظمة الصحة العالمية، منذ عام 1949، الاهتمام بهذه المسألة، واختارت شهر مايو من كل عام للتوعية بأهمية الصحة النفسية، وضرورة أن يتمتع الناس بصحة مناسبة؛ للقيام بمهامهم على أكمل وجه في تعاملاتهم اليومية.
وشهر الصحة النفسية يأتي مقدمة للاحتفال السنوي باليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يوافق يوم العاشر من أكتوبر في كل عام، فالصحة النفسية حق أساسي من حقوق الإنسان المكفولة للجميع، ولكل شخص، أياً كان، وأينما كان، الحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة النفسية يمكن بلوغه. ويشمل ذلك: الحق في الحماية من مخاطر الصحة النفسية، والحق في الحصول على رعاية في المتناول وميسورة ومقبولة وذات نوعية جيدة، والحق في الحرية والاستقلال والدمج في المجتمع المحلي.
ويركز العاملون، في مجال الصحة النفسية، على إيلاء التمارين الرياضية أهمية بالغة، في تحسين صحة الفرد، في ظل وجود علاقة حيوية بين اللياقة البدنية والصحة النفسية، إذا تؤكد خبيرة الصحة والعافية، إيفانا سارجيك، على دور الجسم وتعافيه في صحة الفرد النفسية، من خلال ثلاث ركائز أساسية؛ لتحقيق الصحة الشمولية لجميع أعضاء الجسم، وهي: الحركة، والراحة، والأكل الصحي، حيث تعمل تلك الركائز كمعززات طبيعية للمزاج، وهي مهمة جداً للصحة النفسية والبدنية في روتين الفرد اليومي.
الحركة:
تعتبر ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وسيلة فعالة للغاية؛ لتقليل التوتر، وتحسين الحالة المزاجية وجودة النوم، حيث تؤدي ممارسة النشاط البدني إلى إطلاق هرمونَي: «السيروتونين»، و«الدوبامين»، المرتبطين مباشرة بتحسن المزاج ومشاعر السعادة. كما أنها فرصة ممتازة للتواصل مع الآخرين، وتعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع.
الراحة:
يعد النوم الجيد ضرورياً للصحة النفسية والجسدية، إذ إن الراحة الكافية تدعم تنظيم المزاج، والوظيفة الإدراكية.
الغذاء الصحي:
تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات يعد داعماً أساسياً للجسم، والذهن، وتعزيز الصحة النفسية.