لا نعرف أيها الحوت ما إذا كان يجب أن نهنئك، أم نواسيك. فأنت مبدع، رؤوف، وعاطفي.. لكنك حساس جداً. مشكلتك تكمن في أنك دائم القلق بشأن التأثير الذي قد تتركه في الآخرين، وهذا ما يجعلك في أحيانٍ كثيرة تتراجع في منتصف الطريق. تعدّ إلى المائة قبل أن تتصرف؛ كونك تتخيّل ردة فعل أحدهم تجاه موقفٍ أو كلمة أو تصرف. أنت ذكي، لا بل فائق الذكاء، لكنك متردد. استرح أكثر. خذ نفساً عميقاً عندما تقرر أن تخطو باتجاه ما، وأبعد عنك تخيلاتك التي ليس لها، غالباً، أساس.
في 2024، ستخوض مزيداً من التحديات؛ فتهيأ لها. وثقّ بأن الحياة التي فيها صعود ونزول ستشهد هذه السنة انتصارات لك، وستكتشف ذاتك أكثر وسط التحديات، وستُشرع أبواباً أمامك. ستُحقق إنجازات شرط أن تكون مستعداً للتكيّف مع الظروف، وتُخفف قليلاً من حساسيتك المفرطة. لا تلذ بالفرار من الناس، وأنت من يكره الضوضاء، والأضواء الساطعة. واجه حينما يجب، وابتسم كلما واجهت معوقات. فسرُّ النجاح في هذه الحياة يكمن في المواجهة بمهارة، وأنت - كما يعلم عارفوك - ماهرٌ في التأسيس والبناء، لكنك فاشل في المواظبة والمثابرة. عليك أن تُبقي قلبك مفتوحاً، وأن تتذكر أن الحياة بلا ناس أشبه بالجحيم، مهما حقّق المرء من نجاحات. لا تهرب في منتصف الطريق، وخفّف قليلاً من جَلْدِ نفسك عند أي إخفاق.
أنت خليطٌ من كل الأبراج. تحب السباحة مع التيار لا ضدّه. كاتمٌ للأسرار، ومصدر طمأنينة لعارفيك. كنّ واسع الأفق، والتمس الأعذار لمن أساء إليك؛ لتعيش في سكينة وهدوء، وإياك إياك أن تحاول الانتقام؛ ففي العفو لذة لن تجدها في الثأر، حتى ممن خانوك، أو تظن أنهم يضمرون شراً لك.
مليء بالأفكار أنت أيها الحوت، لكنك تميل للكسل، وعدم الشعور بالحماسة تجاه ما تعتبره غير مهم، وحماستك سرعان ما تنطفئ، وهذا ما يجعلك تتراخى في بعض الأحيان. كلمة تأخذك، وأخرى تعيدك إلى حماستك. وأي نظرة قد تراها في عيون من هم حولك قد تجعلك تتراجع عن تقديرك لذاتك وقدراتك، وهذه نقطة سلبية لديك. فلا تكن انهزامياً، وتنسحب مما تراه مستحيلاً، ولا تبالِ بما تقرأه في العيون؛ فأنت تستحقّ كلّ الاحترام لمشاعرك الصادقة دوماً، وهناك بشر غير صادقين حتى في لغة العيون.
حريتك تأتي في المرتبة الأولى، لذا تتخلى عن مهام تعتبرها مقيدة لك، وتكره الالتزام بمواعيد محددة لتسليم عملك، تبتعد عن الروتين المملّ، وكريمٌ أنت حدّ السخاء، حتى مع الأشخاص الذين لا يستحقون، وهذا يوقعك في مشاكل مالية، ويجعلك تظن - في لحظة ما - أنك تعرضت لغبنٍ؛ كونك أعطيت في المكان غير الصحيح. لكن، هذا لن يمنعك من تكرار محاولتك أن تجعل جميع من حولك سعداء.. فهذا أنت!
تأبى اقتحام الآخرين لمساحتك الشخصية، وصعبٌ عليك أن تكشف أسرارك. حالمٌ أنت. وتنسى، أحياناً، أن العمل هو الطريقة التي ستمكنك من تحقيق أحلامك. إن الواقعية ضرورية في الحياة أيها الحوت؛ فخفّف من خيالاتك الخصبة؛ فالخيال في الفنّ والأدب. أما الحياة، فتتطلب مع الخيال كثيراً من المنطق والواقعية.
عاشقٌ للمطر، تنجذب إليه، وتجد فيه مهدئاً عاطفياً، وتنجذب إلى طبيعة فصل الشتاء الغامضة، ومشاهدة قوس قزح في السماء تريحك جداً؛ لهذا ألوانك المفضلة تميل إلى الأرجواني والأصفر.
هل لديكم موظف من برج الحوت؟.. قد تجدونه في البداية غير مناسب، بسبب مثاليته الهائلة وحساسيته، لكنكم ستدركون، لاحقاً، أهمية وجوده بينكم؛ فهو مخلص جداً في عمله، ولا يعدّ الساعات والثواني للمغادرة، ولا يقوم بمكائد، ولا يبالي بالمنافسة غير الشرعية. إنّ مثاليته ستكون - في نهاية المطاف - لمصلحة العمل، وصحبته ستكون مفيدة؛ فهو موهبة حقيقية بينكم، بشرط ألا يشعر بوجود من يستغلّه. إن شعور الحوت بالاستغلال يغيره 180 درجة، ويحوّله من شخص مثالي إلى نمر كاسر.. فانتبهوا إليه، ومنه.
هناك من يحلو لهم وصف مولود الحوت بـ«السمكة الباردة». لا عليك أيها الحوت؛ فالسمكة تستمرّ في النمو دون توقف؛ حتى آخر يوم في عمرها. هكذا أنت، تستمرّ في العطاء طوال عمرك. أمرٌ آخر معروف عن السمكة، وهو يشبهك، فهي حينما تُبقي فمها مغلقاً لا يصطادها أحد. هكذا أنت، كاتم للأسرار ما يحول دون أن يصطاد أخطاءك أحد.
ليس أمراً عابراً أن يولد الإنسان «حوتاً»، إذ إنه مصدر رائع للتوجيه والمشورة.. المهم أن يعرف الحوت قدر نفسه!