نؤمن، جميعًا، بأنّ لكلّ إنسان موهبة فريدة تميزه عن غيره، سواء كانت تلك الموهبة واضحة للجميع، أو كامنة بداخله تنتظر إبداعه. لكن، ماذا لو لم نشعر بوجود تلك الموهبة؟.. ماذا لو انتابنا شعور مزعج بأننا لا نمتلك مهارة أو قدرة خاصة تجعلنا مميزين؟

لا داعي للقلق! فهذا الشعور شائعٌ بين الكثيرين، ولا يعني بالضرورة أنّكِ لستِ متميزة، أو أنّكِ لا تمتلكين أيّ موهبة.

لذا، إذا كنتِ تعتقدين أنكِ لا تملكين أي موهبة، فإليكِ بعض الاستراتيجيات؛ للتغلب على هذا الشعور، وتحويله إلى فرصة لاكتشاف ذاتكِ، وإمكانياتكِ.

استراتيجيات لاكتشاف الذات

  • هل أنت متميزة؟.. دليلك للتعامل مع «غياب الشعور بالموهبة»

1. إعادة تعريف الموهبة:

الموهبة ليست مقتصرة على مهارات استثنائية، أو إنجازات عظيمة. بل هي كلّ ما يميزكِ، ويجعلكِ متفردة، سواء كانت مهارةً فنيةً، أو قدرةً على التواصل، أو صفةً إنسانيةً نبيلة.

2. اكتشاف مواهبكِ الخفية:

قد لا تكون موهبتكِ واضحة للعيان، أو قد لا تُدركين وجودها. خذي بعض الوقت لتأمل ما تُحبّين فعله، وما تُجيدينه بسهولة، وما يُشعركِ بالسعادة والإنجاز.

3. تذكري إنجازاتكِ:

قومي بعمل قائمة بجميع إنجازاتكِ، مهما كانت صغيرة. وتذكري المواقف، التي تغلّبتِ فيها على التحديات، أو ساعدتِ فيها الآخرين، أو أظهرتِ فيها إبداعًا أو مثابرة.

4. اطلبي رأي الآخرين:

اسألي من حولكِ عن رأيهم في مهاراتكِ وخصائصكِ، فقد تُفاجئين بما يقولونه عنكِ، وتكتشفين مواهب لم تُدركي وجودها.

  • هل أنت متميزة؟.. دليلك للتعامل مع «غياب الشعور بالموهبة»

5. لا تقارني نفسكِ بالآخرين:

لكلّ إنسان رحلته الخاصة، وموهبته الفريدة. لا تُقارني نفسكِ بالآخرين، بل ركّزي على تطوير قدراتكِ، واكتشاف إمكانياتكِ.

6. ابدئي بخطواتٍ صغيرة:

لا تنتظري أن تُصبحي خبيرةً في يومٍ وليلة. ابدئي بخطواتٍ صغيرة، وركّزي على تطوير موهبتكِ شيئًا فشيئًا.

7. لا تخشي الفشل:

الفشل جزءٌ طبيعيٌّ من عملية التعلم، فلا تدعي خوفكِ من الفشل يمنعكِ من تجربة أشياء جديدة، واكتشاف قدراتكِ.

8. ابحثي عن الدعم:

لا تتردّدي في طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء، أو من مرشدٍ، أو مستشارٍ مختصّ.

  • هل أنت متميزة؟.. دليلك للتعامل مع «غياب الشعور بالموهبة»

كيف تتميزين عن الآخرين؟

لا توجد إجابة واحدة لهذا السؤال، فأيّ شخصٍ فريد بطريقته الخاصة. لكن هناك بعض السمات والمبادئ، التي يمكن أن تساعدك على اكتشاف تميزك، والارتقاء بقدراتك.

الدقة والالتزام بالمواعيد:

الحد الأدنى المطلق، الذي يمكنكِ القيام به، هو أن تكوني شخصاً يمكن الاعتماد عليه. لذا، إن الالتزام بالمواعيد يجعلكِ جديرةً بالثقة، ويمكّنكِ من إنشاء سمعة طيبة كشخصٍ يمكن الوثوق به، وعندما يمكن الوثوق بكِ، سيتصل بكِ الناس أكثر، وستكونين متميزة بينهم.

الظهور الدائم:

لا يكفي أن تمتلكي مهاراتٍ ومواهبَ استثنائيةً، بل يجبُ عليكِ أيضًا إظهارُها للآخرين. لا تخجلي من مشاركةِ أفكاركِ وإنجازاتكِ معَ العالمِ؛ فكلّما ظهرتِ أكثرَ، زادتْ فرصُكِ في النجاحِ، وتحقيقِ أهدافِكِ.

قدمي كل ما لديكِ في كل ما تفعلينه:

إن الطريقة، التي تعملين بها أي شيء، هي التي تفعلين بها كل شيء، أي أنه في حال أتقنتِ القيام بالأشياء الصغيرة من جميع جوانبها، فستتقنين القيام بالأشياء الكبيرة.

على سبيل المثال، إذا كان شخصٌ ما يختلق الأعذار لمغادرة صالة الألعاب الرياضية، دون إنهاء تمرينه؛ فإنه يبرر أفعاله بأن يقول لنفسه: «سأفعل ذلك لاحقاً»، لكنه لا يفعل، وهنا سيعتقد في عقله الواعي أنه من المقبول ترك الأشياء منجزة بنسبة 80%، وعدم القيام بها بأفضل ما يستطيع، وبالتالي يطور عادة الكسل، التي ستنتقل إلى جميع مجالات حياته.

لذا، قدمي أفضل ما لديكِ في أي شيء تفعلينه، ولا يهم ما يفعله أو لا يفعله الآخرون، فقط ركزي على مساهمتكِ، وأنكِ تبذلين قصارى جهدكِ، وقد ينتهي بكِ الأمر إلى إلهام الآخرين؛ لتقديم أفضل ما لديهم أيضاً.

الإيجابية المُعدية والتفاؤل:

يُعدّ الموقفُ الإيجابيّ من أهمّ العواملِ، التي تُساعدُ على تحقيقِ النجاحِ والسعادةِ. عندما تكونين متفائلةً، ستُصبحين أكثرَ قدرةً على مواجهةِ التحدياتِ، والتعاملِ معَ الضغوطاتِ. ومن أجل تنمية الإيجابية والتفاؤل؛ عليك التركيز على الجوانبِ الإيجابيةِ في الحياةِ، وتجنب الشكوى والانتقاد، وممارسة التمارين الرياضية واليوغا، وتناول طعام صحي، والأهم إحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين. وتذكري أن موقفكِ مُعدٍ، وعندما تكونين إيجابية باستمرار، فإنكِ تنقلين العدوى إلى الأشخاص من حولكِ.

التعبير عن الامتنان بانتظام:

يتم تعريف الامتنان بأنه نوعية الشكر، ويساعد التعبير عن الامتنان على معرفة الجوانب الجيدة في الحياة، ويؤدي هذا إلى علاقات أفضل وأمل ورضا وسلوكيات استباقية. وفي كل مرة تختارين فيها أن تكوني ممتنةً؛ ستشعرين بالرضا أكثر، وسيرى الناس هذا، وسينجذبون نحوكِ بشكلٍ طبيعي.

تذكري، دائماً، أنك متميزة وفريدة من نوعكِ، مهما شعرتِ بخلاف ذلك، فالموهبة ليست مقتصرة على مهارات استثنائية، بل هي كلّ ما يميزكِ، ويجعلكِ متفردة. ولا تدعي غياب الشعور بالموهبة يمنعكِ من تحقيق أحلامكِ وأهدافكِ، وثقي بنفسكِ، واصبِري على رحلة اكتشاف ذاتكِ وإمكانياتكِ، وستجدين بالتأكيد موهبتكِ الفريدة، التي ستُضيء دربكِ نحو النجاح والسعادة.