تعاني مجموعة من الناس «ارتجاع المريء»، الذي يطلق عليه شعبياً «حرقة المعدة»، حيث تحدث الحرقة عندما يرتجع حمض المعدة إلى الأنبوب، الذي ينقل الطعام من فمك إلى المعدة (المريء)، بحسب أخصائيي موقع «مايو كلينك» الطبي، حيث ترتخي مجموعة من العضلات المحيطة بأسفل المريء عند تناول الطعام والشراب، بهدف السماح بدخولهما إلى المعدة، ثم تنقبض العضلة مرة أخرى.
ولا يعد هذا المرض خطيراً، لكنه يتسبب في آلام ظاهرة عند المصابين به، وقد يؤدي مستقبلاً إلى حدوث فتق في الحجاب الحاجز، ولهذا السبب يتناول المصابون أدوية مخصصة لتسكين الآلام الناتجة عن ارتجاع حمض المعدة، ومنها: مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، ومضادات الحموضة. لكن اللافت هو ما بيّنته دراسة طبية حديثة، تؤكد أن هذه الأدوية تتسبب، على المدى المتوسط، في خطر الإصابة بالصداع الشديد، مروراً بالصداع النصفي المنتظم.
الدراسة الطبية، التي نشرتها مجلة «Neurology Clinical Practice»، بينت أن الأطباء الباحثين أجروا بحثاً مستفيضاً على 11 ألف شخص، وتبين أن الأشخاص الذين يداومون على تناول مثبطات مضخة البروتون، كانوا أكثر عرضة بنسبة 24% للإصابة بالصداع النصفي أو الصداع الشديد، مقارنة بمن لم يتناولوا هذه الأدوية، فيما وصلت نسبة الأشخاص الذين أصيبوا بالصداع الشديد، جراء تناول مضادات الحموضة إلى 22%، من أصل 11 ألف شخص، خضعوا للدراسة البحثية الطبية.
وخلصت الدراسة إلى أن هذه الأدوية تؤدي إلى حدوث نقص في العناصر الغذائية، التي تؤدي دوراً رئيسياً في صحة الدماغ، إلا أن الباحثين دعوا إلى إجراء مزيد من الفحوص، للتأكد من تأثير هذه الأدوية على صحة الدماغ، موصين بأن يتابع الأشخاص، الذين يتعرضون للإصابة بالصداع الشديد أو النصفي، والذين يتناولون أدوية مضادة للارتجاع المريئي، حالتهم الطبية مع أطبائهم.
وعادة يحذر الأطباء المرضى من تناول بعض الأطعمة والمشروبات، التي تتسبب في حدوث حرقة المعدة، ومنها: الأطعمة الحارة، والتي بها توابل، والبصل، والنعناع، والأطعمة الدهنية والمقلية، والبصل، والكاتشاب، والحمضيات، والنعناع، والشوكولاتة، والمشروبات التي تحتوي على نسب عالية ومركزة من الكافيين، والمشروبات الغازية والكحولية، فضلاً عن تسبب الحمل، بالنسبة للنساء، في حدوث حرقة المعدة.
والراغبون في تهدئة حرقة المعدة، دون الاستعانة بالأدوية المصنعة، يمكنهم اللجوء إلى أطعمة طبيعية، تخف معها الآلام بعد تناولها، منها: الخضار والفواكه غير الحمضية، والحبوب الكاملة العالية الألياف، مثل: الأرز البني، ودقيق الشوفان، وخبز الحبوب الكاملة، تساعد على إيقاف أعراض ارتداد الحمض، كما أنها مصدر جيد للألياف، وقد تساعد على امتصاص حمض المعدة، والبروتين الخالي من الدهون، مثل: اللبن الزبادي، والزنجبيل، والموز الناضج، والدجاج، والمأكولات البحرية، والتوفو، وبياض البيض، وأفضل الطرق لتحضيرها هي من خلال خَبْزها، أو شيها، أو سلقها.