يقول الأطباء النفسيون إنه في قلب الأبوة والأمومة غير الآمنة عاطفياً، يوجد خطر عاطفي حقيقي، إذ إنها طريقة لوضع الطفل في موقف، يجب عليه فيه دائماً أن يكون شديد اليقظة تجاه ما قد يحدث، أو لا يحدث.
ومؤخراً، شاع عبر منصة «تيك توك» نوع من أسلوب التربية المعروف باسم «أبوة وأمومة قشر البيض»، ورغم أن هذه المنصة ليست مكاناً للحصول على النصائح والمعلومات، فإن متخصصي الصحة العقلية يتفقون على أنه من الجيد أن يكون الآباء والأمهات على دراية بهذا الأسلوب وعلاماته ومخاطره.
لذا، من المهم مناقشة التربية بأسلوب "قشر البيض"، لأن العديد من الآباء لا يدركون أنهم يمارسون التربية بهذه الطريقة.
ماذا يعني أن يكون أحد الوالدين "قشر البيض"؟
شاع هذا المصطلح على يد طبيب نفسي، يحمل اسم «سيج»، وله حسابٌ عبر منصة «تيك توك»، وهو مشتق من عبارة «المشي على قشر البيض».
ويوضح الخبراء أنه عندما يكون لدى أحد الوالدين مزاج غير مستقر، ونوبات غضب، وسلوكيات غير متسقة تجعل أطفاله يسيرون على "قشر البيض" من حولهم، فإنهم يُظهرون أبوة "قشر البيض"، أي أن أساس التربية على "قشر البيض"، هو عدم القدرة على التنبؤ.
ويضيفون أنه عندما يكون أحد الوالدين عرضة للانتقال من صفر إلى 60 في أي لحظة، أو ما هو أسوأ من ذلك، ويبدو أن هذا التحول ناجم عن أشياء ليست واضحة على الإطلاق للطفل، فمن السهل أن نفهم لماذا قد يكون هناك تأثير سلبي على الطفل.
وتتضمن الحالات الأكثر تطرفاً من أبوة وأمومة "قشر البيض" إساءة نفسية شديدة، يمكن أن تؤدي إلى عكس الأدوار بين الوالد والطفل، إذ قد يشعر الطفل بالمسؤولية عن رعاية والديه، ويشعر بالذنب عندما لا تسير الأمور كما يريد والداه.
أما بالنسبة لسبب، أو كيف يصبح شخصٌ ما والداً يقوم بهذا السلوك، فمن المحتمل أن يكون لدى أحد والدي "قشر البيض" تربية غير المستقرة، ولم يتعلم أبداً كيفية تهدئة نفسه من المشاعر غير المريحة، إذ إنه في حال لم يعمل الآباء على حل مشكلاتهم الماضية فقد يتسبب في عدم الاستقرار الحالي، ما يجعل ردة فعلهم تؤثر في أطفالهم وفي من حولهم.
أمثلة على أبوة وأمومة "قشر البيض":
لنفترض أن طفلاً يعود إلى المنزل بنتيجة اختبار. وبعد العشاء، يوبخ الوالد الطفل لعدم حصوله على درجة أفضل، وهذا السلوك غير المتوقع مربك، ويرسل رسائل مختلطة، ولا يوفر للطفل انعكاساً متسقًا للسلوك والتأثير الذي يحتاج إليه الطفل من مقدم الرعاية؛ ليشعر بالأمان والفهم.
كما يمكن أن تلعب التهديدات، أيضاً، دور أبوة وأمومة "قشر البيض".
أبوة وأمومة "قشر البيض" مقابل الغضب في بعض الأحيان:
لا يوجد والد مثالي في النهاية، وقد ينفجر ويصرخ في وجه طفله مراتٍ مختلفة. لكن، هذه النوبات العرضية ليست تربية "قشر البيض".
بعبارةٍ أخرى، جميعنا نفقد أعصابنا في بعض الأحيان، وهذا أمرٌ طبيعي. لكن في حالة "قشر البيض" يصرخ الآباء أو الأمهات، أو ينتقدون في كثير من الأحيان دون سببٍ واضح.
والفرق الآخر هو أن والد "قشر البيض"، عادة، لا يتحمل المسؤولية عن أفعاله. ومع ذلك، فإن الآباء الذين لا يعانون هذا النوع من الأمراض، عادة، يجلسون ويتحدثون عما حدث، وفي معظم الحالات يعتذرون.
مخاطر أبوة وأمومة "قشر البيض":
يمكن أن تؤدي أبوة وأمومة «قشر البيض» إلى صعوبات طويلة الأمد لدى الأطفال، بما في ذلك: القلق والاكتئاب والمزاج غير المستقر، حيث إن الأطفال الذين يكبرون مع آباء «قشر البيض» يعيشون في حالة مزمنة ومستمرة من عدم القدرة على التنبؤ من مقدمي الرعاية الأساسيين لهم. لذا، يشعر الأطفال بعدم استقرار بيئتهم، ويميلون إلى إلقاء اللوم على أنفسهم.
كيف يمكن كسر دورة أبوة وأمومة «قشر البيض»؟
هل محكوم على المرء؛ إذا أدرك أنه والد أو والدة «قشر البيض» أن يبقى كذلك، لا على الإطلاق، إذ إن أفضل ما يمكنه فعله هو محاولة كسر هذه الحلقة المفرغة، من خلال تحسين استجابته للمواقف العصيبة، وهنا بعض ما يمكنه القيام به.
الوعي الذاتي:
أهم نصيحة هي أن تكون على دراية بتربية «قشر البيض»، ويتضمن هذا التعرف على أمثلة لتربية «قشر البيض»، وسؤال نفسك:
هل يجد الأشخاص أحياناً صعوبة في التفاعل معك، بسبب تقلباتك المزاجية المتكررة، التي لا يمكن التنبؤ بها؟
وعندما يحدث شيء ما، حتى لو كان بسيطاً نسبياً، هل يقلق الناس بشأن كيفية الرد؟
هذه علامات مهمة على أن لديكِ خصائص أحد والدَيْ «قشرة البيض»، وأنك تحتاج إلى العمل على تحسين ذلك عند تربية الطفل.
التفكير في إصلاح الصراعات:
يمكن أن يكون حل النزاعات العالقة مع مقدمي الرعاية لـ«قشر البيض» بمثابة شفاء. لذا، يجب أن تكون منفتحاً، وتحاول حل الأمور التي جعلتك هكذا، وطلب المساعدة من شخصٍ مختص.