لطيفة سعيد وسامو شلبي: مشاركتنا في بينالي البندقية شرف عظيم

يعد بينالي البندقية، الذي تأسس عام 1895، إحدى أعرق المؤسسات الثقافية في العالم، ويتصدّر طليعة الجهود البحثية والترويجية لاتجاهات الفن المعاصر الجديدة، وبهدف تقديم الفنانين الناشئين في الإمارات إلى جمهور عالمي واسع، وإتاحة الفرصة لهم لعرض أعمالهم على الساحة الدولية، والتواصل مع مختصي ومقتني الفنون، ومع الفنانين من جميع أنحاء العالم، عرض برنامج «آفاق الفنانين الناشئين»، التابع لـ«فن أبوظبي»، أعمال الفنانين: لطيفة سعيد، والمها جارالله، وسامو شلبي، خلال فعاليات بينالي البندقية، بمدينة البندقية، في أبريل الماضي، تحت شعار «أجانب في كل مكان».. «زهرة الخليج» التقت الفنانة الإماراتية لطيفة سعيد، والفنان سامو شلبي؛ للحديث عن مشاركتهما في بينالي البندقية، وتأثير هذه التجربة في حياتهما ومسيرتهما الفنية.

لطيفة سعيد: شرف عظيم أن أمثل الفن الإماراتي أمام جمهور عالمي

تتميز الفنانة التشكيلية، لطيفة سعيد، بشغفها بمجالات التركيب والنحت والتصميم. ويوضح نهجها البيئي الأنظمة البيئية المختلفة، التي تجمع بين: الطبيعية، والحضرية، والتكنولوجية. وأكدت أنها تسعى، من خلال أعمالها؛ لتجسيد شعرية العلوم، لعيش تجربة من التأمل بين المدينة والصحراء والنجوم. ومن خلال تركيبها الجديد «دوامة ترابية»، وهي تجربة تكنولوجية وحسية مبتكرة، تعتمد على السرد الأساسي لنشأة الكون. كما يتضمن العمل إشارة واضحة إلى أسرار الطبيعة في عصر الاحتباس الحراري، والتي تمت ترجمتها في لغة ثقافية، تطورت من المناظر الطبيعية الصحراوية المتميزة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وحول تفاصيل العمل، تقول: «تم تنظيم التركيب في ثلاثة أجهزة مختلفة، تضمنت: آلة دخان، وشاشة (LCD)، وجهازاً كهرومغناطيسياً. ويترجم كلٌّ منها ظاهرة جوية، يمكن تجربتها في الصحراء، من خلال الدوامات والأعاصير المتنوعة، حيث يجتمع الإعصار المائي، والإعصار الهوائي، والإعصار الرملي الكهرومغناطيسي، والإعصار الناري. وتتجسد هذه العناصر الطبيعية في مشهد صوتي خاص، أضفته لينشر تأثيراً واضحاً في المكان».

وأضافت: «أردت أن أدعو الجمهور إلى تجربة حسية، مكونة من اهتزازات وصور طيفية، أكثر من كونها تمثيلات مجسمة، يمكن التعرف عليها. تذكيراً بمرونة المشهد التقليدي في عصر الأنثروبوسين».

وحول تأثير هذه التجربة في حياتها، تقول: «يعد بينالي البندقية أهم الأحداث الفنية المرموقة على مستوى العالم، حيث يجذب عشاق الفن، ومبتكري الأعمال الفنية والنقاد والقيمين الفنيين من جميع أنحاء العالم. ويساهم عرض الأعمال بالبندقية في تعزيز ظهور الفنان، وترسيخ تقديره بشكل كبير في عالم الفن. إنه لشرف عظيم أن أمثل الفن من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جمهور عالمي. فالفن هو الطريقة، التي يتم بها تخليد الأمم، والفنان يجسد العمود الفقري لأي حضارة».

واعتبرت أن العرض في بينالي البندقية فرصة لتحديد المسار المهني للفنانين، وقالت: «يقدم عرضاً وحواراً فنياً لا مثيل له، ويساهم في التطور الفني للفنان، ويجسد ممارساتنا الفنية الإماراتية داخل مجتمع الفن. بالنسبة لأي أمة ناجحة، فإن أفضل ذكرى تتركها وراءها هي فنها وأدبها. وهكذا تقاس الحضارات في الوقت الحاضر والمستقبل».

سامو شلبي: مشاركتي في بينالي البندقية خطوة مرموقة في مسيرتي الإبداعية

وفي تعليقه على الأمر، قال سامو شلبي: «لقد عرضت (عوالم خفية)، الذي ظهر لأول مرة في معرض فن أبوظبي خلال نوفمبر 2023. ويتضمن هذا المعرض عدداً من اللوحات الضخمة، إلى جانب الأعمال المصغرة الموضوعة في قطع أثرية، يعود تاريخها إلى القرن الـ16، وقد جسد المعرض عشقي للأنماط التاريخية والمعاصرة في سياق واحد، وتميز المعرض في أبوظبي بطريقة التصميم اللافتة التي تم إدخالها ضمن متاهة من الستائر. أما خلال معرض البندقية، فكانت طريقة العرض أوضح، وتظهر اللوحات بشكل كامل، مع التركيز بشكل أساسي على الأعمال نفسها، دون الاعتماد على تأثير البيئة المحيطة». 

وحول تأثير هذه التجربة في حياته، عبر عن فخره، فقال: «أنا فخور جدًا بما قدمته، ويشرفني أن أتيحت لي الفرصة لعرض أعمالي في البندقية، خاصة خلال البينالي، فلقد كان حلمًا بالنسبة لي منذ أن بدأت الرسم، حيث أثر عصر النهضة الإيطالية ورمزيته البصرية على الأنماط الأساسية لعملي، وأعتبر مشاركتي خطوة مرموقة في مسيرتي الإبداعية، وأنا ممتن جدًا لأنني قمت بها». 

وتابع: «كان شرفًا كبيرًا لنا أن نتمكن من تقديم هذا العرض في البندقية، حيث يمثل العالم العربي والأصوات العربية في مثل هذا الوقت المحوري، ويظهر مدى تنوع رسائلنا وأساليبنا. ومن المؤثر متابعة المشهد الإبداعي في العالم العربي، وهو يزدهر، ويتجاوز حدود التعبير».