يؤمن المخرج الإماراتي علي مصطفى، أن دولة الإمارات قادرةٌ بأن تكون موطناً للقصص التي توحد العالم، وقد نجح في رسم الخطوة التالية في رحلته الممتدة منذ أعوام في مجال صناعة السينما والأفلام، من خلال مسلسل «خطاف» الذي لا يشبه أي شيء أنتجته البلاد من قبل، لاسيما أنه أول عمل درامي محلي يستعرض الفنون القتالية وتحديداً رياضة MMA.
ويمثل المسلسل الذي بدأ عرضه منتصف شهر رمضان الحالي، على تلفزيون أبوظبي، نقطة تحول في الإنتاج التلفزيوني في البلاد، فهو دراما فنون قتالية تعتمد على الشخصيات، تتبع الصعود غير المتوقع لمقاتل فنون قتالية إماراتي في ساحة القتال في آسيا، وقد تم إنتاج العمل من قبل «شبكة أبوظبي للإعلام»، وفقاً لأعلى المستويات الفنية والإخراجية العالمية.
وإلى جانب علي، يقود شقيقه محمد تلك الدراما القتالية، من خلال تجسيده شخصية الشاب الإماراتي المكافح «ماجد»، الذي يسعى لأن يكون بطلاً عالمياً في مجال الرياضات القتالية المختلطة MMA، إلا أنه يواجه خيانة أقرب الناس إليه، وهو ما يضع أمام هذا الشاب الكثير من العقبات للوصول إلى هدفه، مما يعني أن قصة العمل تمزج بين الرياضة والمغامرة في إطار اجتماعي.
ويأخذ المسلسل كذلك فنون القتال المختلطة وعالم الرياضات القتالية الأوسع على محمل الجد، من خلال معارك مصممة بخبرة وبواقعية ملحوظة نادراً ما توجد في التلفزيون، إذ إن ذلك يتطلب من الممثلين أن يكونوا مقاتلين ماهرين لتنفيذه بشكل صحيح.
وقال علي في تصريحات نقلتها صحيفة The National، إنه منذ فيلم «دار الحي»، حاول رفع مستوى كيفية صناعة الأفلام في دولة الإمارات، إلا أن ما حدث هو أن المسلسل التلفزيوني بقي على حاله نوعاً ما، ولكن مع «خطاف»، نحاول جميعاً وضع معيار جديد للتلفزيون الإماراتي.
وأشار أيضاً، إلى أنه يريد أن يشاهد الناس من جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة هذه السلسلة ويفكروا: «نعم، نستطيع»، إذ إنهم بميزانية محدودة، استطاعوا المضي قدماً إلى أبعد مما يعتقد أي شخص أنه ممكن وأنتجوا شيئاً مميزاً حقاً.
كما يعتقد المخرج الإماراتي، أن «خطاف» سيُظهر للعالم أنه لا توجد أعذار للقدرة على إنشاء شيء ذي جودة حقيقية في أي مكان في العالم، مضيفاً أنه يريد أن يثبت أن الإماراتيين أيضاً يمكنهم تقديم برامج تلفزيونية رائعة هنا سيرغب العالم في مشاهدتها.
بين أبوظبي وتايلاند
تم تصوير المسلسل في أبوظبي وتايلاند، واستغرق المشروع أشهراً كثيرة حتى يكتمل، كما تطلبت عمليات التصوير المرهقة من علي والممثلين والعاملين في المسلسل العمل ليلاً ونهاراً، وتصوير ما يصل إلى 15 صفحة من السيناريو يومياً، وهو ما يتجاوز بكثير القاعدة المعتادة في تصوير أي عمل، مما يعني أن هذا العمل الإماراتي طموحٌ ويحكي الكثير عن مواهب وقدرات أبناء الإمارات.
أصداء كبرى
منذ عرض الحلقة الأولى للعمل، توالت ردود الفعل الإيجابية من قبل الجمهور الذي غرد العديد منه عبر تويتر، فجاء في تعليق سليمان الهتلان مقدم برنامج «حديث العرب» على قناة «سكاي نيوز»، قوله: «شاهدت قبل قليل الحلقة الأولى من المسلسل الإماراتي الجديد خطاف ويا لجودة النص والصورة والحبكة»، مؤكداً أن «خطاف» لحظة إعلان فارقة لبداية إنتاج درامي خليجي يليق بمكتسباتنا وحضورنا ومكانة بلداننا.
كما مدح آخرون، فكرة اعتماد العمل على أشخاصٍ ليسوا نجوم صف أول وإنما ممثلين جدد وممثلي صف ثاني، استطاعوا إدخال دماء جديدة لهذا العمل الدرامي وإعطائه روحاً مميزة
رحلة طويلة
ولدى علي رحلة طويلة في عالم صناعة السينما، إذ قدم فيلم «دار الحي» عام 2009، وفيلم «الطريق من الألف إلى الياء» (2014)، من إنتاج شركة إيمج نيشن في أبوظبي. بعد ذلك، قام بإخراج فيلم الرعب The Worthy، عام 2016، والذي ظهر فيه محمد أيضاً بأحد الأدوار، إلى جانب فيلم قصير واحد.
وبعدها قدم العديد من الأعمال التجارية في الغالب، في انتظار اليوم الذي سيعود فيه إلى السينما والتلفزيون، وقد قام بتأليف فيلم «دار الحي 2» مع المخرج فيصل هاشمي، لكنه لا يزال قيد التطوير، رغم أن علي الآن أكثر تصميماً من أي وقت مضى على إطلاقه.