الشجار بين الزوجين أمر طبيعي، فنسبة 69 % من المشكلات في العلاقة هي دائمة، مما يعني أنه لا يتم حلها، لهذا ولا داعي للقلق بشأن ذلك، إذ إنه أمرٌ عادي.
ووفقاً للخبراء، فإن الشجار مع شريككِ، بعيداً عن كونه شيئاً سيئاً، هو في الواقع فرصة للتعبير عن المشاعر العاطفية، إذ إن للصراع هدف وهو التفاهم المتبادل، وليس الفوز. إنها طريقة يمكن للأزواج من خلالها التقارب، بمعنى آخر، الجدال مع شريككِ ليس معركة بين الفائز والخاسر، إنه تعاون وطريقة للتواصل.
ولكن كيف يمكنكِ فعل ذلك عندما يغلي دمك، ويرتفع صوتك، ويبدو هذا الشخص الذي تحبيه أشبه بالخصم؟
إننا هنا نقدم لكِ بعض النصائح لتحويل حججكِ إلى لحظاتٍ من التواصل، وكذلك تفادي العديد من الأخطاء الشائعة التي تمنع حدوث ذلك.
بداية الجدال مهمة للغاية، لا سيما في الدقائق الثلاث الأولى منه، حيث يدخل العديد من الأشخاص في الجدال عن طريق «إسقاط قنبلة»، أي إلقاء قنبلة لفظية وشن هجوم مفاجئ على الشريك. وقد يبدو هذا بمثابة انتقاد لاذع لشريككِ، أو القفز على ما يفعله بشكل خاطئ، أو تكديس أي شيء آخر.
وبدلاً من ذلك، نقترح عليكِ البدء باستراتيجية تعرف باسم «أسياد الحب»، وهناك ثلاثة أجزاء لذلك:
- عبري عن مشاعركِ في البداية: سواء كنتِ منزعجة أو متوترة أو غاضبة أو حزينة، قولي ما تشعرين به قبل أن تتحدثي عن شريككِ.
- اذكري الموقف الذي يسبب هذا الشعور: يجب هنا الإشارة إلى موقف ما أثار هذا الشعور مثل: «لم يتم رمي القمامة، وليس إلى عيب في شخصية شريكك مثل»لم يتم رمي القمامة لأن شريككِ كسول".
- قولي ما تحتاجيه بطريقةٍ إيجابية: بمعنى لا تطلبي من شريككِ التوقف عن فعل شيء ما، بل ما يمكنه فعله لإصلاح المشكلة، قولي له: هل بإمكانك رمي القمامة بينما أضع الأطفال في السرير؟، بدلاً من «توقف عن الكسل»، بهذه الطريقة سيصبح شريككِ متعاوناً معكِ وليس خصماً لكِ.
- تفهمي موقفه بعمق
عندما تكونين في صراع مع شريككِ، من المهم جداً التوقف لحظة لفهم موقف شريكك بعمق بشأن شيء ما، بما في ذلك القيم المرتبطة به والتاريخ الشخصي الذي قد يكون مرتبطاً به، فما النتيجة المثالية المتوقعة بالنسبة لكل شريك، وما الذي يعني موقفه من هذه القضية؟ من المهم جداً أن تفهمي عمق اختلافاتكِ في الآراء قبل أن تبدئي في التحرك نحو حلها.
- لا تتنازلي عن احتياجاتكِ الأساسية
تعد التسوية خطوة مهمة لحل مشكلة ما، ولكن من المهم ألا تنتهك التسوية أحد احتياجاتكِ أو أحلامكِ الأساسية، إذ في حال تخليتِ عن حاجة أساسية، فسيتم تخريب التسوية، ولن ينجح الأمر، لذلك عليكِ أن تفهمي ما هي الاحتياجات الأساسية لكل شخص، وعليك أن تحمي ذلك قبل أن تتوصلي إلى حل للمشكلة.
- تفاعلي بإيجابية أكثر
يقول الخبراء إن الأزواج الذين يبقون معاً بسعادة قادرون على الحفاظ على نسبة 5:1 من التفاعلات الإيجابية إلى السلبية في حججهم، بعبارة أخرى، القيام بخمسة أشياء إيجابية مقابل كل شيء سلبي.
التفاعل الإيجابي، في هذه الحالة، يمكن أن يكون صغيراًَ مثل الإيماءة أو لفتة من المودة أو التحقق من الصحة، أو لحظة من الاهتمام، وكذلك الفكاهة المشتركة أو الاهتمام أو الفضول بشأن ما يقوله الشخص الآخر. قد تكون الأشياء السلبية عبارة عن تعبيرات عن النقد الغاضب، أو الدفاع، أو الازدراء، أو المعاملة الصامتة.
ولذا، من المهم أن يكون لديكِ قدر أكبر من الإيجابية بدلاً من السلبية، لأن الأذى الناجم عن التفاعلات والتعليقات السلبية له تأثير دائم أكثر من التأثيرات الإيجابية، ويجب أن يكون هناك الكثير من الإيجابية لموازنة السلبية.