لفت رائد الفضاء الإماراتي, سلطان النيادي، الأنظار إلى ما حققه من إنجاز كبير، بعد أن أصبح أول رائد فضاء عربي يسير في الفضاء، خلال رحلته إلى محطة الفضاء الدولية، التي استمرت ستة أشهر.
وحظي النيادي باهتمام كبير من قِبَل قيادة دولة الإمارات الرشيدة، ودأب معروف عن حكام وشيوخ دولة الإمارات لدعم المبدعين في كافة المجالات، الأمر الذي أثر كثيراً في رغبة الأطفال والشباب في السير على خطى النيادي، الذي طرق باب الحلم، وجعله ممكناً لمن يأتون من بعده، من الراغبين والطامحين لأن يكونوا رواد فضاء، يخدمون وطنهم، ويرفعون علم دولتهم عالياً.
لذا، لم يكن شيئاً غريباً على مسامع الإماراتيين أن يعرفوا أن يوم غدٍ الثلاثاء سيشهد تخريج رائدَيْ فضاء إماراتيين من «برنامج ناسا لرواد الفضاء» في مركز جونسون للفضاء بالولايات المتحدة الأميركية، هما: نورا المطروشي، ومحمد الملا، اللذان التحقا بمركز جونسون، وتلقيا تدريبات مكثفة على مدار عامين، شملت: كيفية إدارة مهام مختلفة في محطة الفضاء الدولية، والتدرب على مهمات السير الفضائي خارج المحطة، والبقاء لفترات طويلة في المحطة الدولية، إضافة إلى التدرب على الأنظمة الرئيسية للمحطة، والتحكم في الروبوتات، والتدرب على الطيران بطائرات (T-38)، ومهارات اللغة الروسية، وتدريبات أخرى منها: دورات النجاة على اليابسة والماء، وتمارين بدنية متنوعة، ما يجعلهما مؤهلين للقيام بمهام فضائية مختلفة.
وبوعي كبير، تبدي القيادة الإماراتية الرشيدة اهتمامها بتحقيق المركز الأول في علوم الفضاء، مؤكدة أن شعار «لا مستحيل» إماراتي. ففي الوقت، الذي كان الناس يحتفون فيه بإنجاز النيادي، ويراقبون مهمته الفضائية يوماً بيوم، كان مركز محمد بن راشد للفضاء يعد العدة لتدريب رواد فضاء آخرين، يسيرون على درب من سبقهم في علوم الفضاء.
وسيتخرج كلٌّ من: المطروشي والملا، إلى جانب 10 رواد فضاء آخرين، وسيتم منح كل واحد منهما شارة «رائد فضاء» بعد تخرجهما، وسيصبحان مؤهلين بشكل كبير لخوض مهام فضائية في المستقبل، ودعم مسيرة الاستكشافات العالمية.
ومعروف أن «برنامج الإمارات لرواد الفضاء»، الذي يتولى إدارته مركز محمد بن راشد للفضاء، هو أحد المشاريع التي يمولها صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، ويهدف إلى دعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتأسس مركز محمد بن راشد للفضاء عام 2006، حيث انطلق بخمسة مهندسين، أخذوا على عاتقهم الارتقاء بقدراتهم، وتطوير معارفهم في مجال الفضاء، بالاعتماد على إرادتهم الصلبة، وعزيمتهم القوية. وواصل المركز، منذ ذلك الحين، مسيرته؛ ليكون الجهة المعنية باحتضان برنامج الإمارات الوطني للفضاء.