لا شك أن صحة الكبد مهمة، إذ إنه يلعب دوراً رئيسياً في الجسم وله أكثر من 500 وظيفة حيوية، ويمكن أن يساعدنا على عيش حياة أكثر صحة وسعادة.
ويتمثل دور الكبد الرئيسي بدعم عملية التمثيل الغذائي وإزالة السموم ووظائف المناعة، حيث يقوم بمعالجة الطعام الذي نتناوله وتحويله إلى طاقة، كما أنه يقوم بتفكيك بعض المواد ويجعل السموم أقل ضرراً على الجسم، ويزيلها من مجرى الدم.
وإلى جانب ذلك، تقوم خلايا الكبد، بفرز العناصر الغذائية التي يجب معالجتها، والتي يجب تخزينها أو التخلص منها أو إعادتها إلى الدم.
كما أنه يلعب دوراً أساسياً في صحة الهرمونات، إذ بمجرد أن يستخدم الجسم الهرمون، يقوم الكبد بمعالجته، ومعظمنا لا يدرك الدور الرئيسي الذي يلعبه في دوراتنا الشهرية.
وفي الطب الصيني التقليدي، الكبد هو المسؤول عن توجيه تدفق تشي (الطاقة) في الجسم، بالإضافة إلى أنه يوجه الدورة الدموية أيضاً، ويعمل كمزيل طبيعي للسموم في الجسم.
ما أعراض الكبد غير الصحي؟
مما لا يثير الدهشة أن أكبادنا تواجه الآن سموماً أكثر من أي وقت مضى، حيث إننا محاطون بكمية أكبر بكثير من المواد الكيميائية في حياتنا اليومية، والتي شقت طريقها إلى الهواء والماء والتربة والغذاء، كما أننا نتعرض للسموم عبر المنتجات التي نستخدمها في المنزل أو على بشرتنا، وتتراكم هذه المواد على مر السنين، مما يسبب الضرر أحياناً ويدفع العناصر الغذائية الحيوية إلى الخارج.
ومن الأشياء الأكثر ضرراً للكبد هي تعاطي الكحول بكثرة على المدى الطويل والمخدرات والسكر الزائد والسمنة.
وفي حال قمنا بتحميل الكبد بالسموم اليومية، فقد نواجه أعراضاً مثل ضباب الدماغ، وآلام المفاصل، وضعف الجلد، وتغيرات في المزاج، وتغير في وظيفة الأمعاء، والصداع، والتعب، ومشاكل في الجهاز الهضمي، وسوء التغذية وقلة النوم وضعف المناعة.
وكل هذا غير مرحب به بشكل عام، ولكن عندما يتعرض الكبد للسموم المفرطة على المدى الطويل، يمكن أن نعاني تلف الكبد أو مرضه.
وإذا سبق لكِ أن خضعتِ للوخز بالإبر أو أي علاج آخر للطب الصيني التقليدي، فربما يكون طبيبكِ قد أوضح لكِ أن كبدكِ يحتاج إلى التوازن، إذ في الطب الصيني التقليدي، عندما لا تعمل وظائف الكبد بشكلٍ جيد، قد تواجهين صعوبة في تحريك المفاصل، وصعوبة في التفكير، وبطء الهضم، مما قد يؤدي إلى الغازات، وتشنجات الدورة الشهرية، وجلطات الدم، وآلام الكتف والرقبة، وغيرها.
إليكِ أهم الطرق التي من شأنها دعم صحة الكبد
أكل النباتات
التغذية هي الطريقة الأكثر أهمية لحماية أنفسنا من السموم، والفيتامينات والمعادن تطرد السموم، وفي الوقت نفسه تساعد الكبد على التخلص منها، لذا قومي بدمج الكثير من الأطعمة الكاملة في نظامكِ الغذائي، الأطعمة القريبة من حالتها الطبيعية قدر الإمكان، مع الحد الأدنى من المعالجة (إن وجدت).
وتذكري أن النباتات مليئة بمضادات الأكسدة والمغذيات النباتية التي تساعد على تقليل الالتهاب ودعم الكبد.
تناول الألياف
الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف، مثل الفول والخرشوف والشمر، تساعد النفايات على التحرك عبر القولون بسرعة، بحيث لا يتم إعادة امتصاص السموم.
كما تحتاج الأمعاء إلى العمل بفعالية حتى تتمكن من إزالة السموم بشكل جيد، وتساعد البروتينات والأحماض الدهنية الأساسية على ذلك، ولها تأثير قوي مضاد للالتهابات على الكبد.
اختيار الأطعمة العضوية (حيثما أمكن ذلك)
للمساعدة على تقليل كمية السموم التي يتعرض لها جسمك بانتظام، حاولي تناول المزيد من الأطعمة العضوية، إذ تساعد المنتجات العضوية على تقليل كمية المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية والمضادات الحيوية والهرمونات الاصطناعية والسموم التي نتعرض لها.
شرب شاي حليب الشوك
بالإضافة إلى شرب الكثير من الماء، فإن شرب شاي نبتة حليب الشوك (Milk thistle) له الكثير من الفوائد، إذ يتمتع هذا المشروب بخصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة ويحمي الكبد من السموم، بينما يحمي خلايا الكبد الجديدة من التدمير، كما أنه رائع أيضاً في تعزيز الجلوتاثيون في الجسم، وهو مفتاح لمعان البشرة.
ومن الممكن أيضاً بدء اليوم بتناول الكركم والليمون في الماء الدافئ لتقليل الالتهاب.
استمتعي بأسلوب حياة أبسط
في الطب الصيني التقليدي، يمكن أن يساعد تبني أسلوب حياة أبسط وأكثر تنظيماً على منع الإحباط والتهيج والقلق الذي غالباً ما يرتبط بالكبد غير السعيد.
وتذكري أن الذهاب إلى النوم مبكراً، واتباع نظام غذائي يتضمن مجموعة واسعة من الأطعمة والخضراوات المطبوخة، وممارسة هواية ما، كلها أمور تساعد في مهمتك، كما أن النشاط البدني والممارسات مثل التأمل، وQigong، وTai Chi، واليوغا لها قيمة كبيرة، بالإضافة إلى تبني عادة التعبير عن مشاعرك بوضوح.