مناسبتان تطلان علينا بفرح..
مناسبتان تفتحان نوافذ الذاكرة والقلب..
بدايةً.. يمثل الاحتفال بيوم المرأة العالمي، في الثامن من مارس كل عام، مناسبة سنوية للاحتفال بمسيرة تاريخية طويلة من التحديات والإنجازات، فهو مناسبة لكل العالم للنظر إلى الواقع الراهن، واستشراف المستقبل، والعمل من أجل مزيد من الدعم والتمكين للمرأة. وفي هذا السياق، أشار الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، خلال عام 2024، مناسبة للاحتشاد؛ للدعوة إلى ما سمته «الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم».
هذه الدعوة، وعنوانها، يحيلانني إلى مشاعر عميقة من الفخر بما تحقق للمرأة الإماراتية، وإلى الوفاء والاعتزاز بجهود القيادة الرشيدة، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، إيماناً بدور المرأة، وتعليمها، وعطائها، ومشاركتها الفاعلة في بناء وطنها، حيث كانت الإمارات سباقة إلى الاستثمار في أبنائها؛ إيماناً بقدراتهم وإخلاصهم. ويثبت التاريخ، يوماً بعد يوم، أن الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان ذا رؤية حكيمة، وبصيرة نافذة في دعمه وتمكينه للمرأة، حتى صار هذا النهج الحكيم عنواناً مضيئاً لمسيرة وإنجازات المرأة الإماراتية.
وأود هنا، ونحن نتحدث عن اليوم العالمي للمرأة، أن أشير إلى مناسبة سعيدة أخرى جديرة بالاحتفال بها، خلال شهر مارس، هي ذكرى صدور أول عدد من مجلتنا الغراء «زهرة الخليج»، حيث أشرقت شمس «المجلة»، للمرة الأولى في 31 مارس 1979. ومنذ ذلك الحين، تواصل «زهرة الخليج» مسيرتها الإعلامية الرائدة، كأبرز المجلات النسائية والاجتماعية في الوطن العربي، وساهمت - عبر تاريخها الطويل - في الإضاءة على منجزات المرأة الإماراتية والعربية. وكانت، ولا تزال، نافذة رحبة لإبداعات المرأة، وليست مبالغة إذا قلنا: إن أجيالاً عديدة من النساء في الوطن العربي تعرف «زهرة الخليج» معرفة وثيقة، حيث إنها عاصرت أحلامهن، وتطلعاتهن، وكانت داعماً رئيسياً لهن، ومصدراً رصيناً وراقياً للتثقيف، والمعرفة، والترفيه. تاريخ «زهرة الخليج» يتوازى مع تحولات إيجابية في حياة المرأة العربية بشكل عام، وهي خلال هذه المسيرة المتواصلة تثبت أن الإعلام الهادف والبنّاء جزء لا يتجزأ من تطور المجتمعات. وبهذه المناسبة، نهنئ أنفسنا بثقة القراء، ونقدم إليهم مع باقات الورود والتهاني وعداً ثابتاً وأصيلاً بمواصلة العطاء، وبذل أقصى جهد؛ لتقديم خدمة إعلامية عصرية وهادفة، تليق بهم، وبـ«زهرة الخليج».. وتاريخها الجميل!