كرمت سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة في تونس، الدكتورة إيمان أحمد السلامي، الفنانة التشكيلية التونسية سناء هيشري، تقديراً لمساهمتها الفاعلة في تطوير المشهد الثقافي بالوطن العربي، من خلال إنجازاتها ومشاريعها الفنية.
يأتي هذا التكريم بعد صدور كتاب «نضال من ألوان»، الذي وضعت فيه هيشري خلاصة تجربتها الاحترافية في الفن التشكيلي، وزادته إنسانية بتبرعها الكامل بإيرادات الكتاب، لصالح دور الأيتام والمسنين.
مؤخراً، أنجزت سناء هيشري مجموعة لوحات معرضها الجديد، التي أطلقت عليها «زهور الحب»، وهي لوحات فنية ثلاثية الأبعاد، تعد مزيجاً بين الرسم والنحت.
والناظر إلى هذه اللوحات، سيكتشف أن كل لوحة تتألف من مئات الزهور التي تم نحتها وتلوينها بدقة، حيث تغير رؤية درجات ألوانها بحسب الزاوية والاتجاه الذي ينظر إليها منه، عدا وجود تقنيات وخط فني تشكيلي جديد، يبرز من بين اللوحات.
تقول سناء هيشري عن لوحاتها الجديدة: «أرسم الأزهار بطريقة أنيقة ومميزة، وأعطيها مركزها الذي يليق بها، لقد تفننت في تصميم مجسمات ثلاثية الأبعاد للأزهار، باستعمال الكثير من المواد المتنوعة، والخروج الكلي عن المألوف والتقليد في نحت الزهور المتفتحة، عبر مزيج حقيقي من تاريخ وجمال الطبيعة، التي أسعى لأمثل بها بداية موسم جديد ونمو وتغيير إيجابي عام 2024».
-
لوحات تغني الحياة.. للتشكيلية سناء هيشري
وتؤكد الفنانة التشكيلية والباحثة وأستاذة الفنون الجميلة، التي درست بالمعهد الملكي للفنون الجميلة في بروكسيل ببلجيكا، ومعهد «Paul Académie» الفرنسي للعلاج بالفن، أن الإبداع والابتكار لا يصلان للقمة، إلا إذا اقترنا بالمرأة والموهبة. وتضيف: «العبقرية لا تُزهر ولا تتفتح إلا بوجود امرأة مُلهمة، تكون مُحركاً ودافعاً للتقدم والنجاح والابتكار، فالمرأة قادرة على صنع التاريخ، ولم تُخلق للزواج والحمل والتربية فقط، فهذه الفكرة ليست محور الحياة».
وعن كيفية استخدام الألوان في فرد مساحة لوحتها على المسطح الأبيض، تقول: «تباين ألواني الحارة تارة والباردة تارة أخرى، يجعل الرسم على اللوحة أكثر عمقاً، إننا لا نعرف للنهار سبيلاً إذا لم يكن لليل وجود، كذلك ألواني لعبة بين الداكن والفاتح، وبين الضوء والظلام، فلوحتي لُغز، أجعل منها دراما بصرية، حيثُ إنني أتعمد توزيع الضوء لأظهر مدى جمال المرأة الداخلي، المُفعم بالقوة والإرادة والحكمة، ولأصنع تأثيراً ساحراً يجذب الاهتمام».
وتحلم سناء هيشري، وهي ترسم لوحاتها، بتجاوز كل التحديات والظروف لتحقيق النجاح، والمساهمة في تطوير وازدهار المجتمع، فضلاً عن ترك بصمة أنثوية خالدة في التاريخ، فتقول: «المرأة بصمة خالدة، صنعت التاريخ، وغيرت المستقبل، وتستطيع بعزيمتها فعل المستحيل».