أطلقت دار المجوهرات الإيطالية العريقة Bulgari جوهرتها العطرية الجديدة LE Gemme Sahare التي تشيد بوردة الطائف الصحراوية، ودعت «بولغري» يان فاسنير صانع العطور الجديد الموهوب لإحياء هذه التركيبة العطرية التي تأتي في سياق أصالة عطور مجموعة LE Gemme الراقية. نتعرف أكثر إلى قصة هذا العطر ومكوناته الثمينة، وجوانب أساسية في الاستراتيجية التي تتبعها وحدة أعمال العطور، في حوارين أجرتهما «زهرة الخليج» مع جوناثان برينباوم Jonathan Brinbaum، المدير العام العالمي لوحدة أعمال العطور، ويان فاسنير Yann Vasnier، صانع العطور الرئيسي لدى Bulgari.
جوناثان برينباوم، المدير العام العالمي لوحدة أعمال العطور:
ما الذي ألهمك لابتكار عطر Sahare ضمن مجموعة عطور بولغري؟
يأتي ابتكار عطر سَحَر ضمن Le Gemme خط العطور الراقية، ونود أولاً التذكير بماهية Le Gemme وهي طريق الجواهر، وهي رحلة نقوم بها في السفر واكتشاف العالم، لانتقاء مكونات حصرية ونادرة وابتكار السحر من بين إلهام الأحجار الكريمة، والنواة هي مكون طبيعي فاخر. وفي حالة عطر Sahare هو Pink Jasper والذي يرمز إلى الأمل والشجاعة. والمكون هو الورد وليس أي وردة بل وردة الطائف التي تنمو في الصحراء على ارتفاع 2000 متر، ولهذا السبب هناك رابط بين الورد والحجر وهو أن النمو والازدهار على ارتفاع 2000 متر يتطلبان شجاعة وقوة، ولهذا وجدنا أن الإلهام من هذه الوردة والحجر يتسقان معاً.
أين عُثر على حجر اليشب Pink Jasper؟
يمكن العثور عليه في أماكن مختلفة، ولكن ما وجدناه رائعاً هو رمز الشجاعة والقوة الكامن خلفه. وأيضا «سَحَر» يعني الفترة قبل الفجر أي بزوغ يوم جديد وهذا أساس مصدر الوحي، وهذا ما فعله يان فاسنير وهو البدء بوردة الطائف وتحويلها مع استخدام العنبر إلى وردة مضيئة وليست داكنة أو وردة مزهرة، هذا جوهر الإبداع العطري المكثف، مزيج من وردة الطائف والعنبر مع لمسة من الحمضيات في النفحات العليا التي تمنح العطر الانتعاش والاختلاف.
تشتهر بولغري بخبرتها في صناعة المجوهرات والساعات والعطور الراقية. كيف يعكس عطر Le Gemme Sahara هذا التميز؟
نحن علامة ضخمة ولديها تجارب كثيرة في خطوط المجوهرات، الساعات، العطور، الاكسسوارات الجلدية، والفنادق، ولكل خط إنتاج دور مختلف ولكن لديه الـDNA نفسه. الحمض النووي للعطور الراقية هو نفس الحمض النووي للمجوهرات الراقية. بنفس الطريقة التي يبحث بها الصائغ عن الأحجار وهو يصيغ المجوهرات، نحن نسافر حول العالم بحثاً عن المكونات ونصنع المكونات، إنها نفس طريقة العمل.
وللعطور دور في جعل أكثر عدد من الأشخاص يكتشفون بولغري، لأن العطور فئة لها جاذبية أوسع. وبالنسبة لي، فهي أفضل طريقة للدخول إلى عالم الرفاهية، لأنه منتج راق، وربما يكون الوصول إليه أكثر سهولة من خاتم أو ساعة.
ما العطور التي ابتكرت خصيصاً لسلسلة فنادق بولغري؟
في الفنادق ثمة عطور موقعة وخاصة، وهي رائحة طورناها مكونة من أساس حمضي خفيف جداً، لأنه في الفنادق لا نريد المبالغة، وأيضاً لأن لدينا عطرا جوهريا متوفرا في متاجرنا، أطلقناه أولاً عام 1992، وحتى اليوم هو رائحة خاصة خفيفة لا تزال متوفرة في بوتيكات المجوهرات. نحن نقدم المشاعر واللحظات للناس، نبتكر شيئاً من العدم، ورائحة واحدة قد تعود بك بالذاكرة إلى 25 سنة خلت.
كيف أعطت بولغري الأولوية للاستدامة والمسؤولية البيئية عند ابتكارها عطور Le Gemme؟
أصبحت المسؤولية الاجتماعية نهجاً إلزامياً بالنسبة للشركات، ومع بولغري نعمل على ثلاث جبهات مختلفة: الأولى مرتبطة بثلاثة مكونات نستخدمها، الرائحة، والكحول، والعصير، وكيفية الحصول على المكونات المستخدمة بطريقة مسؤولة، وليس فقط المسؤولية من الطبيعة، بل إضافة المسؤولية الاجتماعية حول الطريقة التي نصنع بها العطور، وكيف نشتري المكونات، وكيف نحسن التركيبة ونجعلها أكثر استدامة، هذا هو المجال الأول الذي نعمل فيه. المجال الثاني يتعلق بالتغليف، كيف نجعل العبوة أصغر؟ كيف نستخدم بلاستيكاً أقل؟ مواد معادة التدوير قابلة لإعادة الملء بالكامل؟. سنرى الشهر المقبل زيادة في كمية العطور داخل العبوة الواحدة من Le Gemme، تقليل التغليف الخارجي أيضاً ما يتطلب مساحة أقل لعملية النقل. والجانب الثالث، الأخير وليس الآخر، هو النقل، كيف ننقل منتجاتنا؟ نحن ننتج في إيطاليا، ونشحن إلى كل دول العالم. ونطمح لتقليص بصمتنا من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50 % بحلول عام 2030، وهذا ما يتوقعه الزبائن وهذه مسؤوليتنا كعلامة تجارية. الزبائن بحاجة إلى الشفافية، ويريدون فهم ما يشترونه، ولهذا سنطلق خلال هذه السنة منصة خاصة بالشفافية، يستطيع من خلالها كل زبون معرفة كل المعلومات عن العطر الذي يستخدمه.
هل تخبرنا بالمزيد عن رحلتك المهنية، والإنجازات الرئيسية التي قادتك إلى منصبك الحالي؟
سأخبرك قصتين، الأولى عندما كنت في الثامنة من العمر وكان والدي يضع العطور الأيقونية الشهيرة والمنعشة التي كانت رائجة في الثمانينيات، واليوم عندما أشتمها أعود فوراً بالذاكرة لأكثر من 30 سنة، وهي لا تزال جزءاً من حياتي. مسيرتي المهنية بدأت بالعمل في شركة أميركية دولية، وسريعاً ما انتقلت للعمل على عطور Dolce & Gabbana وLacoste في إحدى الشركات العالمية، ثم التحقت منذ 9 سنوات بشركة LVMH وتوليت إدارة التسويق العالمية لعطور Bulgari وأعدت تصميم خط Le Gemme. وأردنا تحويل البراند، فعملنا على تطوير وتقليص التوزيع وصنع ألوان حصرية وتقديم صانعي العطور الراقية لمدة 5 سنوات، وتوليت أيضاً رئاسة قسم السفر والتجزئة للمجوهرات والساعات للعلامة ككل, وبعدها توليت هذا المنصب. وهنا أود الإشارة إلى أننا نعمل بمفهوم العائلة، والطريقة الإنسانية لكيفية قيامنا بالمهام هي ما يميز بولغري عن غيرها.
يان فاسنير، صانع العطور الرئيسي:
نظراً لانجذابك إلى الهندسة المعمارية وترميم الأعمال الفنية، كيف تؤثر هذه الاهتمامات على أسلوبك في صنع العطور؟
أحب التاريخ والهندسة المعمارية، وعلى متن الطائرة كنت أشاهد جميع الأفلام الوثائقية عن السعودية، ما أحبه هو في الواقع هو إجراء الأبحاث. عندما أتلقى نبذة مختصرة، أحب أن أعرف المزيد. على سبيل المثال، هنا عن قصة بولغري، كيف تم إنشاء الأحجار الكريمة، وأين يمكن العثور عليها؟ بطبيعتي أحب التعلم، وهذا النوع من هندسة العمل واستعادة الأعمال الفنية التي تتعلمها في كل مرة، لإعادة إنشاء شيء جديد ومختلف عن الماضي.
كيف يساهم التفاعل مع الفنانين والمصممين والعلماء في عمليتك الإبداعية وابتكاراتك العطرية؟
كل اتصال هو إضافة ثراء للعطر، وإضافة ثراء إلى إلهامي، وإعطاء المزيد من الأفكار لتجربة المزيد من الأشياء، ومحاولة الحصول على شيء جديد. تحدثتِ عن الفنانين، لم أقابل الفنانين من قبل، لكنني أحب هذا الشكل الجديد للورد الناعم، إنهم العلماء، إذا وجدت الجزيء الذي يجعل العطر يُستكشف، فالأمر مختلف أيضاً. لذلك دائماً ما يكون الأمر بمثابة عملية إثراء، إنها عملية غنية.
كيف قمت بترجمة جوهر اليشب الإمبراطوري الوردي والصحراء إلى نفحات عطرية؟
عندما تلقيت الموجز لأول مرة، كان لدينا جاسبر الوردي الإمبراطوري Pink Jasper وسوق الشرق الأوسط، لذلك كان علي أن أتوصل إلى أفكار مختلفة وواحدة منها في منطقة العُلا، وكانت بالفعل عبارة عن الورد والعنبر معاً، والورد والصحراء معاً. لذا، بعد أن عرفت وردة الطائف، قمت بدراسة مستخلصات مختلفة من الطائف. لقد درست رائحة الزهرة، مدى اختلافها عن الورد البلغاري أو الورد الدمشقي أو التركي. وبالنسبة للجزء الصحراوي، أردت شيئاً جافاً جداً ومغبراً، ونحن نحب اليشب الوردي فهو في الواقع من الرمل، الرماد، والحديد، قوي جداً. وذلك عندما أعمل على العنبر، يتم العثور عليه على الشواطئ قادماً من الحيتان، ويجف في المحيط ويصل إلى الشاطئ وله رائحة لا تصدق، عنبري جداً، جاف وناعم مثل الجلد، وبالنسبة لورد الطائف هو عبارة عن مزيج من الزيوت العطرية المختلفة لإعادة خلق رائحة الورد. في عطر Sahare، تجدين نفحات البرغموت والليمون والماندرين من إيطاليا لإضفاء الذوق الإيطالي على العطر، وبعض الضوء والعصارة والألوان والضوء.
ما نوع المشاعر التي تريد استحضارها من Sahare؟
أردنا شيئاً مختلفاً ولكن مألوفاً في نفس الوقت، ولهذا السبب وردة الطائف التي تتميز باللون الأخضر المنعش والمبهج، تجعل العطر مشرقاً للغاية ومضيئاً ومشعاً. شيء فيه سعادة ويعبر عن فترة السحر قبل بزوغ الفجر، ويبعث على السعادة.
عطر الشاطئ هو المفضل لديك. إلى أي مدى تساهم مشاعر الحنين الشخصية في ابتكاراتك؟
جميعنا نحنّ لأيام الطفولة، أعني أنك دائماً تعود إلى وصفة والدتك أو ما أكلته في إجازتك الأولى، كل شيء يعود إلى ما كان عليه، كلما كبرت زاد حنينك إلى ماضيك. ربما لم يكن لدي هذا الشعور من قبل والآن نعتز بهذا الحنين.
ما التحديات التي واجهتها أثناء إنشاء Sahare وكيف تغلبت عليها؟
كان التحدي الأكبر بالنسبة لي هو الضغط الناتج عن القيام بشيء جديد مختلف للسوق، لأن هناك مستهلكاً في الشرق الأوسط، يحب العطر ويعرف كافة الأجزاء والطبقات، لديه الكثير من العطور، ويضع طبقات مختلفة من الروائح. وعليك في المقابل، أن تكون قوياً جداً، ومختلفاً. هناك تحدٍ لإرضائه وأنا سعيد، لدينا ردود جيدة وتغلبت على هذا التحدي، بأن نكون مختلفين. لم نرغب في الذهاب إلى العود أو البخور، لأنكم تعرفونها أكثر مني، والسوق ممتلئ بها.