يُعرف الألماس على أنه حجر الحظ الخاص بمواليد شهر أبريل، وقد أطلق الرومان القدماء عليه اسم «دموع الآلهة»، معتقدين أنه من أصل إلهي.
وتشكل الألماس منذ أكثر من 3 مليارات سنة تحت القشرة الأرضية، ومن خلال الضغط البركاني الشديد والحرارة، تحول الكربون إلى بلورات متألقة وواضحة، وبعدها تم احتجاز هذه البلورات داخل مجموعات من الصخور، ثم تم دفعها للأعلى عن طريق الضغط البركاني، إذ سافرت هذه البلورات الرائعة عبر ما يسميه الجيولوجيون «أنابيب الكمبرلايت» حتى أصبحوا قريبين من سطح الأرض.
ولتتعرفي أكثر على هذا الحجر الرائع والأساطير المرافقة له، جمعنا كل ما يتعلق به من معلومات.
دموع الآلهة أم النجوم المتساقطة؟
اعتقد الرومان واليونانيون القدماء أن الألماس إما عبارة عن دموع الآلهة أو قطعاً مكسورة من النجوم، وهذا ما دفعهم إلى ارتداء الألماس كتمائم لحمايتهم من الأذى. وتلك الألماسات التي تم ارتداؤها عبر التاريخ ليست مثل الألماس الذي نعرفه الآن، إذ اتخذت أشكالًا خشنة وغير مصقولة.
وفي الواقع، اعتقدت هذه الثقافات القديمة أن قطع الألماس تعتبر تدنيساً للمقدسات، لأن من شأنها أن تسبب ضرراً للآلهة مما يؤدي إلى فقدان الحجر لقواه الوقائية، حتى إن الفيلسوف اليوناني أفلاطون كان يعتقد أن الألماس كائنات حية تجسّد أرواحاً سماوية.
معنى كلمة «دايموند» أي «الألماس»
الكلمة الإنجليزية «دايموند» تأتي من الكلمة اليونانية «adámas»، والتي تعني «غير قابل للكسر».
لماذا الألماس صلب للغاية؟
يتمتع الألماس ببنية جزيئية فريدة تجعله صلباً بشكل لا يصدق، والسبب وراء ذلك هو ذرة الكربون، حيث يحتوي الغلاف الخارجي لكل ذرة كربون على أربعة الكترونات وفي الألماس، تتم مشاركة كل من هذه الإلكترونات مع ذرات الكربون الأخرى، وهو ما يشكل بلورة رباعية السطوح قويةً جداً.
ونظراً لذلك فإن الألماس هو أصلب المواد على وجه الأرض، إذ يمنحه العلماء أعلى تصنيف، 10 من 10، على مقياس موس لصلابة المعادن.
بداية متواضعة
رغم مكانته الكبيرة اليوم، إلا أن بداية الألماس كانت متواضعة، حيث اكتشفه البشر لأول مرة عام 300 قبل الميلاد، في منطقة جنوب آسيا التي تسمى الآن الهند. ولكن بدلاً من اعتباره جواهر ثمينة، تشير الأدلة الأثرية إلى أن هذه الحضارة المبكرة استخدمته لشحذ الأدوات وتلميعها.
معتقدات الألماس الهندية
اعتقد الأطباء في الهند القديمة أن للألماس القدرة على علاج العديد من الأمراض، على سبيل المثال، كانوا يعتقدون أنه إذا حملت ألماسة في يدك اليمنى، فإن ذلك سيحافظ على صحتك النفسية ويشفيك من الجنون. كما اعتقد الهنود أن الألماس يمكن أن يعالج الحمى والتعب والأمراض الجلدية ويمنع الكوابيس.
كيف أصبح الألماس حجراً ثميناً وقيماً؟
بحلول عصر الإمبراطورية الرومانية، أصبح الألماس ذو شعبية كبيرة بين النبلاء الأوروبيين، حيث تم استيراده من الهند، وكان يُنظر إليه على أنه شيء نادر وقيم لا يستطيع تحمل تكلفته سوى الأغنياء.
ومع ذلك، وعلى عكس الأحجار الكريمة الأخرى التي تم نحتها في أشكال جذابة متعددة الأوجه، ظلت صلابة الألماس عائقاً أمام المحاولات البشرية لقطعه أو كسره أو تشكيله.
وفي العصور الوسطى اكتشف تجار المجوهرات في البندقية كيفية تشكيل الألماس باستخدام ألماس آخر لتكسيره وطحنه، وكان الشكل الألماسي الأول هو «القطع النقطي» بثمانية جوانب متطابقة.
كيف اصبح الألماس رمزاً للحب؟
رغم أن صلابة الألماس وجماله يجعلانه تمثيلاً مثالياً للحب الأبدي، إلا أن فكرة ارتداء الألماس كرمز للالتزام لم تولد حتى عام 1476 ميلادية، حينما تقدم الأرشيدوق ماكسيميليان من النمسا لخطبة ماري من بورغوندي بخاتم من الألماس، وعندها وضع الزوجان الملكيان، دون قصد، اتجاهاً لا يزال مستمراً حتى اليوم.
معنى حجر حظ شهر أبريل
الألماس هو حجر الحظ التقليدي لشهر أبريل وأيضاً لبرج الحمل، ووفقا للمنجمين، فإن ارتداء الألماس له تأثير إيجابي على حياتكِ وصحتكِ، والأكثر من ذلك، يُعتقد أن هذه التأثيرات تتضاعف عندما تتماشى الألماسة مع برجك.
واستناداً إلى الأساطير اليونانية والرومانية، فإن ارتداء الألماس يمنحك أيضًا قوة الشخصية والتوازن وصفاء العقل، بل ويفيد زواجكِ، مما يجعله يدوم لفترة أطول.
ومن ناحية أخرى، هناك اعتقاد آخر ينبع من العصور الوسطى عندما كان الناس يؤمنون بالقوة العلاجية للأحجار الكريمة، ومفاده أن الألماس يفيد الغدة النخامية والدماغ، وأن ارتداء الألماس مع الجمشت يعزز الطاقة.
أكبر ألماسة في العالم
أكبر ألماسة تم العثور عليها على الإطلاق هي ماسة كولينان، حيث يبلغ وزنها 3106.75 قيراطاً، وقد تم تقطيعها إلى عدة أحجار كريمة رائعة، أشهرها كولينان الأول وكولينان الثاني، وكولينان الأول هو ما يسمى بنجمة أفريقيا، وتنتمي إلى جواهر التاج البريطاني.