تعيش دراما رمضان هذا العام حدثاً استثنائياً نادراً يشكل سابقة في تاريخ الفن العربي على وجه العموم والدراما السورية والمشتركة على وجه الخصوص، إذ إن العام 2024 هو الأول على الإطلاق الذي تغيب فيه النجمة السورية شكران مرتجى عن جمهورها ولا تظهر بأي من الأعمال المعروضة خلال شهر رمضان.
واعتاد المشاهد العربي منذ قرابة 30 عاماً على مشاهدة الممثلة القديرة في عملٍ واحدٍ على الأقل ضمن المسلسلات الرمضانية، وهو الأمر الذي حفر اسمها في ذاكرة الجماهير العربية الممتدة من الخليج إلى المحيط، فقد ظهرت شكران في أدوار متعددة متقلبة متنوعة، ولم يقتصر حضورها على لون معين فقدمت الكوميديا والتراجيديا والتاريخي والفنتازيا والعديد من الشخصيات التي لا تزال عالقة في مخيلة الكثيرين.
وتعقيباً على الموضوع، طالبت شكران كل محبيها بعدم نسيانها بسبب هذا الغياب الاستثنائي العابر الذي لن يطول كثيراً، وكتبت منشوراً عبر صفحاتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي شرحت فيه أسباب وملابسات هذا الغياب وقالت: «لاتستنوني برمضان لأول مره بقولها من ٣٠ سنة تقريباً».
وأكملت شكران منشورها مقدمة مباركتها لجميع زملائها على جهودهم وتعبهم وسهرهم لإنجاز أعمالهم، متمنية لهم التوفيق والنجاح ومعبرةً عن تقديرها لسعيهم المستمر والجاد لإعادة الدراما السورية إلى الواجهة، خاصة أن الأعمال السورية تعرض هذا العام في معظم المحطات العربية واصفةً وجود الفنان السوري بـ «ملح الوليمة الدسمة من أعمال عربية». وزادت شكران: «تحية لصناع الدراما السورية تحديداً والعربية عموماً ولنجومنا ونجماتنا وكتابنا ومخرجينا، أعلم أنني سؤبارك لكم في النهايات فثقتي لا تنضب بعطائكم أينما كنتم في لبنان ومصر وكل مكان بصمتكم ليس لها بديل ولا شبيه».
وقالت إن عدم تواجدها في مسلسلات رمضان لأول مرة منذ 30 عاماً، يشعرها بقليل من الحزن والغيرة الإيجابية، إلا أنها بالمقابل تكن الكثير من الحب وتشعر بالفخر لما وصلت له الدراما السورية ولكل صناعها.
وأكدت أنها تفخر بكبار النجوم في سوريا وتعتز بجيل الشباب منهم وكتبت: «تحية لكبارنا ولجيل الشباب الحاضر بقوة وشغف إلى الأمام القادم أجمل بإذن الله».
لم يغيبها أحد
لطالما اعتادت النجمة السورية على وضع النقاط على الحروف ومصارحة جمهورها بكل ما تمر به من مشاعر فرح أو حزن، ولم تخف عنهم يوماً أي أمر يخص مسيرتها وعملها وحتى حياتها الخاصة، واستمراراً لهذا النهج، أكدت شكران أنها لم تُغيب عن الظهور في مسلسلات رمضان، وأن أدواراً كثيرة عرضت عليها، ولكن ظروف سفرها هي وحدها من حالت دون مشاركتها والتزامها بتصوير أي من الأعمال المخصصة للعرض في رمضان.
وبيّنت شكران أن سفرها هذا كان بسبب عمل تنجزه في الخارج، واعدةً الجمهور بأن يرونه بعد فترة قصيرة.
ولم يفت الممثلة السورية أن تستذكر كل الفنانين الغائبين عن الحضور هذا العام وكتبت لهم: «تحية لكل الغائبين هذا العام ولكن أثرهم في كل مكان».
وظهرت شكران خلال العام الفائت بمسلسل «زقاق الجن» من تأليف محمد العاص، وإخراج تامر إسحاق وقدمت فيه شخصية خولة رياض، وكذلك قدمت شخصية «سعاد» في الجزء الثالث من مسلسل «حارة القبة»، تأليف أسامة كوكش وإخراج رشا شربتجي، وظهرت أيضاً في مسلسل الكرزون للمؤلفين مروان قاووق ورنيم عودة، وإخراج رشاد كوكش، كما شاركت في العمل التاريخي الليبي «السرايا 2».
ولا تعد شكران مرتجى الممثلة السورية البارزة الوحيدة التي شكل غيابها مفاجأة هذا العام، إذ إن مسلسلات رمضان هذا العام ستخلو أيضاً من ظهور الفنانة كاريس بشار وهي التي كانت منشغلة بتصوير أحد المسلسلات مع زميلها مكسيم خليل، ولكنه بات بشكل رسمي خارج السباق الرمضاني، وسيتم عرضه عبر إحدى المنصات لاحقاً.