يحتفي الناس حول العالم، في العشرين من مارس سنوياً، بـ«يوم السعادة العالمي»، الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة في العام 2013، بهدف التعريف والتأكيد على أهمية السعادة في حياة الناس، فضلاً عن وضعها عدة أهداف لتحقيق السعادة بين البشر.
ومن أبرز الأهداف التي تسعى الأمم المتحدة لتحقيقها، إنهاء الفقر، وخفض درجات التفاوت والتباين بين الناس، وحماية الكوكب، وهذه تمثل في مجملها جوانب رئيسية يمكنها أن تؤدي إلى الرفاه و السعادة.
وتم اختيار تاريخ 20 مارس، لتزامنه مع ما يعرف بـ«الاعتدال الربيعي»، وهو اليوم الذي يبدأ فيه فلكياً فصل الربيع، حيث يشير الاحتفال إلى الأمل بالحياة والفرح والتجدد، وترسيخ السعادة والإيجابية كأسلوب حياة.
في الإمارات التي تطلق عليها الشعوب الأخرى، بلد السعادة، تهتم بأن تكون في طليعة الدول التي توفر السعادة لمواطنيها، من خلال خطوات عملية تتعلق بحياتهم ورفاهيتهم وأسلوب معيشتهم، فلم يكن غريباً أن يتم إطلاق البرنامج الوطني للسعادة، الذي يقوم بابتكار مبادرات هدفها، تضمين السعادة وجودة الحياة في سياسات وبرامج وخدمات الجهات الحكومية، وبيئة العمل فيها، إضافة إلى تطوير مقاييس وأدوات لقياس السعادة في مجتمع دولة الإمارات.
وأطلقت الدولة كذلك، الميثاق الوطني للسعادة وجودة الحياة، الذي يهدف إلى ترسيخ هذين المفهومين من منظور دولة الإمارات، ويحدد التزامها تجاه المجتمع في تحقيق السعادة وجودة الحياة، وأن تكون الدولة مركزاً ووجهة عالمية لذلك.
وكانت مبادرة دولة الإمارات بإنشاء وزارة السعادة، ذات صدى عالمي كبير، يؤكد على فرادة القيادة الإماراتية في تفكيرها بمواطنيها، ففي شهر فبراير 2016، أصبحت معالي عهود بنت خلفان الرومي أول وزيرة دولة للسعادة في العالم بعد تعيينها في هذا المنصب لتتولى مسؤولية السياسات الحكومية لتحقيق سعادة المجتمع، ونتج عن ذلك، الاهتمام بمعايير السعادة في كل الأمور الحياتية، كما تم إصدار «دليل السعادة في بيئة العمل»، والهادف إلى مساعدة الجهات الحكومية وأصحاب المصالح في القطاع الخاص والمؤسسات غير الحكومية واكتشاف وتبني البيئة المناسبة لازدهار الموظفين في عملهم، وبحسب الدليل، فإن تهيئة الظروف الملائمة للموظفين يمكن أن يحفز لديهم الرغبة والدافع لتحقيق غاياتهم والغاية العليا للمؤسسات التي يعملون بها، فضلاً عن مزايا ملموسة تشمل زيادة معدلات الحفاظ على الموظفين، وتعزيز إنتاجية وجودة العمل، وجودة وحجم الخدمات التي تقدمها المؤسسة للمتعاملين لديها.
أما «مركز أبحاث السعادة»، يعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويهدف إلى دعم جهود ترسيخ السعادة وجودة الحياة في المجتمع، من خلال الدراسات العلمية المتخصصة، ومجالات قياس وتقييم مؤشرات السعادة، ورصد توجهات ورؤى المجتمع، بما يعزز في إثراء المحتوى العلمي الخاص بالسعادة في دولة الإمارات، والمساهمة في النتائج العلمية على مستوى العالم.