كلثم بالسلاح: هذه اللوحة الأقرب إلى قلبي

أجادت الفنانة التشكيلية الإماراتية، كلثم بالسلاح، نقل مفردات تراثية في لوحاتها، ما جعل أعمالها محل تقدير وإعجاب، وأكسبها خصوصية الانتماء إلى بيئتها، ضمن رؤية بعيدة، لتؤرخ جوانب منه بريشتها. في حوارها مع مجلة «زهرة الخليج»، أكدت أنها تؤمن بأهمية مساهمة الجميع في استدامة تراث دولة الإمارات الأصيل، اعت

أجادت الفنانة التشكيلية الإماراتية، كلثم بالسلاح، نقل مفردات تراثية في لوحاتها، ما جعل أعمالها محل تقدير وإعجاب، وأكسبها خصوصية الانتماء إلى بيئتها، ضمن رؤية بعيدة، لتؤرخ جوانب منه بريشتها. في حوارها مع مجلة «زهرة الخليج»، أكدت أنها تؤمن بأهمية مساهمة الجميع في استدامة تراث دولة الإمارات الأصيل، اعتزازاً بالهوية الإماراتية، مشيرة إلى أن رؤيتها تتمثل في تعزيز تراث الأجداد، وإحيائه في قلوب الأجيال التي ستأتي في المستقبل.. وتالياً نص الحوار:

  • كلثم بالسلاح: هذه اللوحة الأقرب إلى قلبي

متى اكتشفتِ موهبتك بالرسم؟

أرى أن موهبة الرسم من أكثر المواهب التي يسهل اكتشافها من الصغر، وهذا ما حدث معي حيث انجذبت منذ أيام المدرسة إلى الألوان، وذلك في حصة الرسم التي كنت أنتظرها بشغف لتجربة خلط درجات الألوان واكتشاف درجات جديدة. 

نقطة انطلاق

كيف كانت تجاربك الأولى في الرسم؟

 كان أكثر شيء يحفزني على الرسم هو حبي للطبيعة، والتي كانت دافعاً رئيسياً، أن أبدأ في رسم اللوحات على الرغم من ضعف الإمكانات حينها من حيث توفر الأدوات المتنوعة للرسم، وبالفعل أنتجت العديد من اللوحات التي تحكي جماليات البيئة الإماراتية، والتي كانت نقطة انطلاقي في عالم الرسم.

  • هذه اللوحة الأقرب إلى قلبي

هل قمتِ بصقل موهبتك بالدراسة في المرحلة الجامعية؟

كنت أتمنى التخصص بالفنون الجميلة، ولكن لم يوجد حينها هذا التخصص في الجامعات المحلية، بل كانت متوافرة خارج الدولة، ولهذا لم أجد قبولا من عائلتي على هذا الأمر، لهذا تخصصت بالإدارة المالية والتسويق، ولكني لم أنقطع عن الرسم حيث بحثت عن معلمين وحصلت على دورات تدريبية وتعليمية كثيرة، سعياً لتنمية موهبتي وفهم قواعد الرسم، ولكن تلك المحاولات لم ترتقِ للدراسة الأكاديمية. فعلى الرغم أن لوحاتي كانت تلقى إطراءً كبيراً، ولكني كنت أشعر أنه مازال هناك شيء ينقص تجربتي الفنية.

ماذا عن مجال عملك الوظيفي؟

 بعد التخرج عملت بعدة جهات إلى أن توظفت بقسم الإعلام في المكتب التنفيذي لحكومة دبي، وفي تلك الفترة رزقت بأبنائي وقررت التفرغ لتربية أولادي وعنايتهم، وعندما كبروا استيقظ بداخلي حلمي القديم في دراسة الفنون الجميلة، بتشجيع من صديقتي المقربة، التي عايشت معي رحلتي الفنية ونصحتني بضرورة البدء في تحقيق طموحي القديم، وبالفعل قدمت على الدراسات العليا والماجستير في الفنون الجميلة في أرقى جامعات الفنون في لوس أنجلوس بأميركا، وقد قبل الطلب بالموافقة بعدما اطلعوا على أعمالي الفنية ما سمح بتجاوز مسألة عدم حصولي على البكالوريوس في الفنون الجميلة.

  • الدراسة الأكاديمية

حدثينا عن تجربة الدراسة الأكاديمية؟ 

كانت تجربة رائعة استفدت منها كثيراً وتعلمت أشياء وحصلت على خبرات بفن التكوين وكيفية اختبار نقطة الجذب في المناظر والأشياء التي نريد رسمها، وأهم شيء تعلمته هو تقنيات استخدام الضوء والظل، التي تعد من أهم الأساسيات التي تساعد على إظهار المعالم الجمالية الموجودة في الرسم ويوضح النظرة العميقة الموجودة في الرسومات، كذلك تساعد على التعرف على كافة الحدود الموجودة في الصورة سواء بداية أو نهاية الرسومات. كما أن خلفية الرسومات لا يمكن توضيحها بدون أن تكون هناك ظلال في الصورة، وأيضاً تمنح الرسومات الكثير من الواقعية والعمق. ومن الأشياء التي اكتسبتها كذلك فن النقد البناء.

هل واجهتِ تحديات بمرحلة الدراسة؟

نعم واجهت الكثير من التحديات، حيث كان يطلب منا رسم 160 «سكتش بورتريه» في الفصل الدراسي الواحد، كما أنني تعلمت الرسم الزيتي بتقنية «الابريما» التي جربتها لأول مرة خلال دراستي، وهي نمط مباشر للرسم حيث يتم تطبيق الطلاء دون ترك الطبقات السابقة جافة. إذ يمكن للفنانين الذين يستخدمون هذه التقنية إنهاء اللوحات غالباً في جلسة واحدة. وتختلف هذه التقنية عن الطريقة الأكثر تقليدية لطلاء طبقة على طبقة، مما يسمح للطلاء بالتجفيف بين كل طبقة. ويتميز هذا الأسلوب باستخدامه لخطوط قوية ومباشرة ألوان جريئة وتركيبات بسيطة.

  • خبرة واحترافية

خبرة واحترافية

كيف تطورت مهاراتك الفنية بعد الدراسة؟

أرى أن الرغبة والإصرار يبرزان الموهبة، فعلى الرغم من أنني كنت أستغرق من شهرين إلى ثلاثة أشهر في كل لوحة، إلا أنني كان لدي شغف كبير أعانني على المواصلة. وقد كانت الدراسة عامل تطور كبير في مهاراتي الفنية إذ أصبحت لوحاتي تستغرق أسبوعين فقط، كما أضحت أعمالي أكثر احترافية وخبرة في قواعد الفن، التي كنت أفتقرها بالسابق، فبعد دراستي اكتشفت أن لوحاتي القديمة بها الكثير من الملاحظات التي لا يمكن أن يلاحظها إلا الشخص الدارس.

ما الذي يميز أعمالك؟

أغلب رسوماتي واقعية وتحمل عبق الهوية الوطنية الراسخة، وتتحدث عن تراثنا وماضينا الذي أعشقه ويستهويني منذ الطفولة، والتي تنبض بالقيم والهوية الإماراتية، وتبرز حبي لوطني وقيادتي وتراثي، ما أهلني لاختيار لوحاتي لعرضها بالمتحف العسكري في أبوظبي.

ما الرسمة الأقرب إلى قلبك؟

لوحة «ريانة» وهي ابنتي، وقد عرضت في متحف مدينة نابولي بإيطاليا، وتميزت اللوحة بتفاصيلها الدقيقة التي تمثل الطفلة الإماراتية بزيها ومجوهراتها التقليدية.

  • مرسم خاص في منزلي

هل لدى أبنائك موهبة الرسم؟

 جميع أبنائي يحبون الرسم، وذلك لمعايشتهم منذ الصغر لمسيرتي مع الرسم الذي أمارسه في كل أرجاء البيت على الرغم من وجود مرسم خاص في منزلي، إلا أن لوحاتي وأدواتي موجودة في كل مكان حتى لا أبتعد لساعات طويلة عن أبنائي وأتواجد وسطهم قدر المستطاع، ولهذا جميعهم لديهم تجارب جيدة في الرسم، ولكن ليس لدى أيٍ منهم ميول لاحتراف الرسم.

ما طموحاتك مستقبلاً؟

أتمنى إكمال دراستي والحصول على درجة الدكتوراه، كما أجتهد لتشريف اسم دولة الإمارات في المحافل الدولية من خلال المعارض التي أشارك بها، وأعكس من خلال أعمالي الفنية هويتنا الوطنية التي أعتز بها.