شهد العقد الأخير تطوراً كبيراً في مجال الطب التجميلي وتوظيفه لأحدث التقنيات التي تسابق التكنولوجيا الحديثة، لكن الاختيار بين هذه الإجراءات يثير الحيرة والارتباك لدى الكثير من النساء في ضوء ما يشهده عالم التجميل من القصص والنتائج غير المرضية للعلاجات التجميلية. وللإضاءة على ما سبق، تحاور «زهرة الخليج» استشاري الجراحة التجميلية د. دنيس كانليادا، وهو من الجراحين التجميليين المتميزين بالجراحات التجميلية في لندن، ويلقي الضوء على تأثيرها الإيجابي على الصحة النفسية، واستعادة الثقة بالنفس، وهي فلسفته ومفهومه المعتمدان في الجراحة التجميلية. نال الجراح كانليادا جوائز تقديرية عديدة في هذا المجال، وله خبرة تزيد عن خمسة عشر عاماً، تخللتها محطات من النجاحات على مستوى الجراحات التجميلية، أجرى فيها أكثر من 2500 جراحة تجميلية في عياداته في كل من لندن وإسطنبول وأثينا.. وتتنوع العلاجات التجميلية الجراحية وغير الجراحية التي يبرع فيها كانليادا، وحول أبرزها دار هذا الحوار:
ما الفرق بين جراحة التجميل والجراحة التجميلية؟
رغم التشابه الكبير في التسميات والخلط بينهما في كثير من الأحيان، إلا أن جراحة التجميل «Cosmetic surgery» تختلف عن الجراحة التجميلية «Plastic surgery» في الكثير من التفاصيل. تهدف الجراحة التجميلية «Plastic surgery» من الناحية الطبية الجراحية، إلى إصلاح وإعادة بناء الأجزاء غير الطبيعية في الجسم الناجمة عن عيوب خلقية، أو تشوّهات في النمو، أو صدمات نفسية، أو عدوى ما، أو أورام أو أمراض مختلفة. أما جراحة التجميل «Cosmetic surgery» فهي تأتي ضمن إطار الجراحة التجميلية التي يجري من خلالها تغيير مظهر الشخص السليم فقط لأنه يسعى إلى الحصول على مظهر أكثر جمالاً وفق معايير الجمال الحديثة. ولا يخفى دور أهمية اختيار الطبيب المختص الصحيح في العلاج.
لُقبتَ بملك الأنوف نظراً لبراعتك في جراحة تجميل الأنف «Rhinoplasty»، أخبرنا عنها؟
جراحة تجميل الأنف «Rhinoplasty» من أكثر الجراحات التجميلية شيوعاً، وتتضمن إجراء جراحة تجميلية لتعديل الأنف وإعادة بنائه. هنالك نوعان من الجراحات التجميلية، الجراحة الترميمية التي تعيد شكل ووظائف الأنف وتعالج أيضاً العيوب الخلقية ومشاكل التنفس، والنوع الثاني هو الجراحة التجميلية التي تغير مظهر الأنف، وتصحّح عمليات تجميل الأنف الأولية غير الناجحة. وقد تزيل عملية تجميل الأنف نتوءاً أو ضيق عرض فتحة الأنف أو تغيير الزاوية بين الأنف والفم أو معالجة الإصابات أو العيوب الخلقية أو المشكلات الأخرى التي تؤثر على التنفس، مثل انحراف الحاجز الأنفي أو حالة الجيوب الأنفية.
من الإجراءات الأخرى التي تميزت بها هي جراحة رأب الجفن، ماذا تقول للذين يتخوفون من خطورة إجراء هذه الجراحة على العين؟
جراحة رأب الجفن أوBlepharoplasty Korean upper Eye Lid Lift، تتضمن هذه التقنية شد الجلد المترهل من الجفن العلوي وسحبه وقص المتهدل منه وإخفاء شق الجرح ضمن طية الجفن العلوي، وهي الطريقة التقليدية المتعارف عليها والمتبعة لأغلب جراحي التجميل في العالم.
تفردتَ بالأسلوب الكوري، ما هذه التقنية بالتحديد؟ وبماذا تختلف عن الطريقة التقليدية المتبعة؟
الأسلوب الكوري الذي ننفرد به هو Korean upper Eye Lid Lift لشد الجفون المتهدلة في عياداتنا، تتضمن التقنية رفع الجلد المتهدل للجفن العلوي وسحبه باتجاه خط الحاجب وإخفاء قطب الجرح تحت خط الحاجب مباشرة، بعد أخذ القياسات المطلوبة بالميللمتر. وهي طريقة أكثر حداثة من الطريقة التقليدية المتبعة لكونها تسمح بسحب مساحة أكبر من الجلد المترهل للجفون العلوية وتعطي العينين شكلاً أكثر اتساعاً للجانبين وباتجاه الأعلى. لكن مع مراعاة والسماح لجفني العينين العلوي والسفلي بالالتقاء والانغلاق بشكل طبيعي، وهو عامل مهم جداً لنجاح هذه العملية فعدم انغلاق الجفنين بشكل طبيعي إشارةً إلى أن شد الجلد المترهل أكثر من المطلوب. تعد جراحة الجفون من جراحات الوجه الدقيقة التي تحتسب بالميلليمترات، لذا فإن أي اختلاف بين العينين ولو بفارق ميلليمتر واحد يمكن ملاحظته. لذا يجب استشارة جراح متخصص في الوجه بأكمله، لأن العينين يجب أن تكونا في توازن دائم مع النصف السفلي من الوجه.
هل ممكن أن تشرح لنا تقنية الإندوليفت لشد الوجه والذقن؟
شد الوجه والذقن بتقنية الإندوليفت Endolift، طريقة استُحدثت لشد الوجه من خلال طبقات الأدمة العميقة. فأي إجراء لشد الوجه يجب أن يستهدف كتلة الجلد Mass layers التي تستقر تحت طبقة الجلد وفوق عضلات الوجه، لذا استُحدثت تقنية الإندوليفت، التي تتم عبر جهاز الإندولفت وهو جهاز الإندوليفت على البشرة، الحاصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، ويعد طفرة في مجال التجميل غير الجراحي. يتضمن الجهاز ليزراً غير جراحي يسمى الديود ليزر أو الليزر الثنائي بطول موجي 1500 نانومتر لشد ترهلات الجلد وإذابة الدهون. من أجل شد الجلد وتحفيز الكولاجين لإعادة الجلد لمرحلة الشباب مرة أخرى، وباتجاه مضاد للجاذبية، تستند على استعمال ألياف ضوئية مجهرية بحجم الشعرة تصل للنسيج العميق تحت الجلد، تعمل كقناة ضوئية تسمح لجهاز الإندوليفت بنقل طاقة الليزر بشكل أكثر فاعلية لشد البشرة وتذويب الدهون غير المرغوبة في الجسم، مع الحذر الشديد من المساس بالشرايين والأوردة الدموية كونها تستقر فيها.
ما يميز هذه التقنية ويسهل من نتائجها، هو إمكانية شد بشرة الوجه المترهلة وحرق الدهون الزائدة لأية منطقة في الوجه نظراً لصغر قطر الأنبوب وسهولة انسيابه، وفي آنٍ واحد من خلال وضع الجهاز على درجتين مختلفتين.
ما المميزات المهمة التي تنطوي عليها هذه التقنية؟
تفيد تقنية الإندوليفت علاج الترهلات والدهون المتراكمة في منطقة الوجه عن طريق إعادة تشكيل الطبقات العميقة والسطحية من الجلد، كما تزيد من إنتاج الكولاجين مما يعزز شباب وحيوية البشرة. قد تصلح للبعض كبديلٍ لعمليات شد الوجه الجراحية، وهي مثالية للأشخاص الذين يرغبون في شد الوجه دون الحاجة للخضوع لجراحة أو فترة نقاهة طويلة. كما يمكن استخدام جهاز Endolift لعلاج مناطق أخرى من الجسم أيضاً، مثل: الرقبة والركبتين والبطن والفخذين الداخليين والكاحلين. فإذا كنت ترغبين في تجديد شباب ونضارة وجهك والتخلص من الترهل والدهون الزائدة دون الخضوع لجراحة، فقد يكون هذا الإجراء مناسباً لك.
لماذا يشهد علاج الخلايا الجذعية Exosomes إقبالاً ملحوظاً؟
نعم صحيح Exosome هو من أكثر العلاجات التجميلية غير الجراحية إقبالاً اليوم، نظراً لنتائجه الفورية الملحوظة وسرعة الحصول عليها. صُمم هذا العلاج للتحسين من مرونة الجلد وقوته ومظهره وفوائده العديدة للبشرة. ويمتلك خصائص تجديدية فهو أقوى 1000 مرة من علاج الصفائح الدموية الغنية بالبلازما (PRP). ويعمل هذا العلاج على تنشيط خلايا البشرة لإنتاج ما يصل إلى 600 % أكثر من الكولاجين و300 % أكثر من الإيلاستين والتي تحسن من صحة البشرة وترطيبها، وبالتالي التحسين من مظهر التجاعيد وتمويهها بفعل الترطيب العميق للبشرة. أيضاً يعمل علاج الـ Exosome على تصحيح فرط التصبغات اللونية وتوحيد لون البشرة والتخفيف من مظهر الهالات السوداء تحت العينين والكلف، ويحسن من التئام الجروح والندبات، بالإضافة إلى استخدامه للسيطرة على آثار حب الشباب وعلامات التمدد والندوب الأخرى غير الطبيعية. ناهيك عن أن Exosomes هو من أفضل العلاجات لإعادة نمو الشعر المتساقط، إذ تعمل الخلايا الجذعية على تحفيز الخلايا والتجديد الطبيعي لبصيلات الشعر. وهو مثالي للأشخاص الذين يعانون من ترقق الشعر أو التساقط المفرط للشعر.
متى تبدأ آثار علاج الـExosomes بالظهور وكم تستمر؟
عادة ما تكون الآثار ملحوظة في غضون بضع علاجات وتستمر لمدة تصل إلى 12 شهراً بعد الانتهاء من العلاج. ويتم العلاج عبر جهاز Micro Needling المزود بإبر رفيعة جداً تخترق البشرة وصولاً إلى طبقاتها العميقة من الأدمة وتحفز من إنتاج الكولاجين والإيلاستين، وبالتالي تزيد من ترطيبها ومرونتها وقوتها.
أخيراً، كيف تصف مفهومك ومقاربتك لعالم التجميل؟
أحرص من خلال كافة العلاجات التجميلية الجراحية وغير الجراحية على تقديم أفضل المعايير الطبية العلاجية لمرضاي ولقاصدي السياحة التجميلية العلاجية. وأطمح من خلال أي جراحة تجميلية أن يتمكن الشخص من استعادة الثقة بنفسه وفق معايير الجمال الحديثة.