هواة الجمع في عالم الفن لا حدَّ أقصى لهم، إذ يخاطرون بشراء العديد من الأعمال الفنية، التي تتوافق مع ذوقهم الشخصي، وتثير إحساساً بالدهشة مهما بلغ ثمنها، سواء تم اكتشافها في زاوية أحد متاجر التحف، أو معرض معاصر فخم.
وعاماً بعد عام، تشهد دور المزادات والمعارض الخاصة مبيعات قياسية لأعمال الفنانين القدامى، ونجوم القرن العشرين، وكذلك للفنانين الصاعدين، الذين يعيدون ابتكار الحرفة.
هنا، نلقي نظرة على بعض أغلى اللوحات، التي تم بيعها على الإطلاق في تاريخ الفن.
«سلفاتور موندي».. ليوناردو دافنشي:
تم بيع لوحة «سلفاتور موندي»، مقابل ما يزيد قليلاً عن 450 مليون دولار، في مزاد كريستي عام 2017، إلى مشترٍ مجهول.
وهذه اللوحة التي تُرجمت إلى «منقذ العالم»، ليست فقط أغلى لوحة في العالم، بل ربما هي اللوحة الأكثر إثارة للجدل أيضاً، إذ يشك العديد من العلماء في أن العمل قد تم بالكامل بواسطة ليوناردو دافنشي، مشيرين إلى أن التكوين العام لا يتوافق تماماً مع أسلوب دافنشي. وخلص أحد التحليلات، التي أجراها متحف اللوفر عام 2018، إلى أن الصورة تطورت ببطء، مع إضافة ليوناردو اليدين والذراعين لاحقًا.
«التبادل».. ويليم دي كوننغ:
قام الفنان الهولندي الأميركي، ويليم دي كوننغ، بتشكيل الأسلوب التعبيري التجريدي، من خلال أعماله الإيمائية، التي غالباً تعتمد على الشخصيات والمناظر الطبيعية والحياة الساكنة، وتمثل لوحة «التبادل» التحول في أعماله من رسم النساء في الأغلب إلى المناظر الطبيعية الحضرية الأكثر تجريداً.
والنقطة المحورية في هذه اللوحة هي المركز الوردي، الذي يمثل امرأة مستلقية وسط خلفية مزدحمة، وقد اشتراها المليونير الأميركي كينيث سي غريفين، مقابل 300 مليون دولار، من مؤسسة «ديفيد غيفن»، في سبتمبر عام 2015.
«نافع فا إيبويبو» (Nafea Faa Ipoipo).. بول غوغان:
تُرجمت هذه اللوحة إلى «متى ستتزوج؟»، وهي واحدة من أولى اللوحات التي رسمها بول غوغان، بعد رحلته الأولى إلى تاهيتي عام 1891.
وتركز اللوحة على امرأة شابة من السكان الأصليين، ترتدي زهرة بيضاء في شعرها (في الثقافة التاهيتية التقليدية، تشير الزهرة في الشعر إلى أن الشخص مستعد للزواج)، وإلى جانبها والدتها. وورد في الأصل أن لوحة غوغان بيعت من قبل رجل الأعمال السويسري رودولف ستيتشلين إلى مشترٍ قطري مقابل 300 مليون دولار. ومع ذلك، كشفت دعوى قضائية، عام 2017، أن اللوحة بيعت مقابل 210 ملايين دولار فقط.
«الرقم 17A».. جاكسون بولوك:
اشتهر جاكسون بولوك، رائد الحركة التعبيرية التجريدية، بأسلوب «التنقيط»، حيث كان بولوك يسكب الطلاء على القماش، كوسيلة لنقل المشاعر من خلال الحركة، ولوحة «الرقم 17A» لوحة تجريدية تتميز بأشكال من الألوان على قماش من الألواح الليفية، وهي من أعمال بولوك المبكرة، التي تتميز بهذه التقنية.
واشترى الملياردير كينيث سي غريفين اللوحة عام 2015، مقابل 200 مليون دولار، من مؤسسة «ديفيد غيفن».
«حامل الراية».. رامبرانت:
توصف لوحة «حامل الراية» بأنها واحدة من روائع رامبرانت الأكثر حيوية، وهي عبارة عن صورة شخصية تعود إلى عام 1636، لفنان العصر الذهبي الهولندي.
وكانت اللوحة مملوكة لملك إنجلترا «جورج الرابع»، قبل أن تحصل عليها عائلة روتشيلد عام 1844. وفي أواخر عام 2021، أعلنت الحكومة الهولندية أنها تخطط لشراء العمل الفني من عائلة روتشيلد للمجموعة الوطنية للبلاد.
وتم بيع اللوحة، أخيرًا، إلى هولندا مقابل 175 مليون يورو (حوالي 198 مليون دولار) عام 2022. ومنذ ذلك الحين، يتم عرضها بشكل خاص في المتاحف بجميع أنحاء البلاد.
«شوت ساج بلو مارلين» (Shot Sage Blue Marilyn).. آندي وارهول:
هزت هذه اللوحة التي رسمها الفنان آندي وارهول المشهد الفني، عندما بيعت بما يزيد قليلاً عن 195 مليون دولار لتاجر الأعمال الفنية الأميركي لاري غاغوسيان، خلال مزاد كريستي عام 2022.
واللوحة جزء من لوحة مكونة من خمس لوحات، واستخدمت فيها تقنية الشاشة الحريرية، وصورة دعائية مقصوصة من فيلم «نياغارا»، الذي قامت ببطولته مارلين مونرو.
وحصلت السلسلة على اسمها، بعد أن جاءت الفنانة الأميركية دوروثي بودبر، إلى استوديو «وارهول»، وأطلقت النار على أربع من اللوحات بمسدس، تم إصلاحها لاحقًا، لكن الاسم بقي.