التفكير في شؤون حياتكِ لاتخاذ قرارات صحيحة أمرٌ جيد. لكن التفكير الزائد في كل خطوةٍ من خطواتك يجعل الأمور في كثيرٍ من الأحيان تخرج عن مسارها، بما يؤثر في النهاية بكل جوانب الحياة، من العمل حتى رفاهيتك الشخصية.
وفي نهاية المطاف، يجعلكِ هذا التفكير غير سعيدة، ومن الآمن أن نقول إن الوقت قد حان لإجراء بعض التغييرات. لذا ومع أخذ ذلك بعين الاعتبار، إليكِ طرقاً بسيطة للبقاء في الحاضر، وإتقان فن عدم الإفراط في التفكير.
خذي نفساً عميقاً:
يبدو بسيطاً بما فيه الكفاية، أليس كذلك؟.. إذ إنكِ تتنفسين كل يوم بشكلٍ طبيعي، ويمكنك القيام بذلك حتى أثناء نومك. لكن ماذا لو أخبرناكِ بأنه يمكنكِ استخدامه لصالحك؟.. إن تمارين التنفس العميق (اليقظ) يمكن أن تكون الحل لعقلكِ المفرط النشاط.
وفي العادة، يأخذ الشخص العادي حوالي 12-20 نفساً في الدقيقة (22 ألف مرة يومياً)، وهذا التنفس يفعل أكثر بكثير من مجرد نفخ رئتيكِ بالأكسجين، إذ يمكن أن يؤثر في وظائف الجسم الأخرى أيضاً. على سبيل المثال: الدماغ، ومعدل ضربات القلب، والهضم، والهرمونات، وتعافي العضلات، وضغط الدم، والتمثيل الغذائي، والنوم. والأهم من ذلك، أنه يمكن أن يقلل مستويات التوتر لديك.
لذا، باستخدام تقنيات التنفس (مثل طريقة 4-7-8)، فإن هذا يسمح لكِ بتهدئة العقل، وتركيز انتباهكِ، والوجود في الحاضر بشكل أكبر.
ابتعدي عن الهاتف الذكي:
في الوقت الحاضر، يمكننا أن نفعل أي شيء على أجهزتنا التي تدعمها الإنترنت، مثل: طلب الطعام، والحصول على آخر الأخبار، وممارسة الألعاب، ومشاركة الصور، والبقاء على اتصال مع الأصدقاء، أي أن كل ما نحتاجه (24/7) متاح بنقرة زر واحدة.
لكن، رغم أن التكنولوجيا تقدم العديد من الفوائد، فيمكن أن تكون أيضاً مصدراً رئيسياً للإلهاء، والإفراط في التحفيز والتوتر، وهي أمورٌ تزيد الإفراط في التفكير.
هنا، لا نقول إنه يجب عليك رمي هاتفكِ من النافذة، لكن قد يكون من الجيد تحديد وقت الشاشة، ناهيك عن تخصيص الوقت للتواصل مع الأشخاص وجهاً لوجه، ووضع حدود أو تحديد أوقات للتحقق من رسائل البريد الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي، وتحديثات الأخبار.
كما يمكنكِ تنفيذ مناطق خالية من التكنولوجيا في منزلكِ، أو جدولة عمليات التخلص من السموم الرقمية بشكل منتظم.
ابحثي عن مصدر إلهاء:
لا نقصد هنا إخفاء مشاكلكِ وتجنبها، وهذا عكس ما يجب عليكِ فعله، حيث ما نعنيه هنا هو العثور على شيء بنّاء لتفعليه مع عقلكِ المفرط النشاط؛ لأن ذلك يعد طريقة ممتازة لتركيز نفَسكِ. على سبيل المثال، يمكنكِ الذهاب في نزهة على الأقدام، أو ممارسة الحياكة، أو الانضمام إلى صالة الألعاب الرياضية، أو قضاء بعض الوقت في الطبيعة، أي أي شيء يسمح لكِ بخسارة نفسك، والانغماس بالكامل في اللحظة الحالية.
ووفقًا للخبراء، فإن تشتيت نفسك بالأنشطة يمكن أن يساعد على مقاطعة التفكير السلبي، ولمنع أي أفكار أو مشاعر متطفلة من إعاقة طريقكِ، اكتبي أو سجلي ما يزعجكِ، وقومي بوضع خطة، ثم راجعيها مرة أخرى خلال 24 ساعة. وهذا يمنحكِ، أيضاً، الوقت للنظر إلى مشكلتك بعيون جديدة، ومنظور جديد في اليوم التالي.
ممارسة التأمل الذهني:
عندما تكونين مفرطة في التفكير، فقد يكون من الصعب الضغط على زر الإيقاف المؤقت والاسترخاء ببساطة، وعقلكِ يتسارع باستمرار، ويفكر في المشكلات الحالية والماضية والمستقبلية، إلا أن تخصيص بضع دقائق يومياً لممارسة التأمل الذهني قد يخفف بعض الثرثرة الداخلية.
وفي الواقع، وجد الخبراء أن العلاج القائم على اليقظة الذهنية (مثل: اليوغا، والتأمل) ساعد على «تخفيف» التوتر والقلق والاكتئاب لدى الأفراد، عن طريق تغيير بيولوجيا الدماغ، حتى إنها ساعدت في تحسين الصحة البدنية للأشخاص، إلى جانب أجهزتهم المناعية.
لكن، ما التأمل الذهني بالضبط؟
يمكن أن يكون الأمر بسيطاً، مثل: العثور على مكان هادئ للجلوس، وإغلاق عينيك، والتركيز على تنفسكِ، وتشمل الطرق الأخرى: فحص الجسم، والتأمل أثناء المشي، أو يمكن أن يكون أكثر نشاطاً.
على سبيل المثال، تتيح لكِ أنشطة اليقظة الذهنية، مثل: اليوغا، والتاي تشي، تنمية الوعي بالتنفس والحركة والإحساس، وتقوية جسمك وإطلاق أي طاقة مكبوتة.
وإذا ظهرت تلك الأفكار المزعجة، فإن التأمل الذهني سيساعدكِ على الاعتراف بها، دون إصدار أحكام.