يزخر مجتمع الإمارات بكثير من القيم والتقاليد الأصيلة، التي ترسخ قيمة الأسرة، باعتباره مجتمعاً قائماً على أواصر وعلاقات عائلية ثابتة ومترابطة، وفي ذلك يَضْرِبُ مثالاً يحتذى في إعلاء شأن العائلة وأفرادها بمختلف أجيالها، كباراً وصغاراً، تحت مظلة كبيرة من التقدير والوفاء والعرفان، مع يقين راسخ بأن قوة الوطن تبدأ من قوة وتماسك الأسرة، فكل شيء يبدأ من الأسرة وينتهي إليها، إنها مثل ذلك الخيط السحري والأبدي، الذي لا يستطيع أحد أن يقطعه، وحينما نتحدث عن الأسرة؛ فإننا نتحدث عن النواة الأولى في بناء المجتمعات والأمم.

فالأسرة بهذا المعنى هي البداية، وهي الجوهر، والأساس الذي تنطلق منه خطواتنا باتجاه المستقبل والتطلعات والنجاحات، لكن البعض قد يغفل - في محطات الحياة المتتالية - إدراك أهمية السعادة الأسرية، مؤجلاً كل شيء إلى وقت آخر تحت مبررات ضغوط العمل، في حين أن العائلة هي الطاقة المحفزة على كل نجاح، وتحقيق التوازن بين الأسرة والعمل ضرورة قصوى، وكثيرة هي الأعمال الأدبية والسينمائية، التي تناولت طغيان أوقات العمل على الاهتمام بالأسرة. وفي تناولها لهذا الخلل، أدبياً وفنياً، قدمت هذه الأعمال رؤى إبداعية عكست حيرة وتشتت الأب أو الأم في نهاية المطاف، ومواجهة فراغ وتفكك كبيرين داخل الأسرة، بسبب الانهماك الكامل في شؤون العمل على حساب العائلة، وهذا خطأ كبير، فلا معنى لنجاح من دون أسرة وعائلة، ولا معنى لسعادة بعيداً عن الأسرة، ودفء البيت والعائلة.

إذا أردت النجاح فهو مع العائلة وبالعائلة، وإذا أردت الأمن والطمأنينة والسند فكل ذلك بالعائلة، وإذا أردت أن يمتلئ قلبك وحياتك بالفرح والبهجة فإن ذلك مصدره الأسرة، وخلاصة الحكمة تتجلى في كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حينما قال سموه: «لا تشغلنا أعمالنا ومسؤولياتنا عن عائلاتنا وأطفالنا؛ فهم مصدر الفرح، ومنبع السعادة. كونوا مع أسركم فهي هبة غالية، منَّ الله تعالى بها علينا».