عادةً، يتم اختيار روتين العناية بالبشرة ومكوناته، بناءً على نوع بشرتكِ واهتماماتكِ. لكن، خلال فترة الحمل، من المهم أيضاً إعطاء الأولوية لسلامة طفلكِ، ويمكن أن يتأثر طفلك ببعض مكونات العناية بالبشرة، التي تستخدمينها، ومن بينها الريتينول.
ورغم أنه مكون قوي للعناية بالبشرة، فإن الريتينول قد يؤثر في نمو طفلكِ بالرحم، ما يؤدي إلى تشوهات خلقية. ولحماية طفلكِ، يصبح من الضروري تجنب استخدام الريتينول أثناء الحمل، لذا، عليكِ الاطلاع على الآثار الجانبية لاستخدام الريتينول أثناء الحمل، وبعض بدائله الأكثر أماناً.
ما الريتينول؟
الريتينول مادة كيميائية مشتقة من فيتامين (أ)، وهو عنصر رئيسي في منتجات العناية بالبشرة، مثل: كريمات العين، والمواد الهلامية للتجاعيد، والأمصال، والمستحضرات، وأكثر من ذلك، فهو مكون قوي معروف بقدرته على تحسين نسيج البشرة، وتقليل ظهور التجاعيد، وتعزيز إنتاج الكولاجين.
وعند تطبيقه موضعياً، يعمل الريتينول عن طريق تحفيز تجدد الخلايا، ما يساعد على التخلص من خلايا الجلد الميتة، والكشف عن بشرة أكثر نعومة وإشراقاً، كما أن له خصائص مضادة للأكسدة، تحمي البشرة من الأضرار البيئية، وعلامات الشيخوخة، فتحصلين على بشرة ذات مظهر شبابي.
تتوفر الرتينوئيدات في ثلاثة أشكال، هي:
- التريتينوين: هو ريتينويد قوي، يستخدم لعلاج حب الشباب، وعكس علامات الشيخوخة.
- الإيزوتريتينوين: هو ريتينويد قوي، يوصف في المقام الأول لعلاج حب الشباب الشديد والبثور.
- الريتينول: يعد شكلاً أكثر اعتدالًا من الريتينويد الموجود في العديد من منتجات العناية بالبشرة، التي لا تستلزم وصفة طبية، كما أنه معروف بخصائصه المضادة للشيخوخة.
هل يمكنك استخدام الريتينول أثناء الحمل؟
يُنصح، عمومًا، بالابتعاد عن استخدام الريتينول أثناء الحمل، ففي حين أن الريتينول يتميز بفوائد قوية للعناية بالبشرة، مثل: مكافحة الشيخوخة، ومكافحة حب الشباب، إلا أنه يشكل مخاطر عند تناوله عن طريق الفم، خاصة أثناء فترة الحمل.
ويحذر أطباء الأمراض الجلدية من الريتينول، المشتق من فيتامين (أ)، إذ يكون خطيراً عند تناوله بجرعات عالية، لاسيما عند النساء الحوامل.
وفيتامين (أ) قابل للذوبان في الدهون، وضروري لنمو الجنين، لأنه يدعم صحة العين، ووظيفة المناعة، وتطوير الهيكل العظمي، إلا أن الإفراط في تناوله، سواء من فيتامين (أ) المباشر أو مشتقاته مثل الريتينول، فإنه يؤدي إلى الإصابة بتسمم فيتامين (أ)؛ لأن الجنين يمكن أن يمتصه.
عوامل الخطر عند استخدام الريتينول أثناء الحمل:
استخدام الريتينول أثناء الحمل غالباً يكون موضوعاً مثيراً للقلق، لأنه قد يشكل مخاطر معينة على كلٍّ من الأم والجنين، ومن بين عوامل الخطر المهمة، المرتبطة باستخدام الريتينول أثناء الحمل ما يلي:
1. عيوب خلقية:
الإفراط في تناول الريتينول أثناء الحمل، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى، يؤدي إلى تشوهات خلقية، ويمكن أن تؤثر هذه التشوهات في قلب الطفل ورأسه وملامح وجهه، بما في ذلك الشفة المشقوقة.
2. الولادة المبكرة:
ارتبط تناول كميات كبيرة من الريتينول أثناء الحمل بالولادة المبكرة، لأن الريتينول يحفز إنتاج بعض الهرمونات، التي تؤدي إلى المخاض المبكر.
3. التسمم:
الريتينول فيتامين قابل للذوبان في الدهون، ما يعني أنه يمكن تخزينه في الخلايا الدهنية بالجسم، والإفراط في استهلاكه يؤدي إلى حالة تسمى «فرط فيتامين (أ)»، وهو شكل من أشكال سمية فيتامين (أ)، ويمكن أن يسبب هذا مجموعة من الأعراض، بما في ذلك: الدوخة، والغثيان، وتساقط الشعر، وحتى الغيبوبة.
4. سكري الحمل:
الإفراط في تناول الريتينول أثناء الحمل يزيد خطر الإصابة بسكري الحمل، وهو حالة تصاب فيها المرأة بارتفاع مستويات السكر في الدم أثناء الحمل، وهذا لا يشكل خطراً على صحة الأم فحسب، وإنما أيضاً يؤثر في نمو الطفل.
5. صحة العظام:
تتداخل المستويات العالية من تناول الريتينول أثناء الحمل مع عملية التمثيل الغذائي لفيتامين (د)، والكالسيوم، ما يؤدي إلى ضعف العظام لدى كل من الأم والطفل.
6. تلف الكبد:
الإفراط في تناول الريتينول يتلف الكبد، الذي يلعب دوراً حاسماً في استقلاب الريتينول، والاستهلاك الزائد للريتينول يؤدي إلى إرهاق الكبد، وبالتالي تلفه.
7. تفاعلات الجلد:
الاستخدام الموضعي للريتينول أثناء الحمل يؤدي إلى تفاعلات جلدية، تراوح بين التهيج الخفيف والجفاف والاحمرار وردود الفعل التحسسية الشديدة.
8. الاضطرابات العصبية:
تناول كميات كبيرة من الريتينول أثناء الحمل يُحدث اضطرابات عصبية لدى الطفل، لأن الريتينول يؤثر في نمو الدماغ.
ما بدائل الريتينول أثناء الحمل؟
إذا كنت تتساءلين عما يمكنك استخدامه بدلاً من الريتينول أثناء الحمل، فإليكِ 5 بدائل:
1. حمض ألفا هيدروكسي (AHAs):
تُشتق أحماض ألفا هيدروكسي، مثل حمض الجليكوليك، من قصب السكر الذي يقشر بشرتكِ بلطف، وهو فعال في تعزيز دوران خلايا الجلد، وتحسين الملمس، وتقليل حب الشباب دون تشكيل خطر على الحمل.
2. حمض الهيالورونيك:
يساعد حمض الهيالورونيك على ترطيب البشرة وملئها، ما يقلل التجاعيد والخطوط الدقيقة، ويعتبر مناسباً لجميع أنواع البشرة، وآمنًا أثناء الحمل.
3. فيتامين (c):
يساعد فيتامين (C) عند استخدامه موضعياً على تفتيح البشرة، وتعزيز تكوين الكولاجين. وفيتامين (C) هو أحد مضادات الأكسدة القوية، ويحمي البشرة من الأضرار البيئية.
4. واقي الشمس:
يمكن استخدام واقيات الشمس بأمان أثناء الحمل، ويعد واقي الشمس واسع النطاق الذي يحتوي على عامل حماية من الشمس (SPF 30)، أو أعلى، مفيدًا بشكل خاص في منع التغيرات الصباغية التي تحدث أثناء الحمل.
5. الزيوت الطبيعية:
الزيوت الطبيعية، مثل: زيت الجوجوبا، وزيت ثمر الورد، وزيت الأرغان، خيارات مغذية تعمل على ترطيب البشرة وتحسين مرونتها، وهذه آمنة، ويمكن استخدامها لتقليل ظهور علامات التمدد.