يداعب الذكاء الاصطناعي البشرية، بتقنياته وأنظمته المختلفة، فهذا التطور التكنولوجي الكبير، يراه الناس فرصة للتقدم العلمي في شتى المجالات، حتى إن دولاً كثيرة باتت تعتمده في مشاريعها النوعية المستقبلية.
وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة في طليعة الدول التي تسخر إمكانيات الذكاء الاصطناعي لتوفير الرفاهية لمواطنيها ومقيميها، حيث تعد مدينة مصدر، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أول مدينة في العالم تعتمد على الطاقة النظيفة والمتجددة، وهي تجمع سكني مستدام. أما مبادرة مصدر، فهي المنصة العالمية للعمل المشترك الرامي إلى إيجاد الحلول المناسبة لعدد من أهم القضايا الملحة، التي تؤثر في حياة الإنسان بصورة عامة، والمتمثلة في أمن الطاقة، والتغير المناخي.
وتدعم حكومة دولة الإمارات التوجه نحو تفعيل ونشر خدمات أنظمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، في مجالات عدة، حتى تبقى الدولة كعادتها بالمركز الأول عالمياً، في شتى المجالات، حيث تشمل قطاعات الذكاء الاصطناعي: الطاقة، والفضاء، وقطاع العلوم الحيوية، والزراعة.
وتطور مدينة مصدر مشاريع الطاقة المتجددة، بما يضمن تحقيق التنمية الحضرية المستدامة، وهي مملوكة بالكامل لشركة مبادلة للاستثمار في أبوظبي، وتمثل حافزاً للتحول إلى موقع ريادي في مجال الطاقة المتجددة إقليمياً.
ويتمثل الهدف الأساسي لمدينة مصدر في إبراز ريادة أبوظبي كمركز عالمي لأبحاث وتطوير تقنيات الطاقة المتجددة، وتحقيق التوازن الفاعل لموقعها القوي في سوق الطاقة العالمية، الذي يواصل تطوره بلا توقف. وتعمل أبوظبي على تعزيز مواردها وخبراتها الواسعة في الأسواق العالمية للطاقة، والبناء عليها وصولاً إلى تقنيات المستقبل، وأدخلت مؤخراً تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتسريع ذلك.
وحالياً تعمل مدينة مصدر على مشاريع قيد التصميم، بتكلفة استثمارية تراوح بين 3 و4 مليارات درهم، تركز على قطاعات حيوية ومهمة، تشمل: الطاقة والذكاء الاصطناعي والفضاء وقطاع العلوم الحيوية والزراعة، فيما يقدر حجم المشاريع الفاعلة حالياً (تحت الإنشاء) بمليار درهم.
وكانت المدينة قد أعلنت، مؤخراً، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، عن مشاريع نوعية عدة، من بينها: إنشاء أول مسجد صفري الطاقة في المنطقة، حيث تطمح المدينة إلى إرساء معيار جديد في قطاع دور العبادة، حيث ينتج المسجد البالغة مساحته 2349 متراً مربعاً، ويستوعب 1300 مصلٍّ، 100% من الطاقة التي يحتاجها على مدار العام باستخدام 1590 متراً مربعاً من الألواح الكهروضوئية الموجودة في الموقع.
وكانت الهيئة التنفيذية لمدينة مصدر قد شاركت في فعاليات «القمة العالمية لطاقة المستقبل»، التي اختتمت فعالياتها مؤخراً في أبوظبي، بهدف مد جسور التواصل مع شركات أجنبية للانتقال وتأسيس مراكزها البحثية في مدينة مصدر، حيث تعد المدينة مركزاً للأعمال والتكنولوجيا وفق أعلى المستويات العالمية، وتقدم مزايا وحوافز مهمة للشركات، بما في ذلك: التملك الكامل للأجانب، والإعفاء من ضرائب الدخل، وعدم فرض قيود على صرف العملات.