مثلك مثل فصل الشتاء، المتقلب بين مطر وشمس، أيها الدلو. لا ترسو على مزاج؛ فتبدو حينا فرحاً، وتظهر بعد حين كئيباً. مشاعرك غالباً تُحدد أفعالك وقراراتك، وهذا الأمر لا يريح من هم في دائرتك، ويجعل المحيطين بك يخشون قرارات متسرعة قد تأخذها في لحظةٍ ما. أما أنتم معارف الدلو، فلا تتسرعوا في الحكم عليه، فهذه الصفة التي يعتبرها كثيرون عيباً لديه، توازيها صفات رائعة كثيرة، بينها أنه: إنسانيٌّ، مندفعٌ، وفيٌّ، ذكيٌ، مستقلّ، وغير تقليدي. هذا معناه أننا إذا قارنا بين الحسنات والسيئات؛ فستكون الدفة لصالح ما هو جميل في مولود هذا البرج.
وينجح الدلو ضمن مجموعة، فهو يتألق في الاجتماعات التي تستدعي عصفاً ذهنياً، وتتطلب تخطيطاً، كما يحب الأرقام والإحصاءات، ويكره الرتابة والروتين. إنه مخلصٌ في الحبّ إلى أبعد الحدود، لكن حبّ مولود الدلو رصين. لكل من ينتمي إلى برج الدلو: هذه السنة الجديدة ستفاجئك في عدد الأبواب التي ستُشرع أمامك؛ فكنْ مستعداً؛ فما ينتظرك في 2024 قد يحتاج إلى 250 سنة جديدة ليتكرر. تسمع عن الحظ؟ إنه حليفك الجديد؛ فكنْ شجاعاً، واستفدْ منه.
عاشقٌ للسفر
مواليد الدلو يعشقون المطر، فإذا رأيتم امرأة تقف وراء النافذة، وتنصت بسعادة إلى صوت المطر وتبتسم، فأيقنوا أنها «دلو». مثاليٌّ هو مولود هذا البرج؛ فإذا وعد وفى، إذ إنه على يقين بأن الوفاء من شيم الكرام، والغدر من صفات اللئام. تبدو أيها الدلو غريب الأطوار لمن لا يعرفك جيداً؛ فأنت من النوع الذي لا يمكن أبداً التنبؤ بخياراتِهِ؛ لأنك تميل إلى إخفاء ما تُضمره.
في الصداقة.. يتميّز الدلو بوفائِهِ، ومن لديه صديق من هذا البرج قد يتفاجأ، أحياناً، بقدرته على غضّ الطرف عن سيئاته للاحتفاظ بصداقته، ويدرك «الدلو» أن من يبحث عن صديق بلا عيب سيبقى وحيداً.
عاشقٌ للسفر مولود الدلو، ومن لم يَرَ وجه «دلو»، وهو يجهز حقائبه استعداداً لسفرٍ لم يَرَ شيئاً. على كل حال، تأكدوا أنه بالسفر معه لن يخيب أمل من يرافقه؛ فسيتغيّر «الدلو» في السفر 180 درجة، وسيتخلى عن انطوائيته، ويُصبح منفتحاً على كل الاقتراحات، كما سيسهر حتى ساعات الفجر الأولى، وأيضاً سيقصد كل الأماكن، وسيضحك من قلبه، وسيقوم بالتبضع حدّ الإسراف، وسينسى مقولته الشهيرة: «خبئ قرشك الأبيض إلى يومك الأسود».
قد يشعر من يتعرف إلى «دلو» بشخصٍ أمامه يعاني شكلاً من أشكال الانفصام؛ فـ«الدلو» قد يضحك ويبكي في آنٍ، وقد ينزوي أسبوعاً، ثم يعود لينخرط في مشاريع لا تنتهي، كما أنه قد يبدو فطناً حيناً، وغبياً حيناً آخر. وقد يفتقر حيناً إلى التركيز، في حين يبدو في وقتٍ آخر أدق من ساعة «بيغ بن» اللندنية الشهيرة. مشكلة مولود هذا البرج تكمن في شعوره السريع بالملل، وإذا خُيّر بين الإرهاق أو الملل؛ فسيردّد: «إنني أختار الموت إرهاقاً، لا مللاً».
حيوي.. ومتعاون
حولك، أيها «الدلو»، كثير من «القيل والقال».. فهل تشعر بالانزعاج؟ نفهمك؛ فأنت تعتبر كثرة الكلام تفاهة، وتختار الصمت عوضاً عن اختراع الأحاديث مع أناس تعرفت إليهم للتوّ. فأنت لا تهتمّ أبداً بالمجاملات التي ترضي الناس. سترى نفسك منفصلاً عن واقع كهذا. لكن، في المقابل، حينما تكون في مكان يدور فيه حديث عميق، يكون الهدف منه إحداث تغيير إيجابي ما، ستشارك بفاعلية، من الألف إلى الياء، بهدف إحداث التغيير المنشود. بكلامٍ آخر، تتألق، أيها «الدلو»، في الأحاديث التي تبدأ بكلمة: «نحن» لا «أنا»، وفي اللقاءات التي تركّز على المجموعة لا على الفرد.
هذا أنت.. متمرد على من يحاول التسلط، ومتعاون مع من يحترم نفسه والآخرين؛ فأنت حيوي لكنك قد تبدو غريب الأطوار، وقد تنسحب من عشاءٍ فاخر؛ للجلوس وحيداً على مقعد خشبي في حديقة، كونك بحاجة إلى مساحتك الخاصة، والتفكير بعيداً عن الضجيج والقوالب الجامدة، والتخطيط، بدل مجاملة من تعرف، ومن لا تعرف.
مساحة الحلم لديك واسعة، فأنت تُخطط، تحلم، وتمضي قدماً عكس التيار، مردداً بيقين: «إذا لم تستطع أن تفعل أشياء عظيمة، فافعل أشياء صغيرة بطرق عظيمة». مولود «الدلو»، باختصار، هو ذاك الإنسان الذي لا يبالي بالأشياء التافهة، ويرفض أن يعيش حياته إلا كما يرسمها بنفسه، ويحلم بها، ويخطط لها.