يمثل الفنان التشكيلي الإماراتي، عبدالله السعدي، دولة الإمارات العربية المتحدة في فعاليات «المعرض الدولي للفنون - بينالي البندقية»، في دورته الستين، التي تستمر حتى 24 نوفمبر المقبل، من خلال معرض «عبدالله السعدي: أماكن للذاكرة.. أماكن للنسيان».

ويقدم المعرض ثمانية أعمال للسعدي، تم إنتاجها خلال رحلاته في الطبيعة، حيث يهدف المعرض إلى تحفيز الزوار على تأمل مصادر الإلهام عند العرب، لاستخدام اللغة بأسلوب مبتكر وجذاب، فضلاً عن استدعاء ممارسات كتابة الشعر من عُمق التاريخ العربي الأصيل.

  • عبدالله السعدي

يرعى القيم الفني العالمي، طارق أبو الفتوح، المختص بالفنون التشكيلية، معرض الفنان المبدع السعدي، معرفاً بأعماله بالقول: «تحمل رحلات عبد الله السعدي الفنية أصولاً موغلة في القدم، فهي تتشابه مع العملية الإبداعية للشعراء في شبه الجزيرة العربية، منذ ما يربو على ألفَيْ عام».

ويستوحي السعدي أعماله من خلال ما يراه ويلتقطه ويخزنه في ذاكرته، في رحلاته المتعددة التي يقوم بها في البرية، حيث يتولد بشكل تدريجي إحساسه بالطبيعة، وعندها يبدأ بالعمل على قماش اللوحات، في تطابق ملهم لما كان يقوم عليه شعراء العصر القديم، حينما كانوا يرتحلون في البرية، في ممارسة شعرية وإبداعية.

وتقترن أعمال السعدي الفنية بذاكرته الخاصة، فرحلاته سبب رئيسي لإبداعه، حيث ابتكر على مدى أربعين عاماً، روايات ذاتية فريدة، وهو يحتفظ بخرائطه وأحجاره ولفائفه ورسوماته في صناديق ذات أشكال وأحجام مختلفة، مصنوعة من التنك، ويخزنها كلها في صناديق معدنية كبيرة، تشبه صناديق الكنوز الثمينة. وهي مرقمة ومؤرخة ومشفرة، كأنه بذلك يسهم في ذاكرة جماعية مستقبلية ما، من خلال تقديم رؤية ذاتية للعالم، يحرص على الحفاظ عليها بمثابرة دؤوبة.

  • مشاركة إماراتية لافتة في «بينالي البندقية» للفنون التشكيلية

ويكشف الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، في «بينالي البندقية»، امتداد جذور الفن الإماراتي في عُمق التاريخ العربي، عبر ممارسات الفنان الإماراتي عبد الله السعدي الفنية، ضمن رحلاته في الطبيعة، حيث يقدم المعرض ثمانية أعمال للسعدي، تم إنتاجها خلال رحلاته في الطبيعة، وتحوي مئات من القطع الفنية.

وعن معرضه، يقول السعدي، في تصريحات صحافية، إنه يشكل علامة فارقة في مسيرته، كونه يضم خلاصة 40 عامًا من السفر، والتعرف على البيئة المحيطة التي شكّلت قوةً توجيهيةً مهمةً في أعماله، ويضيف: «لقد كنت أصنع الفن كل يوم على مدار الأربعين عاماً الماضية، ويسعدني أن تتاح لي هذه الفرصة لمشاركة رحلتي الفنية مع الجماهير من جميع أنحاء العالم. وفي هذا المعرض في البندقية، آمل أن يستمتع الزوار بتتبّع بعض الرحلات التي قمت بها في السنوات الماضية، كما آمل أن يؤدي هذا المعرض إلى التفكير في العالم من حولنا، ومكانتنا فيه».