هل وجدتِ نفسكِ يوماً وسط جدالٍ حاد مع شريككِ، وتساءلتِ عما إذا كان الصمت هو الخطوة الأفضل؟ حسناً، وفقاً لعلم النفس، هناك بالفعل أوقات محددة في العلاقة، يكون فيها الصمت من ذهب. هنا، نتعرف على هذه اللحظات، ونستكشف متى يكون الضغط على زر كتمان الصوت أكثر فائدة لعلاقتك.
أثناء النقاش الساخن:
في خضم نقاش حاد، أحياناً، كل ما نريد فعله هو التعبير عن وجهة نظرنا، لكن علماء النفس يشيرون إلى أن الصمت قد يكون أفضل نهج هنا.
وعندما تكون العواطف عالية، تتراجع غالباً العقلانية، وقد نقول أشياء لا نقصدها، ما يؤدي إلى تصعيد الموقف، أو ببساطة فشل التواصل بشكل فعال.
كما أنه، أثناء الجدال، يمكن للعواطف أن تؤثر في حكمنا، وتؤدي إلى اتخاذ قرارات سيئة، لذا يكون التزام الصمت أفضل، وهذا يسمح للطرفين بالتهدئة، والتعامل مع القضية بشكلٍ أكثر عقلانية لاحقاً.
عندما يحتاج شريككِ إلى المساحة:
أحياناً، نحتاج إلى القليل من العزلة لمعالجة أفكارنا ومشاعرنا، وهذا صحيح بشكل خاص بعد يوم مرهق، أو خلال الأوقات الصعبة.
لذا يعد احترام حاجة شريككِ إلى المساحة أمراً بالغ الأهمية؛ للحفاظ على علاقة صحية، وفي كثير من الأحيان يعني هذا التزام الصمت، وإعطاءه العزلة التي يحتاج إليها.
وهذا لا يعني أنكِ بحاجة إلى تجنب أو تجاهل شريكك، ولكن يمكن أن يوفر الصمت الوضوح والسلام، الذي نحتاجه بشدة، كما أن إعطاء المساحة يساعد على تعزيز الاستقلالية والتفرد داخل العلاقة، وهو أمر حيوي لطول عمرها وقوتها.
عندما يكون ضرر الكلمات أكبر من نفعها:
هناك أوقات يمكن فيها للكلمات، بغض النظر عن حسن نيتها، أن تضر أكثر مما تنفع، ويمكن أن يحدث ذلك عندما يتعامل شريككِ مع مشكلة شخصية، أو يحزن على خسارة. وفي مثل هذه اللحظات، يكون وجودكِ ودعمك الهادئ أكثر راحة بكثير من أي كلمات يمكن قولها، لأنه في بعض الأحيان يحتاج الناس فقط إلى الشعور بالفهم، والتحقق من صحة مشاعرهم. وصمتكِ يسمح له بالتعبير عن مشاعره، دون خوف من الحكم أو المقاطعة أو سوء الفهم.
وخلال هذه الأوقات، ما عليك فعله هو توفير مساحة آمنة لشريكك للتنفيس أو البكاء أو مجرد الجلوس في صمت، وفي بعض الأحيان، في لحظات الصمت المشترك هذه، ستجدين ارتباطاً أعمق مما يمكن أن تنقله الكلمات.
عندما لا تكونين متأكدة مما تقولينه:
كم مرة وجدتِ نفسكِ في موقف لا تستطيعين فيه التحدث، لأن الموضوع حساس أو معقد أو غريب تمامًا بالنسبة لك؟ في مثل هذه السيناريوهات، قد تكون غريزتك هي ملء الصمت بالكلمات، أي كلمات.
ولكن بدلًا من التسرع في الرد، أو تقديم رد غير صادق، خذي لحظة صمت، إذ يتيح لكِ هذا الإيقاف المؤقت معالجة المعلومات، وجمع أفكاركِ، وعندما تتحدثين ستكون كلماتكِ أكثر عمقاً، وذات معنى.
عندما تشعرين بأنكِ عاطفية للغاية:
لنكن صادقين: نحن جميعاً بشر، وهناك أوقات تتغلب فيها عواطفنا علينا، ومنها: الغضب والإحباط وحتى الفرح الساحق. ومع ذلك، عندما نسمح لهذه المشاعر بأن تملي علينا كلماتنا، فغالباً ينتهي بنا الأمر إلى قول أشياء لا نقصدها، أو نقل رسالة خاطئة.
ووفقًا للصالح الأعظم، يعد الابتعاد عن النفس، أو الابتعاد العاطفي، وسيلة فعالة لتهدئة نفسكِ، وإدارة عواطفك قبل أن تقولي شيئاً قد تندمين عليه لاحقًا.