سَلاَمَةُ مِنْ أَيْنَ هَذِي الحَكَـايَـا؟
وَمَـا زَالَ لِلطِّفْــلِ فِيــكِ سَجَــــايَــا
وَكَيْفَ عَـرَفْـتِ بِأَسْـرَارِ هِـنْــدٍ
وَسِيـــرَةِ لَيْلَـى وَبَـاقِـي الصَّبَـــايَـا
وَأنتِ عَلَى مَقْعَـدِ الدَّرْسِ طِفْلٌ
وَصَعْبٌ عَلَى الطِّفْلِ حَمْلُ القَضَايَـا
تَقُولُ سَلاَمِي: أَنَـا لَسْتُ طِفْلاً
وَتَشْهَــدُ لِي فِي دُرُوبِـي خُطَــايَــا
كَبُرْتُ وَصَــارَ لَــدَيَّ اهْتِمَـــامٌ
بِهَمْسِ القُلُـــوبِ وَكَشْفِ الخَبَـايَـا
أَقُولُ: سَلاَمَةُ أَنْتِ انْعِـكَــاسٌ
لِفِكْـــــرِي وَإِنَّــكِ لِي كَـالمَــــرَايَـا
تَقُولُ: سَمِعْتَ حِكَايَةَ عَفْـرَا؟
أَقُولُ: احْذَرِي أنْ تُثِيرِي أَسَــايَـا
تَقُولُ: وَلَكِـنَّ عَفْـرَا تَحَــدَّتْ
وَصَــدَّتْ بِعَـــزْمٍ جَـمِيـعَ البَــلاَيَـا
وَلَمْ تَقْتَنِـــعْ بِكَــــلاَمِ الطَّبِيبِ
بِـأَنَّ الخَـبِيثَ أَصَــــابَ الخَـــلاَيَـا
وَأنَّ زَمَـــانَ الحَيَــاةِ لَـدَيْهَــا
قَصِيـــرٌ وَمَـا ظَــلَّ فِيـهِ بَـقَـــايَــا
وَلَيْسَ لَدَى الطِّبِّ مَا يَسْتَطِيعُ
عِــلاَجـاً لِــدَاءٍ كَثِيــرِ الضَّحَــايَـا
فَقَالَتْ: وَلَكِــنَّ رَبِّـي قَــدِيــرٌ
وَيَعْلَــمُ أَنِّـي بِغَـيْـــرِ خَـطَـــــايَــا
سَأَحْيَا إِذَا شَـاءَ رَبِّي الرَّحِيـمُ
وَإِنْ لَمْ يَشَـأْ مَرْحَـبـاً بِالمَنَـــايَــا
وَعَـاشَتْ لِتَقْهَـــرَ أَخْـبَثَ دَاءٍ
بِنِعْمَــةِ رَبٍّ عَظِيـــمِ العَـطَـــايَــا