منذ زمنٍ طويل، والمصممات الرائدات في مجال الأزياء يحاولن شق طريقهن الخاص لإنتاج الملابس، وتمكين بنات جنسهنَّ من خلال القطع التي تغرس الثقة، وتوفر فرص عمل تدعم سبل العيش.
وفي حين أن الملايين يربطون الموضة بالأناقة فقط، استخدمت مصممات عديدات تصاميمهن لإنشاء طريق أكثر فردية؛ للتعبير عن الذات، ولتغيير المفاهيم المسبقة عما يجب أن تكون عليه المرأة، إضافةً إلى أنهن يقمن بصناعة الملابس مع وضع الراحة في الاعتبار؛ للسماح لمن ترتديها بتقديم أصدق مشاعرها.
هنا، نرصد مجموعةً من المصممات اللواتي أثرن في الموضة عبر التاريخ.
مدام غريه Madame Grès:
عرفت مصممة الأزياء الفرنسية، مدام غريه، بأسلوبها البسيط، والتزامها بالشكل الفني، وتصميم الأزياء الراقية، وقد ولدت باسم جيرمين إميلي كريبس.
في بداية مشوارها، صممت القبعات تحت اسمها المستعار الأول «أليكس بارتون». وفي عام 1936، تركت بصمتها على تصميم الأزياء تحت اسم «أليكس». وبحلول عام 1942، تخلت عن «بارتون» واتخذت لقب «غريه».
وقامت مدام غريه بتجربة القماش والشكل لتحقيق الكمال، حيث كانت نحاتة مدربة، وأدى أسلوبها إلى تعزيز خفة الحركة الرياضية في التصميم باستخدام القماش. وتعتبر فساتينها العمودية الشهيرة ذات التأثير الإغريقي في ثلاثينيات القرن العشرين، والمصنوعة من الحرير والرايون، ولاحقًا من البوليستر الجيرسيه، خلاصة أعمالها، وظلت الفساتين المنحوتة على الجسم من الحواف إلى الحواف، بحيث لا يوجد اثنان متشابهان باستخدام ما متوسطه 13 إلى 23 مترًا من القماش غير المقطوع، والعديمة الوزن تؤثر في الأزياء.
كوكو شانيل Coco Chanel:
قبل وفاتها في باريس عن عمر يناهز 87 عاماً، عام 1971، كانت غابرييل بونور (كوكو شانيل) تعمل حتى اللحظة الأخيرة على مجموعة الأزياء الراقية الخاصة بها، إذ يعتبرها الكثيرون أعظم قوة مؤثرة في موضة الأزياء على الإطلاق، فقد أوجدت روح الموضة بالإضافة إلى المظهر. وبصرف النظر عن تأثيرها في معظم أفضل المصممين الشباب خلال عصرها في أوروبا والولايات المتحدة، فقد كان لها تأثير طويل الأمد على الموضة اليوم.
وعلى مدار 60 عاماً، جسدت «كوكو شانيل» أسلوبها المميز ببساطة، من خلال ارتداء إبداعاتها، وعملت على تحرير النساء من المشدات، والملابس المقيدة الأخرى، واستعارت إلى حدٍّ ما من مظهر ملابس الرجال، وابتكرت ملابس رياضية غير رسمية وأنيقة بعد الحرب العالمية الأولى. وذات مرة، وصفها بابلو بيكاسو بأنها تتمتع «بحس أكثر من أي امرأة في أوروبا».
بوني كاشين Bonnie Cashin:
وُلِدت كاشين في أوكلاند بكاليفورنيا، ونشأت في سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، وتميزت بحسها العملي.
أحبت بوني التصميم في مرحلة الطفولة، حيث كانت والدتها تدير متجرًا لبيع الملابس المخصصة، ما جعلها تدخل عالم الرسم، عندما كانت طفلة صغيرة.
وقبل تخرجها في المدرسة الثانوية بسن السادسة عشرة، صممت كاشين أزياء لفرقة رقص محلية، وبعد انتقالها إلى مانهاتن لدراسة الرقص والحصول على دورات في رابطة طلاب الفنون، واصلت تصميم الأزياء لمسرح «روكسي» في الثلاثينيات. وبعد رؤية تصاميم كاشين على المسرح، أوصت بها كارمل سنو، رئيسة تحرير الطبعة الأميركية لمجلة «هاربرز بازار»، من عام 1934 إلى 1958، لدى شركة «Adler & Adler»، التي انضمت إليها بدوام كامل عام 1938.
واستطاعت الوصول إلى هوليوود كمصممة أزياء في «Twentieth Century Fox». وبعد تصميم أزياء 60 فيلمًا، عادت إلى نيويورك، وأطلقت مجموعة مع «Adler & Adler»، وفازت بجائزة «Coty»، وجائزة «Neiman Marcus»، في ذلك العام.
وفي عام 1951، بدأت استوديو التصميم الخاص بها. وفي السنوات الثلاثين التي تلت ذلك، ابتكرت كاشين العبايات والبدلات الجلدية المصنوعة من التويد والسترات الكشميرية ذات المطبوعات الهندسية، وكانت الجيوب الداخلية كبيرة الحجم، والحقائب المُخيَّطة والمشابك من بين توقيعاتها.
آن كلاين Anne Klein:
آن كلاين، واسمها الحقيقي هانا غولوفسكي، بدأت العمل في «Seventh Avenue» في سن 15 عاماً كرسامة مستقلة، إذ تركت المدرسة لمتابعة مهنة الموضة، وأسست أول شركة ناجحة لها «Junior Sophisticates»، مع زوجها بن كلاين عام 1948.
وبحلول منتصف السبعينيات، وكانت أصبحت بمفردها، غيّرت مفهوم الملابس الرياضية الأميركية، إذ يُنسب الكثير من قطع الملابس الموجودة في خزانة الملابس اليوم، بطريقة ما، إلى آن كلاين.
ليز كليبورن Liz Claiborne:
شعر البعض بأن ليز كليبورن قد تجاوزت ذروة نشاطها، عندما افتتحت علامتها التجارية التي تحمل الاسم نفسه في سن 47 عامًا. لكنها كانت لديها رؤية، إذ كان نجاحها مرتبطًا حتماً بالطريقة التي أرادت بها العيش بملابسها الخاصة.
وولدت ليز في بروكسل لأبوين أميركيين، من عائلة بارزة في لويزيانا، وبدأت حياتها المهنية بالعمل كمساعدة تصميم وعارضة أزياء.
وجاءت رؤيتها لتخفيف الضغط الناتج عن ارتداء الملابس للنساء العاملات من تجربتها الخاصة، إذ باعتبارها أماً عاملة، كانت تعلم أن الوقت يمضي، وأن الاهتمام بخزانة الملابس التي لا تستطيع تحمل تكلفتها لا معنى له، لذلك قامت مع زوجها آرت أورتنبرغ، وليونارد بوكسر، وجيروم تشازن، بتأسيس شركة «ليز كليبورن»، التي تحمل الاسم نفسه في عام 1976. وبينما ركز شركاؤها على المبيعات والعمليات، ركزت كليبورن على التصميم.
ومن خلال اتباع حساسيتها الخاصة بالتصميم الرائع والألوان، وتجاوز أحدث الاتجاهات، خلدت كليبورن اسمها في عالم الموضة.