ما الفرق بين اللؤلؤ الطبيعي والمزروع؟

لطالما كانت اللآلئ حجراً محبباً منذ العصور القديمة؛ بسبب جمالها الطبيعي، وقدرتها على تجسيد الأسلوب الخالد دون الحاجة إلى بذل الجهد عليها، كما عرفت بأنها رموز الحب، وعشقها الأباطرة والملوك والملكات على مر التاريخ وعبر الثقافات.

واليوم، أصبحت اللآلئ عنصراً أساسياً في خزانة ملابس كل امرأة تقريباً، حيث تتناسب مع فستان أنيق للخروج ليلاً، كما هي الحال مع بنطال الجينز في النهار.

ورغم أن النساء يملن إلى ارتداء الملابس غير الرسمية أكثر مما كن عليه منذ عقود مضت، فإن اللؤلؤ لا يزال يلعب دوراً في خزانة الملابس اليومية.

لذا، إذا كنت مستعدة لإضافة اللؤلؤ إلى صندوق مجوهراتك وخزانة ملابسك، فيجب عليك أولاً فهم الاختلافات الأساسية بين أنواع اللؤلؤ، وأهمها الاختلاف بين اللآلئ الطبيعية والمزروعة.

اللآلئ الطبيعية:

كيف تتشكل اللآلئ الطبيعية؟

يمتلك المحار غلافاً خارجياً صلباً، يحتوي على أجسام ناعمة وحساسة من الداخل تحتاج إلى الحماية. وفي كثير من الأحيان، تعلق قطع صغيرة من القشرة، أو قشور السمك، أو غيرها من الأجسام الغريبة على جدار الصدفة الداخلي ولا يمكن إزاحتها، ولحماية جسمه الناعم، يفرز المحار "الكونكيولين"، الذي يغطي المادة المهيجة ليشكل لؤلؤة.

أين يتم العثور عليها؟

كان الخليج العربي المصدر الأول للؤلؤ الطبيعي في العالم، وظل كذلك لعدة قرون، ويُشار إليه، جنباً إلى جنب مع لآلئ البحر الأحمر، ومضيق المنار، باللآلئ الشرقية أو الحقيقية. وفي الواقع، أنتجت المنطقة 70-80% من اللؤلؤ في العالم حتى الخمسينيات.

في أي نوع من المحار تتكون اللآلئ الطبيعية؟

تأتي اللآلئ الطبيعية من ذوات الصدفتين، وهي عائلة من الرخويات الحية ذات القشرة، التي تتكون من نصفين من الصدفة، يفتحان ويغلقان للتغذية.

ويعتقد معظم الناس أن المحار الوحيد هو الذي ينتج اللؤلؤ، لكن ليست هذه هي الحال؛ لأن "بلح البحر" لديه نفس القدرة، ولكنه أكثر ندرة.

كيف يبدو اللؤلؤ الطبيعي؟

تميل اللآلئ الطبيعية إلى أن تكون ذات لون كريمي أغمق مع المزيد من التلميحات من اللون الأصفر، ويميل بريقها إلى أن يكون أعمق، ولكنه أكثر دقة من بريق اللآلئ المزروعة شديد اللمعان، كما أنها عادةً تكون أكثر عضوية في الشكل، ما يعني أنها قد لا تكون مستديرة تماماً عند مقارنتها باللآلئ المزروعة.

ما مدى ندرة اللؤلؤ الطبيعي؟

اللآلئ الطبيعية نادرة للغاية، إذ تشير التقديرات إلى أن واحدة من كل 10 آلاف محارة تنتج لؤلؤة تلقائياً، ومن بين هذا العدد، هناك عدد أقل يكون مستديراً ولامعاً بدرجة كافية لاستخدامه في المجوهرات العالية الجودة.

وتعتبر اللؤلؤة الطبيعية الكبيرة ظاهرة غير عادية للطبيعة، كما أن ندرتها إلى جانب الوعي المتزايد بتاريخها وقيمتها، يجعلان اللآلئ الطبيعية كنزاً أعيد اكتشافه.

كيف يتم التعرف على اللؤلؤ الطبيعي؟

اللآلئ الطبيعية لها صدفة أو «جلد» أكثر سمكًا، مقارنة مع اللآلئ المزروعة، وعند وضعها أمام مصدر ضوء مركّز، ستظهر اللؤلؤة ذات الصدف السميك خطوطَ نموٍ متحدة المركز، حيث تمت إضافة طبقة بعد طبقة من الصدف بمرور الوقت.

اللآلئ المزروعة:

كيف يتم تشكيل اللآلئ المزروعة؟

رغم أنها تتشكل من الناحية الفنية بواسطة كائنات حية، فإن عملية إنشاء اللآلئ المزروعة يتم تسريعها من خلال محاكاة الظروف المثالية، إذ يقوم جامعو اللؤلؤ بوضع حبات الصدفة داخل المحار، ثم يعيدون المحار إلى الماء.

ومع مرور الوقت، يغطي المحار الخرزة بالصدف، ما يشكل لؤلؤة. وفي وقت لاحق، يتم انتشال المحار من الماء، وإزالة اللؤلؤة. واعتماداً على نوع المحار المختار لحصاد اللؤلؤ، تنتج أحجام وألوان مختلفة.

أين يتم العثور عليها؟

تُعرف الغالبية العظمى من لآلئ المياه المالحة المستزرعة في العالم باسم «لآلئ أكويا»، ويُعتقد أن «لآلئ أكويا» هي اللؤلؤة الكلاسيكية المزروعة، بسبب استدارتها المتسقة، وبريقها العاكس الساطع، وقد تم إنتاجها في الأصل باليابان، التي تُعرف بأنها مركز إنتاج اللؤلؤ المستزرع في العالم. والآن، تنتج الصين أيضاً قدراً كبيراً من «لآلئ أكويا».

وتشمل الأنواع الأخرى الشائعة من اللؤلؤ: «لآلئ تاهيتي»، و«بحر الجنوب»، وتتم زراعة اللؤلؤ التاهيتي في بولينيزيا الفرنسية، ويكون لونه أسود أو رمادياً داكناً بشكل طبيعي، بينما تُزرع «لآلئ بحر الجنوب» في إندونيسيا، والفلبين، وأستراليا، وميانمار، وهي فاتحة اللون.

ويمكن، أيضاً، زراعة اللؤلؤ في المياه العذبة، مثل: البحيرات والأنهار والبرك، وعادةً يتم ذلك في الصين، وهي تأتي في مجموعة متنوعة من ألوان الباستيل، وعادة تكون أقل تكلفة من لآلئ المياه المالحة؛ لأنه يتم استزراعها لفترة أقصر.

في أي نوع من المحار يتم تكوينها؟

تتشكل «لآلئ أكويا» المستزرعة في بينكتادا فوكاتا (مارتينسي)، المعروفة أيضاً باسم «محار أكويا»، وهو أصغر المحار المنتج للؤلؤ المستزرع تجارياً، لذلك لا ينتج عادة لؤلؤة مزروعة أكبر من 9 ملم.

وتنتج رخويات المياه المالحة لؤلؤة واحدة فقط في كل مرة، ما يساهم مرة أخرى في ارتفاع أسعار لآلئ المياه المالحة، ويمكن أن تنمو رخويات المياه العذبة بما يصل إلى 30 لؤلؤة في وقت واحد، ما يجعلها في متناول الجميع.

كيف تبدو اللؤلؤة المزروعة؟

تشتهر «لآلئ أكويا» المستزرعة بشكلها الدائري المثالي، وبريقها العاكس اللامع، وهي بشكل عام بيضاء كريمية مع نغمات وردية.

كيف يتم التعرف على اللؤلؤ المزروع؟

على النقيض من اللؤلؤ الطبيعي، فإن اللآلئ المزروعة لها صدفة رقيقة أو «جلد»، وعند وضعها أمام مصدر ضوء مركّز، يبدو اللؤلؤ المستنبت محتوياً على نواة صلبة مستديرة مع طبقة خارجية رقيقة.