بات معروفاً أن «الشهر الوطني للقراءة»، الذي تحتفي به دولة الإمارات العربية المتحدة كلَّ عام في شهر مارس، يأتي بهدف تعزيز الارتباط بالقراءة، وتكثيف المبادرات والبرامج المشجعة عليها.
وعدا كون «الشهر الوطني للقراءة» يترجم، بفاعلية وحرفية، رؤية دولة الإمارات وقيادتها في ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة، وتوفير البيئة الخصبة، والبنية التحتية الملائمة لمجتمع المعرفة، فتتضمن فعالياته التي تقام في الإمارات السبع، على صعيد ثقافي وأكاديمي جامعي ومدرسي، مجموعة متكاملة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والمعرفية، التي تستهدف مختلف فئات المجتمع، بما يُظهر دعم وتعزيز ثقافة القراءة لدى جميع أفراد المجتمع الإماراتي.
وتتولى وزارة الثقافة الإماراتية تنظيم فعاليات «الشهر الوطني للقراءة»، التي تتزامن هذا العام مع حلول شهر رمضان الفضيل، وتحت مظلتها أطلقت جامعة الإمارات العربية المتحدة برنامج فعالياتها ومبادراتها لشهر القراءة، وتتضمن فعاليات جامعة الإمارات العديد من المحاضرات، والمسابقات، والندوات، والحوارات والمعارض، إضافة إلى زيارات ميدانية تثقيفية، يُشارك فيها طلاب الجامعة وطلاب المدارس وأولياء الأمور والموظفون، بهدف تسليط الضوء على أهمية القراءة في حياة الجميع، وتحفيزهم على المُشاركة الفعّالة على المدى البعيد في مسيرة التطوير والتنمية، والارتقاء بمُنجزات الدولة إلى المستويات العالمية.
كذلك، يتضمن برنامج الفعاليات جلسات حوارية، تهدف إلى تعزيز التواصل بين فئات المجتمع عبر القراءة، مثل الجلسة الحوارية: «الكتب التي ينبغي أن نقرأها للأطفال وأصحاب الهمم: الموضوعات، الأساليب، والأهداف»، ويشارك في الجلسة الدكتور أشرف مصطفى، محاضر بقسم التربية الخاصة ورعاية الموهوبين بكلية التربية، ومؤلفة قصص الأطفال نادية النجار، وكل من: زوينة مرهون، وملاك نواف من مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ومحمد عوض من مركز هِمم الجود للرعاية والتأهيل، والطالب غيث الغفلي من قسم التربية الخاصة، حيث تأتي هذه الفعالية من أجل تسليط الضوء على أهمية القراءة، ومناقشة الخطط والبرامج والاستراتيجيات المطروحة للطلبة من أصحاب الهمم، لمواكبة الحدث، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم في مجال القراءة.
وكانت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، في جامعة الإمارات، نظمت محاضرة حول «استخدام حركات العين في العمليات المعرفية في القراءة»، قدمها الدكتور كيفن باترسون، أستاذ علم النفس التجريبي وعميد كلية علم النفس وعلوم البصريات بجامعة ليستر البريطانية، وتطرّق فيها إلى طرق استخدام أجهزة تتبع العين؛ لفهم العمليات الإدراكية المتعلقة بالقراءة، واستعرض الدراسات التي أجريت على لغات متعددة، بما فيها: العربية والصينية والإنجليزية، لتحديد العمليات الإدراكية التي تُعدّ عالمية، وكيفية الاستفادة من هذا النهج في فهم تطور التمكن اللغوي، والقدرة على القراءة.