تهتم منظمة الأمم المتحدة بالمناسبات العالمية والدولية، باعتبارها فرصة ومدعاة لتثقيف الناس، بشأن القضايا الحياتية المصيرية، لذلك اعتمدت مجموعة من الأيام العالمية، التي لها صلة بحياة الناس، حيث تلقي بالضوء على بعض الإنجازات الإنسانية، وتشحذ الرأي العام لمعالجة المشكلات العالمية الناشئة، حيث تساند المنظمة العالمية هذه المناسبات؛ بوصفها أدوات قوية يمكن معالجة المشاكل من خلالها.
وتوافق اليوم الإثنين 22 أبريل، مناسبة «اليوم العالمي للأرض»، الذي تم إقراره للمرة الأولى عام 1970، بهدف حماية البيئة، قبل أن توقع 192 دولة «اتفاقية باريس التاريخية» عام 2016، اتفاقية معاهدة حماية المناخ، بهدف محاربة التغير المناخي الذي يؤذي البشرية على المدى الطويل.
الكوكب مقابل البلاستيك:
ويحمل الاحتفاء العالمي بيوم الأرض هذا العام شعار: «الكوكب مقابل البلاستيك»؛ بهدف إذكاء الوعي بالمسؤولية المشتركة للجميع في حماية الأرض من المخاطر التي تؤثر في استدامة الحياة عليها، وزيادة الوعي لدى جميع البشر على سطح الكوكب بأهمية تخفيف التلوث البلاستيكي وآثاره الجمة الضارة بصحة الإنسان والكوكب، على حد سواء.
وجاء تركيز الاحتفاء بيوم الأرض العالمي هذا العام على البلاستيك مع اقتراب إقرار المعاهدة الأممية التاريخية، التي تهدف لإنهاء التلوث البلاستيكي على ظهر الكوكب إذ يتوقع أن تكون هذه المعاهدة موقعة قبل نهاية 2024، بعد أن أجمعت 50 دولة على أهميتها، وضرورة وضع خطة واضحة؛ لإنهاء التلوث الذي يسببه البلاستيك مع حلول عام 2040.
ويطالب منظمو فعالية يوم الأرض، أيضاً، بضرورة البدء فوراً في خفض إنتاج المواد البلاستيكية، والاستعاضة عنها بمواد قابلة للتدوير وغير ضارة بالبيئة والحياة على سطح الأرض، واضعين نصب أعينهم أن ينخفض البلاستيك على سطح الكرة الأرضية بنسبة 60%، مع حلول عام 2040.
وفي سياق متصل، يهدف تذكير العالم بالمناسبة إلى ضرورة تعزيز الثقافة البيئية على المستويين الإقليمي والدولي، وتسليط الضوء على المخاطر الصحية لتدهور البيئة، والدعوة إلى دمج الشباب والنساء، والاستفادة من قدراتهم على حماية النظم البيئية.
الإمارات رائدة في التعامل مع البلاستيك:
وتعد الإمارات رائدة في وضع التشريعات، التي تحدُّ من الاستخدامات الضارة للبلاستيك، وإقامة البرامج التوعوية، المرتبطة بالمخاطر الصحية الناجمة عن استخدام البلاستيك، وأثره على الكوكب، على وجه العموم.
وتدعم الإمارات كل جهود القطاعين العام والخاص، الهادفة للحد من استخدام هذه المادة، وتقييم المبادرات التي تحث الناس على الحد من تداول المنتجات البلاستيكية، كما أنها طبقت سياسات فاعلة؛ للحد من هذه المواد الضارة.
وسبق أن أعلنت الإمارات أنها ستتوقف، كلياً، عن استخدام أكياس البلاستيك خلال هذا العام، تماشياً مع قرار حظر استخدام الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.
وستحظر الإمارات، اعتباراً من عام 2026، استيراد وإنتاج وتداول المنتجات البلاستيكية، التي تشمل أكواب المرطبات وأغطيتها، وأدوات المائدة البلاستيكية، من الملاعق والصحون والشّوَك والسكاكين والعيدان الخاصة بالأكل.. إلخ.
وسبق لهيئة أبوظبي أن أعلنت حظر استخدام الأكياس البلاستيكية، ضمن رؤية حكومة الإمارات، الهادفة إلى تعزيز الحياة المستدامة، وضمن السياسات المتكاملة للمواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة.
وخلال العام الماضي، أعلن مكتب أبوظبي الإعلامي أنه استطاع تجنب أكثر من 172 مليون كيس بلاستيكي، كانت تستخدم سابقاً لغايات التسوق.
وأعلن المكتب، كذلك، أنه ومنذ بدء حظر هذه الأكياس عام 2022، انخفضت نسبة أكياس التسوق البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد بمعدل كيس بلاستيكي كل يوم.