لا يتوانى أخصائيو الصحة في تشجيع الناس على ممارسة التمارين الرياضية، أو المشي، للعناية بصحة أجسامهم، كما لا يخلو أي برنامج غذائي صحي من ضرورة التنبيه إلى أهمية ممارسة التمارين الرياضية، في الوصول إلى جسم رشيق ومثالي، فضلاً عن أهمية المشي في الحفاظ على صحة العقل.
وما سبق يؤكد ما ذهبت إليه دراسة جديدة، قام بها باحثون في علم الأعصاب بجامعة إلينوي بالولايات المتحدة الأميركية، نشرها موقع Thoughtleadr الطبي، بينوا فيها أن المشي يومياً لمدة 20 دقيقة على الأقل عزز قدرة الدماغ على استيعاب المعلومات الجديدة، والاحتفاظ بها، ما يعني أن الرياضة تعزز صحة العقل، وتبعد عنه شبح الإصابة بالزهايمر.
ودلل الباحثون على أهمية النتيجة التي توصلوا إليها، بنشرهم صوراً مقطعية، صورت لأشخاص أثناء جلوسهم، قبل وبعد ممارستهم رياضة المشي لعشرين دقيقة، فأظهرت الصور حسب قياسات تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، أن نشاط أدمغة المشاركين ارتفع بشكل ملحوظ أثناء المشي، واستمرت بعض أكبر التأثيرات المعززة للدماغ لمدة 30 دقيقة تقريباً، بعد الانتهاء من ممارسة الرياضة.
وبيّن الباحثون أن التأثيرات الإيجابية في مناطق الدماغ تحسن القدرة على اتخاذ القرارات، وإدارة التوتر، وتخطيط السلوك أيضاً.
وأشارت الدراسة إلى أن المشي يذيب العوائق العقلية، ويعزز التفكير الإيجابي، ويربط الأفكار، حيث لا يعتمد الأمر فقط على تحريك أعضاء الجسم، بل يحقق المشي رؤية أفضل للشخص الذي يتجول في مكان مفتوح، وكلما كانت منطقة المشي طبيعية، كلما اتسعت مدارك العقل بما يراه الشخص من طبيعة وهواء ومناظر تغذيه.
وكانت دراسة قديمة، أجراها باحثون في جامعة ستانفورد الأميركية، نشرت نتائجها عام 2023، بينت أن المشي السريع لمدة 11 دقيقة فقط يومياً، يقلل فرص الوفاة المبكرة بمقدار الربع تقريباً، إذ تحفز الدراسة على ممارسة المشي بعد تناول الطعام، لأن رياضة المشي تقلل نسبة السكر في الدم، ما يخفف نسبة الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
كما يؤدي النشاط البدني إلى إبطاء عملية شيخوخة الجسم، ويساعد كبار السن على تقليل نسبة الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، كون المشي يخفض ضغط الدم.
ولا تقتصر رياضة المشي على أشخاص معينين، إذ يمكن للجميع ممارستها من الجنسين، ومن كل الأعمار، كما لا تتطلب هذه الرياضة دفع المال، أو التسجيل في نادٍ رياضي، فكل ما يحتاج إليه الشخص هو ملابس رياضية مريحة، وحذاء مريح، والسير في مناطق مفتوحة حول البيت، إما في حديقة عامة، أو على رصيف شارع عمومي، أو حتى على سطح المنزل.