معروف أن مستوى ذكاء الإنسان يبدأ مما ورثه عن والديه من جهة، وقدرة الآباء على توجيه أبنائهم للاهتمام بما ينمي ذكاءهم، ويحفزهم على التفكير خارج الصندوق كما يقولون، فضلاً عن منحهم مساحة للإبداع والابتكار، وعدم الحجر على آرائهم، وتوجيههم نحو مناطق يرغب الآباء في أن يدخلها أبناؤهم.
وتعد فكرة ترك مساحة للطفل؛ لكي يكتشف بنفسه كل الأشياء من حوله، مغرية لأصحاب العقول الصغيرة، التي يمكن أن تفاجئ ذويهم وزملاءهم ومدرسيهم، بأن لهم قدرات خاصة، يمكن أن تتم تنميتها في حال الاهتمام بها، ليصبح صاحبها مستقبلاً من أصحاب الذكاء الحاد، الذين يحلون أصعب التحديات بخطوات بسيطة.
ولأن معظم الآباء يعتقدون أن مستقبل أبنائهم ينحصر فقط في الكتاب المدرسي، وما يمكن أن يتلقوه من المعلمين، ينفي موقع «New Trader U»، الأميركي، حصر الأمر في التعليم فقط، إذ يشير في تقرير نشره إلى وجود العديد من الألعاب الذهنية والأنشطة الفكرية، التي تساهم في رفع مستوى الذكاء عند كل الناس، ولكن بنسب متفاوتة، لعدة فئات عمرية.
يقول خبراء الموقع إن هناك علاقة مهمة بين الأنشطة اللامنهجية وبين القدرات العقلية، وإن ممارسة الهوايات والألعاب الفكرية، تزيد حدة ذكاء الفرد، وقدرته على التعامل مع محيطه، واستباق الآخرين في طرح الحلول وتقييمها، والعمل وفقها.
ويبين خبراء الموقع، كذلك، أن الأنشطة والألعاب اللامنهجية، التي تغذي العقل، تساهم بشكل كبير في التطور الفكري للفرد، بطريقة غير مباشرة، من خلال تحفيزه على إيجاد الحلول، واستنباط الأشياء غير المألوفة، عن طريق اللعب، وأن هذا الأسلوب هو الأنجع في تطوير قدرات الفرد.
ومن المهارات والممارسات البارزة، التي تزيد حدة ذكاء الفرد، «ممارسة التمارين الرياضية»، التي تؤدي من خلال الانتظام في ممارسة النشاط البدني إلى تحسين الذاكرة والوظيفة الإدراكية، وتؤخر التدهور المرتبط بالعمر. وأيضاً يعتبر «التأمل» من الوسائل المفيدة والمحفزة على زيادة المادة الرمادية في الدماغ، وتحسين التركيز والحالة العاطفية.
كما يلجأ بعض الآباء إلى تعليم أبنائهم ممارسة «لعبة الشطرنج» منذ نعومة أظافرهم، لكي يتعودوا على حل المشكلات من خلال التفكير، والتركيز في الخطوات التالية، واتخاذها بتأنٍّ. كما تعتبر لعبة «حل الألغاز»، مثل: الكلمات المتقاطعة والسودوكو، محفزة ومنشطة للدماغ، وتعلم الصغار على التركيز، ومهارات حل المشكلات.
ويمكن، كذلك، اختيار إحدى الآلات الموسيقية لـ«تعلم العزف» عليها، حيث يؤدي تعلم الموسيقى إلى تحسين الذاكرة والتركيز وزيادة القدرات المعرفية في دماغ الإنسان، وأيضاً تعتبر عادة «القراءة» مهمة في تحفيز العقل والذاكرة، من خلال تخزين المعلومات الجديدة، وتحسين الذكاء العاطفي في مخ الإنسان، وبالتالي تكون ممهدة لـ«تعلم لغة جديدة»، وتعد رئيسية في حدوث مرونة بالدماغ، ما يحسن المهارات المعرفية لدى الشخص.