مريم الشمري: أصنـع عطوراً إماراتيـة بمعاييـر عالميـة

بروح كلها تواضع وقوة، تمكنت رائدة الأعمال الإماراتية، مريم الشمري، من تحويل حلمها بالتحليق في سماء ريادة الأعمال إلى واقع ملموس، تلك الروح النابعة من إيمانها الصادق بقدرة المرأة على ترك بصمتها الخاصة في الحياة، ما دامت تمتلك الرغبة والإرادة المخلصة لتحقيق شغفها، ليقودها حبها للعطور الفاخرة إلى إطلاق

بروح كلها تواضع وقوة، تمكنت رائدة الأعمال الإماراتية، مريم الشمري، من تحويل حلمها بالتحليق في سماء ريادة الأعمال إلى واقع ملموس، تلك الروح النابعة من إيمانها الصادق بقدرة المرأة على ترك بصمتها الخاصة في الحياة، ما دامت تمتلك الرغبة والإرادة المخلصة لتحقيق شغفها، ليقودها حبها للعطور الفاخرة إلى إطلاق علامتها التجارية الخاصة، وفق أرقى المعايير العالمية، في رحلة مليئة بالعزيمة والإصرار والتحدي، مقدمة قصة ملهمة عكست نجاح بيئة الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أتاحت فرصاً للنساء؛ لإنشاء أعمال خاصة، والسير بها نحو ريادة فاقت التوقعات.. «زهرة الخليج» حرصت على لقاء مريم؛ للتعرف على قصة نجاحها الملهمة، وتالياً نص الحوار:

  • شغوفة بمجال التجارة الحرة منذ الصغر

حدثينا عن بدايتك مع مجال ريادة الأعمال!

 كنت شغوفة بمجال التجارة الحرة منذ الصغر، وكان حلمي إنشاء مشروع تجاري خاص، ولهذا بعد تخرجي في الجامعة تخصص اتصال وعلاقات عامة، قررت التعمق في تخصص التجارة العامة برسالة الماجستير، وبعد ذلك قررت افتتاح مشروعي بالمجال الذي أجد شغفي به، لأنني على يقين بأهمية هذا الأمر في تحقيق النجاح المبهر، وهذا ما تحقق بالفعل.

متى تأسس مشروعك، وما المجال الذي قمتِ باختياره؟

تأسس مشروعي عام 2018، ولكنني كنت أعد له قبل ذلك بعام، وقد اخترت مجال العطور.

فكر مبتكر

لماذا اخترت مجال العطور؟

نشأت وسط عائلة لديها شغف كبير بالعطور، حيث استقيت حبها من والدي وأخي وكذلك أخواتي اللاتي يُجدن صنع وخلط العطور المميزة، ونظراً لحبي لتجربة الكثير من العطور المحلية والعالمية، قررت إطلاق علامة تجارية هدفها صناعة عطور إماراتية بمعايير عالمية، حتى نتمكن من توفير منتجات محلية مميزة ومتكاملة تحقق التوازن من حيث تركيز وجودة العطر وجمال ورونق التغليف مع السعر المناسب، وكان هذا سر تميز وريادة علامتي التجارية.

  • وضعت لنفسي من البداية أهدافاً محددة

كيف تمكنت من تحقيق أهدافك؟

وضعت لنفسي من البداية أهدافاً محددة، وكنت أعمل بشكل منظم، إذ سعيت للخروج للسوق بكل جديد ومبهر، وقد كانت انطلاقتي بسبعة عطور في أول محل تجاري قمت بافتتاحه، فعلى الرغم من قلة العدد إلا أنها كانت فائقة التميز وبهوية خاصة لا تشبه أي عطر عالمي نهائياً، وقد أطلقت على مشروعي اسم M.Sentiment Perfumes، الذي يعبر بشكل مختصر عن منظوري تجاه العطور، فأول حرفين بالحجم الكبير هما أول حرفين من اسمَيْ أبي وأمي، وكلمة Sentiment بمعنى مشاعر، وذلك لأن العطور لها خاصية فريدة في تفعيل الذاكرة تجاه الأشخاص أو الأماكن أو المواقف، لهذا تكون لكل عطر أطلقه قصة ورسالة نابعتان من القلب.

ما سر تميز علامتك التجارية؟

أحرص على جلب الزيوت والمواد الخام من إيطاليا، وصنعها في دولة الإمارات، كما سعيت لجلب أمهر المتخصصين في صنع العطور والعمل معهم لإنتاج عطور تناسب جميع الأذواق والأعمار والثقافات بتنوعها، خاصة أنني أنظر إلى العالمية، وكذلك عملت على تصميم زجاجات شديدة التميز، ونصنعها يدوياً من الكريستال الأصلي، إذ أهدف من خلال مشروعي إلى إثبات أن شباب الإمارات بإمكانهم بلوغ الريادة بفكرهم المبتكر والدعم اللامحدود الذي نحظى به من قيادتنا الرشيدة.

جودة.. وبصمة

كيف تمكنت من توسيع مشروعك؟

مع دراسة السوق بشكل أكثر احترافية، والخبرة التي اكتسبتها من السنوات التي وجدت خلالها بالسوق، تطورت أهدافي، وفتحت باب التعاون مع الفنادق والمؤسسات والشركات الكبرى بالدولة، وكان اختيارهم علامتي التجارية قائماً على جودة المنتجات التي أطرحها بالسوق من جميع الجوانب، كما نتميز بتقديم خدمات تتيح صناعة عطور خاصة بالجهات التي نتعاون معها، حتى تكون لها بصمة في ذاكرة الموظفين لديها وكذلك لدى المراجعين.

ماذا عن علاقتك مع فريق عملك؟

 أرى أن بناء الفريق جانب أساسي من ريادة الأعمال والذي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على نجاح المشروع التجاري. كرائدة أعمال، أدركت مبكراً أهمية بناء فريق قوي وضرورة ترسيخ بيئة عمل تعاونية ومتماسكة، ما ساهم في ازدهار مشروعي والتغلب على التحديات معاً. هذا الأمر الذي تحقق بتعزيز التواصل الفعال والثقة بين جميع أعضاء الفريق، وتحديد نقاط القوة الفردية داخل الفريق والاستفادة منها وتطويرها، وكذلك توفير بيئة تغذي الإبداع وتشجع الابتكار، إلى جانب رفع الروح المعنوية والمحافظة على حقوقهم. لذلك فإن رواد الأعمال الذين يعطون الأولوية لبناء الفريق ويستثمرون في إنشاء فريق قوي ومتماسك هم أكثر قدرة على التغلب على تحديات ريادة الأعمال بنجاح وتحقيق النجاح على المدى الطويل.

  • أحاول بشكل مستمر تنفيذ الإدارة الفعالة للوقت

كيف توازنين بين التزاماتك العائلية والعملية؟

رحلتي لتحقيق ذلك كانت مليئة بالتحديات، ولكنها ممتعة. إنني أحاول بشكل مستمر تنفيذ الإدارة الفعالة للوقت، لما لها من أهمية بالغة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة، كما أعمل على تحديد الأولويات والتخطيط ليومي والتحلي بالمرونة. يمكنني القول إنني عملت بجدٍ طوال حياتي، لكنني كنت دائماً أجيد استثمار كل دقيقة في حياتي، فقد تعلمت أن الحياة الحافلة لا تقتصر فقط على العمل، فنحن بحاجة إلى الأسرة، والراحة، والاهتمامات الخارجية، ووقت لمتابعة ذلك. يعتمد الأمر كله على قدرة المرأة على تطبيقها لمفهوم جودة الوقت، فبناء العلاقات مع الأبناء وتعزيز لحظات التواصل معهم لا يرتبط بمقدار الوقت بقدر ما يرتبط بلحظات زمنية تفاعلية، لذلك أنصح كل امرأة بألا تقلق كثيراً على مشكلة مقدار الوقت بقدر ما يتطلب قلقها في البحث عن كفاءة وطبيعة الوقت الذي تقضيه مع أبنائها وعائلتها.

ما نصيحتك للفتيات اللاتي لديهن الرغبة في دخول مجال ريادة الأعمال؟

أنصح كل فتاة بالبحث عن مجال شغفها، وعليها ألا تخاف من كثرة وجود نفس فكرة مشروعها في السوق، لأنني أجد أن التميز الحقيقي يعتمد على تنفيذ الفكرة بطريقة مبتكرة، كما يجب أن تتحلى بالعزيمة لمواجهة التحديات وتخطيها، والصبر على تحقيق الأرباح وحصد النجاح، وأهم شيء أن تعمل بإخلاص ومصداقية وأمانة لتكون قدوة حسنة لكل الأجيال من بعدها.